د. شريفة العمادي: الترابط الأسري للعرب خلال "كورونا" أذهل الغرب
أكدت د. شريفة العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، الذي تنطلق فعالياته اليوم، تحت عنوان: "الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة" بمثابة دعوة للعمل، ومنصة لتقديم رؤى جديدة ومستدامة لمستقبل الأسرة في العالم المعاصر، ومحفل لفهم ومواكبة التحولات والتحديات التي تواجه الأسر.
وأضافت العمادي، في حوار خاص سابق مع الكاتبة الصحفية سوسن مراد عز العرب رئيس تحرير مجلة البيت ونصف الدنيا والذي نُشر علي صفحاتها الشهر الماضي، أن الشباب العربي مازال يحتفظ بالقيم الأسرية.
وأشارت د. شريفة العمادي قائلة: " بالنسبة للمنطقة العربية صحيح أن العولمة والأفكار الجديدة أثّرت على نمط الأسرة، وشكل الأسرة من أسرة ممتدة إلى أسرة نووية، ولكن ما زالت الأسرة العربية محافظة على القيم الأسرية الموجودة في المجتمع العربي، وهناك دليل على ما أقول من التقرير الذي تم الإعلان عنه هنا في القاهرة، الذي تحدث عن تحديات الخمس سنوات الأولى في الزواج كانت هناك نقطة في منتهي الغرابة، وهي أنه في السنوات الخمس الأولى من الزواج أصبحت الأسر الممتدة هي المساعد للأسرة النووية في التغلب على التحديات، فقد ذكروا أن الأسر الممتدة تهتم بالأطفال في وقت ذهاب الزوجة والزوج للعمل.
وعن مفهوم "الأسر الممتدة" التي تهتم بالأطفال وقت ذهاب الزوجين للعمل ورأيها في الصورة النمطية التي تصدرها الأفلام والمسلسلات عن تلك الأسر، أكدت العمادي قائلة: " إن الأسرة الممتدة هي التي تتكون من الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث المتزوجين وأبنائهم، والجد والجدة والأقارب الآخرين؛ كالعم والعمة والابنة الأرملة، أما الأسرة النووية فهي التي تتكون من الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين، ويمكن أن يقيم أحد الأقارب معها؛ كالأخت والأخ أو أحد الوالدين،والإعلام دائمًا ما يعطينا صورة سلبية عن الأسر الممتدة وأنها تتدخل بصورة سلبية في حياة الزوجين.
واستكملت العمادي قائلة: "ولكن المفاجأة الكبري أن الدراسات التي أجريت على 20 دولة عربية أثبتت عكس ذلك تمامًا، وأن تلك الأسر الممتدة إذا تدخلت في حياة الزوجين تتدخل بشكل إيجابي لحل المشكلات أو الاهتمام بالأطفال، وأيضًا الدعم الاقتصادي.
وهناك دراسة أخرى أجريت على مستوى دول الخليج قبل وبعد كورونا، وجدت أن الدول العربية لم تعانِ من المشكلات النفسية في فترة كورونا والإغلاق مثلما عانت الدول الأخرى، ولكن معاناتنا كانت اقتصادية لتوقف بعض المشاريع الصغيرة عن العمل.
وقد التفتت الدول الغربية إلى صمود الشعوب العربية نفسيًا وقت كورونا، وبدأوا يعيدون النظر في أمر تفكك الأسر لديهم، ومحاولة إعادة تماسكها، ومحاربة ظاهرة الفردية، لأن حياتهم كانت فردية؛ أي يترك الشاب أو الشابة الأسرة ويعيش بمفرده، فأثر الإغلاق تأثيرًا سلبيا نفسيًا على هؤلاء الشباب؛ لذلك تجربة الدول العربية كانت إيجابية في هذا الموضوع.