الشيخة موزا بنت ناصر تطالب الشباب بالحفاظ على هوية اللغة العربية
الشيخة موزا بنت ناصر تطالب الشباب بالحفاظ على هوية اللغة العربية
30 أكتوبر 2024

أكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، اليوم، في كلمتها الافتتاحية في مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة بمركز قطر الوطني للمؤتمرات تحت عنوان "الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة"، أهميةَ الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها باعتبارها جذرا أصيلا وهوية، وليست فقط أداة للتواصل بين الشعوب.

حيث لفتت صاحبة السمو في كلمتها إلى "أن هناك ثمة تحديا آخر، يواجهنا كعرب، يتمثل في الدفاع عن مكانة اللغة الأم في حياتنا ووجداننا ومناهجنا التعليمية، فاللغة العربية جوهر هويتنا والحامل الحضاري لتاريخنا وقيمنا وحكمة أسلافنا وخصوصيتنا الثقافية".

اللغة العربية من دونها.. نصبح هجينًا بلا هوية
 وأضافت: "ولا يعني الاعتزاز باللغة العربية أن يمنعنا من تعلم لغات أخرى تعمق معارفنا، لكن القول الفصل ألا تأخذنا اللغة التي نتعلمها بعيدا عن لغتنا الأم".

وأوضحت قائلة: " يجب ألا تزعزع اللغات الأخرى مكانة لغتنا وتحل محلها، ولا يسرني ما لاحظته عندما شاهدت وسمعت شبابا عربيا، من الجنسين، يستخدمون اللغة الإنجليزية في التواصل اليومي ويدعون، بلا حياء، أنهم بهذه اللغة يعبرون عن أنفسهم بشكل أفضل مما يفعلون بلغتهم العربية، ولعل أخطر ما يمكن أن تتعرض له اللغة العربية أن يهجرها أبناؤها وهم في بيئتهم الثقافية".

ونبهت صاحبة السمو إلى أن "اللغة العربية هي نحن"، ومن دونها نغدو هجينا بلا هوية، وهذا هو التحدي الثالث، لأن اللغة هي الوعاء الذي تتشكل فيه ثقافتنا، وبالاثنتين معا، اللغة والثقافة، تصاغ هويتنا، لذا لا خيار أمامنا لحماية كياننا الوجودي سوى حماية لغتنا العربية والاعتزاز بها، وصيانة ثقافتنا من الهجوم الكاسح للثقافات الأجنبية، فاللغة العربية هي كل ما تبقى لنا كعرب في الدفاع عن هويتنا ووجودنا القومي، بعد أن اختفت أو تراجعت العناصر الوجودية الأخرى وهمشت المرجعيات القيمية".

غزة أسطورة في الصمود والدفاع عن الهوية
وبينت في كلمتها أنه "لا مثال في الدفاع عن هذا الوجود أبلغ مما يحصل في غزة، حيث خلق الوعي الديني والوطني هذا الصمود المذهل بصوره الأسطورية التي أظهرتها النساء والأطفال وجميع أفراد الشعب في مواجهة محو هويتهم الثقافية والدينية في سياق الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري.

 وفي خضم هذه المأساة شهدنا النضج المبكر لأطفال غزة وكأنهم خرجوا من طفولتهم ليرتدوا جلباب الرجولة، فلا عرفوا طفولة ولا عاشوا ما يطلق عليه المراهقة، إنها التربية الأسرية التي تعد طفلا واثقا مدركا لجذوره معتزا بهويته يشعر بالمسؤولية الاجتماعية ويعي واجباته قبل حقوقه، وهذا النموذج من التربية هو ما نحتاج إليه اليوم في الأسرة عموما في ظروف السلام قبل ظروف الحرب".

وأعربت الشيخة موزا بنت ناصر ، في ختام كلمتها، عن أملها في أن تكلل أعمال المؤتمر بالنجاح والخروج بنتائج تسهم في حماية الأسرة وتنمية المجتمع.
ويناقش المؤتمر، الذي يستمر يومين وينظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة بالتعاون مع عدد من الشركاء، التحديات الكبرى التي تواجه الأسرة، ومنها التغير التكنولوجي والاتجاهات الديموجرافية والهجرة والتمدن وتغير المناخ، بمشاركة عدد كبير من المؤسسات الإقليمية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والخبراء، وصناع السياسات من مختلف دول العالم.

الأكثر قراءة