انتشر أخيرا مرض الفايبروماليجيا في كثير من الفئات العمرية، وهو مرض التهاب العضلات الليفي، وقد أثبت العلماء والأطباء أخيرا أنه يمكن علاجه بالغذاء الصحي.
وحول هذا الموضوع تحدثنا الدكتورة آلاء المنير استشاري طب الأسرة والتغذية العلاجية فتقول: متلازمة الآلام الليفية العضلية أو الفايبروماليجيا هي اضطراب روماتيزمي تصاحبه آلام عضلية مزمنة ليس لها سبب بدني واضح، يكثر بين الإناث عن الرجال، وكثيرا ما يصيب صغار البالغين.
وفي معظم الحالات تبدأ الأعراض في الظهور تدريجيا وتزداد شدتها ببطء، كما تتراوح شدة المرض من الحالات البسيطة إلى الشديدة.
ولا يمكن التنبؤ بسير المرض، فبعض المرضى يشفون تلقائيا، والبعض الآخر يعانون من دورات اشتداد المرض وانحساره على فترات متبادلة.
إن أسباب متلازمة الآلام الليفية العضلية غير معروفة، فبعض الأدلة تشير إلى اضطراب في عمل الجهاز المناعي، أو اضطراب في كيمياء المخ، أو العدوى بفيروس أبشتين بار أو بفطر كانديدا أو التسمم المزمن بالزئبق الناتج عن حشوات الأسنان.
كما يعتقد الباحثون أن متلازمتي فيبروميالجيا والإجهاد المزمن ترتبطان ارتباطا وثيقا ببعضهما، إلا أنه في حالات الفيبروميالجيا تغلب آلام العضلات على الإجهاد، بينما يغلب الإجهاد على الألم في حالات متلازمة الإجهاد المزمن.
أهم أعراض الفيبرومياليجيا :
آلام العضلات
أغلب الحالات تعاني من نقاط محددة تكون فيها العضلات مؤلمة بشكل غير طبيعي (الفقرة السفلية للرقبة، والعضلات المتصلة بقاعدة الجمجمة، وعضلات الرقبة، ونقطة اتصال الضلع الثاني بالعمود الفقري، والجزء العلوي من عظمة الفخذ، ومفصل الركبة، والجزء العلوي من الظهر، وجانبا المرفق، والعضلات الخارجية للأرداف).
عادة ما يوصف الألم على أنه حرقة أو دفقة أو طعنة، وكثيرا ما يكون الألم والتيبس أكثر في الصباح عنه في الأوقات الأخرى من اليوم، كما أن ممارسة الأنشطة المختلفة، مثل رفع الأشياء وصعود الدرج، قد تكون صعبة ومؤلمة جدا.
الأعراض الأخرى للمتلازمة
- صداع نصفي.
- اكتئاب.
- قولون عصبي - سوء امتصاص - عسر هضم.
- خفقان القلب.
- اضطراب الذاكرة.
- مثانة عصبية.
- حساسية جلدية.
- جفاف العين والفم.
- الشعور بالدوار وعدم الاتزان.
- دورات شهرية مؤلمة.
- اضطرابات النوم (أرق - توقف التنفس في أثناء النوم - صرير الأسنان - متلازمة الساق المتململة).
وأهم العوامل المسببة لزيادة حدة الأعراض هي:
الإرهاق العضلي.
الضغوط العصبية.
قلة الحركة والنشاط.
القلق والاكتئاب.
قلة النوم.
الإصابة المتكررة للعضلات.
الدرجات المتطرفة من الحرارة والرطوبة.
الإصابة بالأمراض المعدية أو الطفيلية.
الأنيميا.
اضطراب وظائف الغدة الدرقية.
انخفاض سكر الدم.
النظام الغذائي للمصابين
الغذاء المتوازن
- يجب أن يحتوي النظام الغذائي على الأطعمة النيئة بنسبة 50% على الأقل، من عصائر الخضراوات والفاكهة الطازجة،
إلى جانب الحبوب الكاملة (خصوصا الأرز الأسمر) والمكسرات النيئة والبذور (بذور القرع والكتان) والدجاج (منزوع الجلد) وأسماك المياه الباردة (التونة والسلمون والسردين).
- يجب تناول من 4 - 5 وجبات يوميا لتوفير إمداد ثابت للطاقة اللازمة لوظائف العضلات.
الماء والسوائل
- نحو 10 - 12 كوب ماء يوميا (يمكن إضافة بضع قطرات من عصير الليمون أو ماء الزهر).
- عصائر الخضراوات والفاكهة الطازجة (جزر، وكرفس، وخس، وتوت، وعنب أحمر، وكانتالوب، وكيوي، ومشمش).
- شاي الأعشاب مثل (القرفة، والنعناع، والكراوية، والينسون، والحلبة، والبابونج).
- تجنب المواد الحافظة ومكسبات اللون والطعم والرائحة والكولا والصودا والمياه الغازية والكحول.
- تجنب الإكثار من احتساء الشاي والقهوة.
- الإقلال تدريجيا من تناول الكافيين لتجنب اضطرابات المزاج والنوم.
الخضراوات والفاكهة
- الإكثار من الفاكهة والخضراوات الطازجة مثل التوت الأحمر والأسود، والفراولة، والعنب الأسمر والأحمر، والكيوي، والبطيخ، والمشمش، والجزر، والسبانخ، والقرع، والبطاطا الحلوة.
- تجنب الفلفل الأخضر والباذنجان والطماطم والبطاطس البيضاء، لاحتوائها على مادة «سولانين» التي تتداخل مع عمل إنزيمات العضلات وتؤدي إلى الشعور بالألم والإجهاد.
الكربوهيدرات
- يجب أن تمثل الكربوهيدرات نحو 30 - 55% من إجمالي السعرات اليومية.
- ينصح بتناول خبز الحبوب الكاملة، وخبز الشعير، ورقائق الشوفان، ودقيق الشوفان، وبسكوت الشوفان، وبسكوت الأرز.
- تجنب الكربوهيدرات المكررة مثل (الدقيق الأبيض، والمكرونة المصنوعة من القمح أو دقيق سيمولينا، والكيك الجاهز تجاريا، والدونتس، والحلوى، وحبوب الإفطار المصنعة).
- تجنب استخدام المحليات الصناعية .
- ينصح بتناول أكثر من 40 جراما من السكر الأبيض لكل 2000 سعر حراري يوميا (أي نحو 8% من إجمالي السعرات اليومية).
البروتينات
- يجب أن تمثل البروتينات نحو 20 – 40% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.
- يفضل الحصول على البروتينات من المصادر النباتية مثل البقول والصويا والمصادر الحيوانية مثل الأسماك.
- تجنب اللحوم الحمراء والدهنية والمصنعة والمملحة والمدخنة.
الألياف النباتية
- تناول نحو 14 جراما من الألياف النباتية لكل 1000 سعر حراري يوميا.
- ينصح بتناول الحبوب الكاملة، والتفاح بقشره، والبقول، والمكسرات النيئة.
- تجنب النخالة (الردة) لأنها قد تتسبب في حدوث انتفاخات ومغص في البطن.
الدهون
- يجب أن تمثل الدهون نحو 20 – 35% فقط من إجمالي السعرات اليومية.
- لا يجب أن تمثل الدهون المشبعة أكثر من 10% من إجمالي السعرات اليومية.
- عدم تناول أكثر من 300 ملجم كوليسترول يوميا.
- ينصح بتناول المكسرات النيئة غير المملحة مثل اللوز النيئ.
- ينصح بتناول خلطة البذور التالية (300 جرام بذر كتان + 200 جرام بذر قرع أو سمسم + 100 جم لوز نيئ).
- ينصح بتناول الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية – أوميجا3 (زيت بذر الكتان، وزيت الزيتون، وزيت السمك، وزيت كبد الحوت).
- تجنب الدهون المشبعة والمتحولة مثل: «الجبن المطبوخ، والجبن الدسم، والألبان الدسمة، واللحوم الحمراء، وجلد الطيور، والسجق واللانشون، وزيت جوز الهند والنخيل، والكيك والمقرمشات والحلوى، والزبد، والمايونيز، والمقليات، والبطاطس المقلية».
وسائل علاج أخرى
المكملات الغذائية
- مساعد الإنزيم )Q10 Co)لزيادة وصول الأكسجين إلى الأنسجة والعضلات.
- خمائر أسيدوفيليس لتعويض البكتيريا النافعة في القولون والأمعاء.
- مكملات حمض الماليك والماغنسيوم لزيادة إنتاج الطاقة وتحسين التمثيل الغذائي للسكر.
- ليسيثين الصويا لتعزيز الطاقة والمناعة وتحسين الدورة الدموية.
- إنزيم البابايا للإقلال من الالتهابات وتحسين امتصاص الطعام.
- فيتامين (أ) لإزالة الجذور الحرة المؤكسدة وتعزيز كفاءة جهاز المناعة.
- فيتامين (ه) وهو مضاد قوي للتأكسد.
- فيتامين (سي) مع بيوفلافونيدات وهو مضاد للتأكسد، ومضاد للفيروسات ومنشط للطاقة في الجسم.
- فيتامين (د) مع الكالسيوم والماغنسيوم والبورون والمنجنيز والزنك والبوتاسيوم للوقاية من هشاشة العظام.
- أوميجا3 وأوميجا 6 لوقاية الخلايا من الأضرار والإقلال من الألم والإجهاد.
المسكنات ومضادات الاكتئاب
- عادة لا تفيد المسكنات مثل الأسبرين والأسيتامينوفين وإيبوبروفين أو العقاقير الباسطة للعضلات أو التخدير الموضعي في إزالة الآلام الليفية العضلية.
- مضادات الاكتئاب قد تكون مفيدة في بعض الحالات لكنها يمكن أن تتسبب في الكثير من الآثار الجانبية، مثل النعاس والتعود عليها وفقدان التوازن وزيادة حدة الدوار؛ لذا لا يجب استعمالها إلا تحت الإشراف الطبي المتخصص.
الرياضة والعلاجات الطبيعية
- برنامج منتظم من التمرينات الرياضية المعتدلة المنتظمة أفضل من التمرينات العنيفة غير المنتظمة.
- المشي اليومي مع بعض تدريبات الإطالة أو المد.
- التدرج في التمرينات الرياضية والحذر من إجهاد العضلات الزائد.
- تأكد من إعطاء الجسم الراحة الكافية والنوم الهادئ.
- أخذ حمام دافئ عند الاستيقاظ لتنشيط الدورة الدموية والتخفيف من تيبس الصباح.
- التبادل بين الماء الدافئ والبارد في أثناء الاستحمام.
- الاسترخاء والتدليك والعلاج بالحرارة العميقة والاسترجاع الحيوي، تفيد في أغلب الحالات، بشرط الذهاب إلى طبيب متخصص.