هل يجب ترك طفلك يبكي ليلاً؟
هل يجب ترك طفلك يبكي ليلاً؟
26 أكتوبر 2024
كلما كان الأطفال أصغر سنا، زاد احتمال استيقاظهم في الليل، فليس من السهل مواكبة إيقاع الحياة اليومية عندما يتعين عليك التعامل مع استيقاظهم الليلي، ليس في بعض الليالي ولكن كل ليلة، فهل يجب ترك طفلك يبكي؟
 
تقول هيلواز جونييه، عالمة النفس ومؤلفة كتاب "نوم طفل صغير" (دونود): "عندما يبكي الطفل، فهذه إشارة تحذيرية بالتوتر، حيث إن الطفل البشري هو الحيوان الثديي الأكثر اعتماداً في المملكة الحيوانية بأكملها: فالبكاء هو وسيلة لتقريب الشخص البالغ منه، و"من الناحية الأنثروبولوجية، نحن البالغين مجبرون على الذهاب لرؤية طفل يبكي وطمأنته".
 
من المهم رؤية طفل يبكي
إن حقيقة الاستجابة بشكل منهجي، قدر الإمكان، لبكاء الطفل يهدئ دماغهم الصغير المجهد ويخلق رابطًا آمنًا، وهو أمر مهم لتطورهم وعلاقاتهم المستقبلية. 
وهكذا فإن الرد على بكاء الطفل بأخذه بين ذراعيك يعلمه الاعتماد على شخص بالغ، فعندما تأخذه بين ذراعيك يهدأ لأنه يفرز الأوكسيتوسين، هرمون التعلق، الذي يقلل من مستويات التوتر ويبطئ معدل ضربات القلب والتنفس وضغط الدم. وبالتالي فإن حمله بين ذراعيك يعد وسيلة رائعة لتخفيف التوتر بالنسبة للطفل.
 
البكاء سبب رئيسي لوفيات الأطفال
كل عام يصل ما بين 120 إلى 240 طفلاً إلى غرف الطوارئ يعانون من متلازمة هز الرضيع، حيث تذكر الطبيبة النفسية، مؤكدة أن هذا الرقم بالتأكيد أعلى بكثير في الواقع لأنه من السهل إخفاء السبب الحقيقي الذي يؤدي إلى غرفة الطوارئ، ويعد بكاء الطفل أحد الأسباب الرئيسية لسوء المعاملة والوفيات عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد. 
 
 إذا كان عليك رعاية طفل وهو يبكي كثيرًا، بخاصة في الليل فلتكن حذرا، استمع إلى نفسك وكن على دراية بحدودك، وتوصي هيلواز جونييه بأن إذا كنا مرهقين، متعبين، إذا لم نشعر بالقدرة على مواساته، إذا كان الأمر معقدًا بالنسبة لنا في تلك اللحظة، نضع الطفل بأمان ونغادر.
 
ماذا لو تركته يبكي؟
لا يوجد إجماع علمي حول آثار عدم الاستجابة لبكاء الطفل على نموه على المدى الطويل، ومع ذلك  فإننا نعلم أنه عندما يكون إفراز الكورتيزول مرتفعًا أو شديدًا جدًا، على مدار فترات منتظمة، فإن ذلك يولد إجهادًا مزمنًا لدى الطفل، فالتوتر يعتبر سامًا للأعصاب، حيث إن الكثير من التوتر يمكن أن يكون له "تأثير على مناطق معينة من الدماغ والمرونة العصبية لهذه الأخيرة".

وأظهرت دراسة نيوزيلندية أجريت عام 2012 أن الطفل الذي لا يتلقى استجابة عندما يبكي ينتهي به الأمر، بعد بضعة أيام، إلى التوقف عن البكاء، لكن مستوى الكورتيزول لديه سيبقى مرتفعا لأنه لم يطمئن، قد يتوقف عن البكاء، لكنه لا يزال متوترا.

 

الأكثر قراءة