باحثون أمريكيون يطورون نموذجا يحاكي مخ الإنسان
5 يونيو 2024
حقق معهد علوم الأعصاب بجامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأمريكية قفزة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أعلن فريق من الباحثين عن تطوير نموذج يدعى "الشبكة العصبية الاصطناعية"، والذي يحاكي طريقة عمل مخ الإنسان في معالجة المعلومات البصرية.
وذكرت مجلة "Science Alert" العلمية أن هذا النموذج نجح في محاكاة الخرائط الوظيفية المعقدة للمخ البشري، وهو ما يعد إنجازا كبيرا يمكن أن يحدث تأثيرا بالغا على كل من علوم الأعصاب والذكاء الاصطناعي، كما يعد بداية جديدة لدمجهما معا بطريقة أكثر فعالية وتطورا، وبالفعل أثمر التعاون بين الباحثين في مجال علم الأعصاب وخبراء الذكاء الاصطناعي عن إنجازات علمية هائلة، فمن خلال تحليل بيانات المخ البشري باستخدام تقنيات التصوير المتقدمة، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، تمكن علماء الأعصاب من فهم كيفية عمل المخ في أثناء أداء المهام المختلفة، وتستخدم هذه المعرفة لتصميم خوارزميات ذكاء اصطناعي أكثر دقة وكفاءة.
وتشير نتائج الدراسة، التي نشرت بعد سبع سنوات من البحث، إلى إمكانية تطوير ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، وإجراء تجارب افتراضية محسنة في علم الأعصاب، الأمر الذي يمكن أن يحدث ثورة في العلاجات الطبية وقدرات الذكاء الاصطناعي في معالجة المعلومات وبخاصة المعلومات البصرية، ويقول الباحثون: إنهم لم يتوقعوا في البداية أن يكون لهذا النموذج مثل هذا التأثير الكبير على دقة النتائج التي حصلوا عليها من خلال مد شبكة من الحاسبات الدقيقة بالمعطيات والمعلومات لتتعامل معها تلك الشبكة كأنها مخ إنسان، وأضاف الباحثون أن الوصول إلى كيفية تدريب هذه الشبكة بشكل صحيح كان عاملا رئيسا في نجاحها كنموذج يحاكي عمل المخ البشري.
ومن المتوقع أن يساعد هذا النموذج علماء الأعصاب على فهم قواعد تنظيم مخ الإنسان بشكل أفضل، كما أن الدمج بين علم الأعصاب والذكاء الاصطناعي يمهد الطريق للعلماء من تطوير روبوتات تمتاز ببعض القدرات البشرية في تنظيم المعلومات وطريقة استدعائها، بالإضافة إلى تطوير أنظمة ذكية أكثر كفاءة وفعالية عن طريق محاكاة الروبوتات لشبكات الخلايا العصبية للمخ بما فيها التعلم والتعامل مع البيانات الجديدة، ومن المتوقع أن يفتح هذا الإنجاز العلمي المجال أمام اكتشافات علمية جديدة تفيد الطب والذكاء الاصطناعي في المستقب