تصوير:انطونيو اديب
منذ أن بدأ مشواره الفنى، وهو يمثل حالة خاصة، أصبح له جمهوره الذى يترقب دائمًا أعماله، يمتاز أحمد أمين بثقافته الواسعة التى ساعدته على أن يختار أعمالاً تعبر عن الواقع المصرى، برع فى برامج الأطفال، وفى دراما الرعب، ليحمل وصف الفنان «الكشكول» نجح مؤخرًا فى تجسيد شخصية النشال كأحد أهم الشخصيات الدرامية خلال رمضان الماضى.
مع تعدد أعماله يبرز اسم الفنان أحمد أمين، ويخلق لنفسه مساحة خاصة، يتنقل فيها ما بين الكوميدى والتراجيدى، مستخدمًا أسلوبه البسيط فى الأداء وروحه العفوية، وذلك منذ أن ظهر فى مقاطع صغيرة عبر منصات التواصل الاجتماعى لفتت الأنظار بشدة، ثم كانت البداية مع برنامج «البلاتوه»، الذى قدّم نفسه فيه كممثل قادم بقوة، مرورًا بالمسلسل الكوميدى «الوصية» الذى تناغم فيه بشكل كبير مع الفنان أكرم حسنى وأثبت وجوده، ترك بصمة خاصة به لدى المشاهدين، ثم مسلسل «ما وراء الطبيعة» و«جزيرة غمام»، الأدوار التى خلع فيها عباءة الكوميدى وأظهر قدرات تمثيلية تحتاج إلى أدوات أخرى لتجسيد التراجيديا والغموض والإثارة.
ما الذى جذبك لتقديم شخصية عبدالعزيز النص؟
أعجبت بشخصية «عبدالعزيز النص» منذ قراءتى «مذكرات نشال» للباحث أيمن عثمان، وكانت مليئة بالتفاصيل الدقيقة، واكتشفت أن الحكاية ليست مجرد قصص نشل، بل تحمل معانى وقصصًا إنسانية، ومن بعدها بدأت رحلة العمل التى استمرت لمدة ثلاث سنوات تقريبًا للوقوف على معالجة درامية، كنا نقوم خلالها بجمع المعلومات عن هذه الحقبة الزمنية، وقراءة تاريخها لتساعدنا على بناء الأحداث بشكل درامى ورسم شخصيات العمل بتفاصيلها، وجدت فى هذا الشخص، النشال التائب، ذكاء وسعة حيلة ومسؤولية شديدة تجاه من حوله، إلى جانب أن الشخصية نفسها جذَّابة وخفيفة الظل.
كيف استعددت للدور من حيث الشكل والأداء؟
الاستعداد كان مكثفًا جدًّا، يشمل كل شىء، بداية من طريقة المشى وأسلوب الكلام ونبرة الصوت، إلى تعبيرات الوجه. وكانت كل الشخصيات تحتاج إلى الاستعداد، ولكن ربما كان انتماء العمل إلى زمن مختلف يُعَدُّ التحدى الإضافى، مع الحاجة إلى مزيد من التدقيق فى التفاصيل، ولذلك تدربت على النشل الحقيقى على يد خبراء فى هذا المجال، وتعلمت بعض أساسيات ألعاب الخفة، لأن الدور كان يحتاج إلى خفة يد حقيقية تقنع المشاهد، كما شاهدت العديد من الأفلام الوثائقية، وقرأت الكثير من الكتب حول الألعاب السحرية، وحول هذه الفترة الزمنية وتفاصيلها فى مصر، لأن طبيعة الحياة فى الثلاثينيات كانت مختلفة تمامًا، من حيث المعلومات التاريخية، والإكسسوارات والملابس، وحتى المصطلحات اللغوية.

العمل يجمع بين الكوميديا والدراما، كيف وازنت بينهما؟
فى حياتنا جميعًا مزيج بين الضحك والبكاء، ولهذا شعرت بأننى أجسد حياة شخص طبيعى بما فيها من تقلبات، كما يرجع الفضل إلى بناء القصة والشخصيات بهذا الشكل المتقن الذى نفذه كُتّاب العمل شريف عبدالفتاح، وعبدالرحمن جاويش، ووجيه صبرى، فاللمحات الكوميدية أصيلة فى رسم الشخصيات وكذلك الدراما، وساعدنى فى ذلك فترة الإعداد الطويلة، والتى كانت مهمة وأساسية لكى يخرج بهذا الشكل.
ما أكثر التحديات التى واجهتك أثناء التصوير؟
لم يكن هناك تحدٍ استثنائى غير ما ذكرت من تدقيق العناصر كافة للحفاظ على زمن المسلسل وأجواء العمل، مع بعض الضغط للموسم الرمضانى، حيث من المعروف أنه فى هذه الفترة يتطلب الأمر بذل جهد مضاعف من أجل اللحاق بالسباق الرمضانى، ولا شك أن المسلسلات القصيرة توفر مساحة لصناع العمل للتغلب على عقبة الوقت، مقابل تقديم جودة أعلى ومزيد من التنوع، وهو ما يأتى فى مصلحة المشاهد بالدرجة الأولى، ولقد استمتعت بشكل عام بالرحلة كثيرًا.
ماذا عن أجواء التصوير مع فريق العمل؟
الحقيقة أن «النص» محظوظ بفرقته، وأنا محظوظ بالتعرف والعمل مع هؤلاء الأساتذة من الناحيتين المهنية والإنسانية، وأتمنى تكرار التعاون معهم كثيرًا، لأن كواليس العمل كانت ممتعة للغاية، وكان الجميع يحبون العمل، وهذا ما كان يربطنا جميعًا، وكنت أشعر بارتياح كبير لاختيارات المخرج حسام على، وهو أهم شىء، حيث أعتقد أن الفنان يحتاج إلى أن يكون واثقًا باختيارات المخرج والإنتاج حتى يستطيع أن يتفرغ لدوره فى العمل.
وهل هناك مشاهد استغرقت وقتًا أطول مما كان متوقعًا؟
بالتأكيد، هناك بعض المشاهد الصعبة التى استغرقت ليس فقط وقتًا طويلًا، بل جهدًا كبيرًا أيضًا، أعتقد أن أصعبها كانت مشاهد «الأكشن»، وتحديدًا مشاهد التفجيرات التى نُفذت بحرفية عالية جدًّا، حيث حاولنا أن نخلق إحساسًا بالواقعية دون الاعتماد على الخدع كثيرًا، ويرجع الفضل فى تقديم هذه المشاهد على أفضل نحو إلى فريق العمل بالكامل.
هل هناك مشهد فى المسلسل كان له تأثير خاص عليك؟
بالفعل أحببت بشكل خاص المشاهد التى اجتمعت فيها مع فرقة النص كاملة، كانت تلك هى المشاهد الأقرب إلى قلبى، وأثرت فى نفسى، حيث استمتعت بها بالفعل، وبخاصة مشاهد النشل التى كانت تتطلب حرفية عالية وخفة يد فى الحركة.
المسلسل يقدم قصة نشال تائب يتحول إلى بطل شعبى، كيف ترى رسالة العمل؟
أعتقد أن رسالة مسلسل «النص» هى أنه لا يهم أين كنت، ولكن ما أصبحت عليه، فعبد العزيز النص نشال، ولكنه تحول إلى المقاومة، فكيف تراه؟ وهل يوقفك ماضيه عن تقدير ما يفعل؟ تلك هى الأسئلة التى يطرحها العمل ويحثك على التأمل فيها، ويدفعك إلى تكوين وجهة نظر خاصة بك تعكس شخصيتك ورؤيتك للأحداث.
هناك تنويه بأن المسلسل له جزء ثانٍ، حدثنا عنه؟
المسلسل مكتوب بالفعل على جزأين، وأنا متحمس كثيرًا للجزء الثانى، مع مغامرات مختلفة فى طبيعتها، بخاصة مع اكتمال تشكُّل فرقة النص بالفعل، ولكن الموضوع كله يعتمد على رد فعل المشاهدين تجاه العمل فى الجزء الأول منه، وذلك سر سعادتى بأن المسلسل قد نال إعجاب الجمهور.

تخرجت فى كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، فإلى أى مدى استفدت من مجال دراستك فى مسيرتك الفنية؟
عندما التحقت بكلية الفنون الجميلة، شاركت فى عروض مسرح الجامعة مخرجًا وممثلًا، وكانت البداية فى السنة الأولى من الدراسة الجامعية، حيث علمت وقتها من الزملاء أن هناك مخرجًا جديدًا رجع أخيرًا من إيطاليا بعد أن درس المسرح هناك، ويطلب مواهب جديدة لتقديم عرض على مسرح الطليعة، وكان هذا الشخص هو المخرج خالد جلال، وقتها تقدمت كعازف كمان وليس كممثل لصغر سنى، ولم أتوقع أن أُقبَل كممثل، رحب بى كعازف، ودعانى فى إحدى البروفات إلى أن أشترك فى الارتجال مع الممثلين، وعندما شاهدنى أعجب بأدائى جدًّا وأشاد به، معربًا عن أننى ممثل كوميدى موهوب، ومن بعدها شاركت فى العرض كممثل وعازف، ثم قام بإسناد أدوار متتالية لى حتى أصبحت الشخصية الأهم فى العرض بجانب العزف.
بعد نجاح «البلاتوه»، ألا تفكر فى إعادة التجربة مرة أخرى؟
فى خطتى لهذا العام تجربة جديدة تشبه «البلاتوه»، وستكون بمثابة فرصة حقيقية لاكتشاف كتّاب وممثلين فى مجال الكوميديا، حيث سيجدون الفرصة فى إظهار مواهبهم من خلال هذا البرنامج، وسأعلن عن تفاصيل هذا المشروع قريبًا.
فى مسلسل «الصفارة» جمعت بين التمثيل والتأليف، كيف كانت التجربة؟
التنسيق بين الكتابة والتمثيل فى الحقيقة كان شيئًا صعبًا لن أنكره، تحديدًا مع ضيق الوقت استعدادًا للموسم الرمضانى، ووجود مواعيد محددة، فبالتالى كان المجهود مضاعفًا، ولذلك كنت أراعى هذا فى مسلسل «النص» كى يصبح تركيزى منصبًا على التمثيل فقط، وهذا أكبر درس تعلمته من تجربة «الصفارة».
هل تجد نفسك أكثر فى الأدوار الكوميدية أم التراجيدية ؟
أجد نفسى دائمًا مع القصة الجيدة وفريق العمل الجيد، بغض النظر عن التصنيف، ففى النهاية أنا ممثل أقدم الأدوار كافة، سواء كوميدى أو تراجيدى أو رعب، أستمتع بأداء الدور الذى ألعبه أيًّا كان، وكل ما أهدف إليه أن أقدم أعمالًا تساعد الناس على التأمل، ولا تخلو من الترفيه، وتغير لديهم شيئًا بشكل إيجابى، وبالتأكيد تكون ذات جودة عالية، مع العلم أن هناك بعض الأعمال يكون تصنيفها محيرًا ولا يهمنى، فعلى سبيل المثال مسلسل «النص» يصنف كمغامرات من وحى التاريخ أكثر من كونه كوميديا.
ما الدور الذى تتمنى أن تقدمه مستقبلًا؟
ما زلت أتمنى تقديم الكثير من الأدوار، فلا أستطيع أن أحدد دورًا معينًا، بل إن هناك العديد والعديد من الشخصيات التى أرغب فى تقديمها على الشاشة، حيث إننى لم أقدم سوى بضعة أعمال درامية فقط، وأعتبر نفسى ما زلت فى بداية مشوارى الفنى، وما زال أمامى العديد من الأدوار التى أتمنى أن يمهلنى القدر وألعبها.
ما الخطوة القادمة بعد «النص» وهل هناك مشروعات سينمائية قريبًا؟
الخطوة القادمة بعد «النص»، «نص تانى»، وأعمل بالفعل على بضعة مشروعات سينمائية، لا أعلم أيًّا منها سيرى النور أولًا، ولكن أرجو أن تشهد ٢٠٢٥ أول عمل لى فى السينما.
وماذا عن المسرح، ألا توجد نية للظهور على خشبته؟
المسرح عشق من نوع خاص، ويخلق علاقة خاصة جدًّا مع الجمهور، لأن فكرة أن تتفاعل مع الجمهور وتتلقى رد فعله بشكل فورى أثناء تقديم العمل فكرة مميزة جدًا ولها سحرها الخاص، وبالتأكيد، بمجرد أن أجد الظروف الملائمة وأعثر على قصة جيدة مع فريق عمل جيد، سأقدم عملًا على خشبة المسرح بكل سعادة، وأتذكر أننى فى سن الثامنة، مثّلت مع فريق «أتيليه المسرح» بكلية الفنون الجميلة بدعوة من أخى الأكبر الذى كان طالبًا بالكلية، وقبلها كنت أقوم بالتمثيل والتقليد فى المنزل، لكن بعد مشاركتى فى عرض مسرحى جامعى قررت أن يكون التمثيل مهنتى.
كنت تنوى تقديم عمل فنى آخر للأطفال، هل يوجد أى ملامح لهذا المشروع؟
لدى الكثير من الأفكار التى أود تقديمها خصيصًا للأطفال، ولكنها فقط تحتاج إلى جهة تنفيذ متحمسة تتبناها، ولكن للأسف لا يوجد حاليًا مشروع قيد التنفيذ، ولكن كلى أمل أن يأتى اليوم وتجد هذه الأفكار من يتبناها، وأستطيع أن أحقق حلمى وأقدمها للأطفال.