دراما‭ ‬العلاقات‭ ‬الشائكة عنف‭ ‬ومخدرات‭ ‬ومُحرَّمات
دراما‭ ‬العلاقات‭ ‬الشائكة عنف‭ ‬ومخدرات‭ ‬ومُحرَّمات
4 مايو 2025
أثار‭  ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الشائكة‭ ‬وغير‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬التي‭ ‬عُرضت‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬جدلا‭ ‬واسعًا‭ ‬بين‭ ‬المشاهدين،‭ ‬والنقاد،‭ ‬والكتَّاب،‭ ‬وأرجع‭ ‬الجميع‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬الدراما‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬انتُقدت‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬وكانت‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬ومضمون‭ ‬ما‭ ‬سيُقدم‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭.‬
 
تضمنت‭ ‬قائمة‭ ‬المسلسلات‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بإشادات،‭ ‬وإعجاب‭ ‬المشاهدين‭ “‬قلبي‭ ‬ومفتاحه‭”‬،‭ ‬و‭”‬قهوة‭ ‬المحطة‭”‬،‭ ‬و‭”‬لام‭ ‬شمسية‭”‬،‭ ‬و‭”‬80‭ ‬باكو‭”‬،‭ ‬و‭”‬النص‭”‬،‭ ‬وذلك‭ ‬حسب‭ ‬آراء‭ ‬بعض‭ ‬النقاد‭ ‬بأنها‭ ‬تناولت‭ ‬موضوعات‭ ‬مهمة،‭ ‬وتم‭ ‬طرحها‭ ‬بشكل‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الواقع،‭ ‬وتميزها‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬أبطالها،‭ ‬والإخراج‭ ‬المتميز،‭ ‬والقصص‭ ‬المكتوبة‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭.‬
 
علاقات‭ ‬ومشاهد‭ ‬وقصص‭ ‬وُصفت‭ ‬بأنها‭ ‬دخيلة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري،‭ ‬وأن‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬يمثل‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬والأسرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولي،‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بتشكيل‭ ‬مجموعة‭ ‬عمل‭ ‬تضم‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬وعددًا‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بملف‭ ‬الإعلام‭ ‬والدراما،‭ ‬مثل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لتنظيم‭ ‬الإعلام،‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للإعلام،‭ ‬والشركات‭ ‬المنتجة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الشركة‭ ‬المتحدة‭ ‬للخدمات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المتخصصين،‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬الجامعات،‭ ‬والكتاب،‭ ‬والمخرجين،‭ ‬والمتخصصين‭ ‬في‭ ‬علمى‭ ‬الاجتماع‭ ‬والنفس،‭ ‬لوضع‭ ‬تصور‭ ‬علمي‭ ‬وموضوعي‭ ‬لمستقبل‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭.‬
 
 
تفكك‭ ‬أسري
برزت‭ ‬خلال‭ ‬مسلسلات‭ ‬رمضان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بعض‭ ‬العلاقات‭ ‬رفضها‭ ‬المشاهدون،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ما‭ ‬اعتمدت‭ ‬عليه‭ ‬أحداث‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬وتقابل‭ ‬حبيب‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬انتُقدت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬بطلة‭ ‬العمل‭ ‬ليل‭ ‬التي‭ ‬جسدتها‭ ‬الفنانة‭ ‬ياسمين‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬وشقيق‭ ‬طليقها‭ ‬فارس‭ ‬أبو‭ ‬العزم‭ ‬‮«‬كريم‭ ‬فهمي‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬اكتشافها‭ ‬خيانة‭ ‬زوجها‭ ‬يوسف‭ ‬أبو‭ ‬العزم،‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬دوره‭ ‬خالد‭ ‬سليم‭. ‬وُصفت‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬بأنها‭ ‬الأغرب‭ ‬بين‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية‭ ‬في‭ ‬دراما‭ ‬رمضان،‭ ‬والأكثر‭ ‬رفضًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬المشاهدين‭ ‬كونها‭ ‬تمثل‭ ‬دعوة‭ ‬للتفكك‭ ‬الأسري‭ ‬برغم‭ ‬أنها‭ ‬شائعة‭ ‬وغير‭ ‬محرمة‭ ‬لكن‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬بمنطق‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭.  ‬وبرغم‭ ‬نجاحه،‭ ‬جاءت‭ ‬معظم‭ ‬علاقات‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬قلبي‭ ‬ومفتاحه‮»‬‭ ‬غير‭ ‬مقنعة،‭ ‬منها‭ ‬علاقة‭ ‬ميار‭ ‬التي‭ ‬جسدتها‭ ‬مي‭ ‬عز‭ ‬الدين،‭ ‬بمحمد‭ ‬عزت‭ ‬الذي‭ ‬جسده‭ ‬آسر‭ ‬ياسين،‭ ‬وعلاقة‭ ‬شناوي،‭ ‬أشرف‭ ‬عبدالباقي،‭ ‬ومهجة،‭ ‬عايدة‭ ‬رياض،‭ ‬وميار‭ ‬بأسعد‭ ‬الذي‭ ‬جسده‭ ‬محمد‭ ‬دياب،‭ ‬فنجاح‭ ‬المسلسل‭ ‬لم‭ ‬يحل‭ ‬دون‭ ‬انتقاد‭ ‬العلاقات‭ ‬المفككة‭ ‬لجميع‭ ‬الشخصيات‭.‬
 
 
شباب‭ ‬امرأة‭ ‬عجوز
ومن‭ ‬أغرب‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬انتقدها‭ ‬الجمهور‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬شباب‭ ‬امرأة‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬انتُقدت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬شفاعات‭ ‬التي‭ ‬جسدتها‭ ‬غادة‭ ‬عبدالرازق،‭ ‬وإمام‭ ‬البلتاجي‭ ‬الذي‭ ‬جسده‭ ‬الممثل‭ ‬الصاعد‭ ‬يوسف‭ ‬عمر،‭ ‬برغم‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬المسلسل‭ ‬درامية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬امرأة‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬شبابها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شاب‭ ‬يصغرها‭ ‬سنًا،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬وجه‭ ‬الانتقاد‭ ‬فارق‭ ‬السن‭ ‬بين‭ ‬غادة‭ ‬عبدالرازق‭ ‬والممثل‭ ‬الصاعد‭ ‬كبيرا‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬بالفيلم‭ ‬من‭ ‬فارق‭ ‬السن‭ ‬بين‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬وشكري‭ ‬سرحان‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك‭ ‬السيناريست‭ ‬محمد‭ ‬سليمان‭ ‬عبد‭ ‬الملك‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬يختلف‭ ‬في‭ ‬المضمون‭ ‬عن‭ ‬الفيلم،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬حاول‭ ‬صياغة‭ ‬شكل‭ ‬جديد‭ ‬للعلاقات‭ ‬في‭ ‬المسلسل‭ ‬كما‭ ‬رسمها‭ ‬الكاتب‭ ‬الروائى‭ ‬الراحل‭ ‬أمين‭ ‬يوسف‭ ‬غراب،‭ ‬آخذًا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬شفاعات‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬ماضٍ‭ ‬وخلفية‭ ‬اجتماعية،‭ ‬وإمام‭ ‬الذي‭ ‬جسده‭ ‬الممثل‭ ‬الصاعد‭ ‬يوسف‭ ‬عمر،‭ ‬كان‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬الشخصية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الرواية‭.  
 
 
علاقات‭ ‬مرتبكة
وصف‭ ‬الناقد‭ ‬خالد‭ ‬محمود‭ ‬كثرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الشائكة‭ ‬بأنها‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭  ‬إفساد‭ ‬الشكل‭ ‬العام‭ ‬للدراما‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وأضاف‭: ‬ليس‭ ‬مقبولًا‭ ‬أن‭ ‬تتناول‭ ‬الدراما‭ ‬علاقة‭ ‬كالتي‭ ‬قدمها‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬إش‭ ‬إش‮»‬،‭ ‬فسعيًا‭ ‬وراء‭ ‬التريند،‭ ‬قدم‭ ‬المسلسل‭ ‬صورة‭ ‬سيئة‭ ‬للعلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زواج‭ ‬مي‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬إش‭ ‬إش‮»‬‭ ‬من‭ ‬والد‭ ‬حبيبها‭ ‬السابق‭ ‬محمد‭ ‬الشرنوبي‭ ‬انتقامًا‭ ‬منه،‭ ‬مع‭ ‬تبريرات‭ ‬غير‭ ‬منطقية‭. ‬وأشار‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬دخيلة‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬موجودة،‭ ‬فليس‭ ‬دور‭ ‬الدراما‭ ‬أن‭ ‬تبرزها‭ ‬أو‭ ‬تجمّلها‭.  ‬
 
 
إهانة‭ ‬لصورة‭ ‬المرأة
قد‭ ‬تكون‭ ‬بعض‭ ‬النماذج‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬الدراما‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬ومدانة‭ ‬اجتماعيا‭ ‬وبخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التى‭ ‬تعرضت‭ ‬فيها‭ ‬للعنف‭ ‬أو‭ ‬التحرش‭ ‬أو‭ ‬إجبارها‭ ‬علي‭ ‬الزواج‭.‬
الفنان‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬تعاطفه‭ ‬مع‭ ‬شخصية‭ ‬غلاب‭ ‬التي‭ ‬جسدها‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬فهد‭ ‬البطل‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬قتله‭ ‬لشقيقه‭ ‬في‭ ‬المسلسل‭ ‬تسبب‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬رفض‭ ‬داخلي‭ ‬وتوتر‭ ‬أثناء‭ ‬التصوير،‭ ‬بخاصة‭ ‬أنه‭ ‬قتله‭ ‬بدم‭ ‬بارد،‭ ‬لكن‭ ‬المبرر‭ ‬الوحيد‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬الظلم‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬غلاب‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬ينجب،‭ ‬وتفضيل‭ ‬الأب‭ ‬لشقيقه‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭. ‬وعن‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة،‭ ‬يؤكد‭ ‬خالد‭ ‬محمود‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬النماذج‭ ‬تمثل‭ ‬تشويهًا‭ ‬متعمدًا‭ ‬لحياتنا‭ ‬وعلاقاتنا‭ ‬الأسرية،‭ ‬وأضاف‭: ‬كيف‭ ‬تقدم‭ ‬الدراما‭ ‬تطورًا‭ ‬لشخصية‭ ‬مثل‭ ‬غلاب‭ ‬في‭ ‬‮«‬فهد‭ ‬البطل‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يتزوج‭ ‬أرملة‭ ‬شقيقه‭ ‬وينسب‭ ‬ابنها‭ ‬له؟‭ ‬كلها‭ ‬علاقات‭ ‬لا‭ ‬أخلاقية‭ ‬أفسدت‭ ‬متعة‭ ‬المشاهدة‭.  
 
 
مقارنة‭ ‬الحاضر‭ ‬بالماضي
في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬تناولت‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬علاقات‭ ‬تجاوزت‭ ‬التوقعات،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬لام‭ ‬شمسية‮»‬‭. ‬أما‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬العتاولة‭ ‬2‮»‬‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬لاقت‭ ‬انتقادات،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحوار،‭ ‬أو‭ ‬المشاهد،‭ ‬أو‭ ‬الألفاظ‭ ‬الخارجة،‭ ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬علاقات‭ ‬الشخصيات،‭ ‬إذ‭ ‬أثارت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬عاطف‭ ‬مصطفى‭ ‬أبوسريع‭ ‬ومريم‭ ‬الجندي‭ ‬جدلًا‭ ‬واسعًا‭ ‬بعدما‭ ‬هددها‭ ‬بماء‭ ‬النار‭ ‬إن‭ ‬ارتبطت‭ ‬بغيره‭. ‬واتُّهمت‭ ‬مشاهده‭ ‬بأنها‭ ‬تمثل‭ ‬إهانة‭ ‬للمرأة‭. ‬معظم‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الدراما‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كانت‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ضبط‭ ‬وإعادة‭ ‬نظر،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬الجمهور‭ ‬لتذكر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يُقدم‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬العائلة،‭ ‬ليالي‭ ‬الحلمية،‭ ‬أرابيسك،‭ ‬وحديث‭ ‬الصباح‭ ‬والمساء‮»‬،‭ ‬وكتابات‭ ‬أسامة‭ ‬أنور‭ ‬عكاشة،‭ ‬ووحيد‭ ‬حامد،‭ ‬ومحمد‭ ‬جلال‭ ‬عبد‭ ‬القوي،‭ ‬ومجدي‭ ‬صابر،‭ ‬وأيمن‭ ‬سلامة،‭ ‬ومن‭ ‬المخرجين‭ ‬إسماعيل‭ ‬عبدالحافظ،‭ ‬وإنعام‭ ‬محمد‭ ‬علي،‭ ‬وأحمد‭ ‬توفيق،‭ ‬ورباب‭ ‬حسين،‭ ‬وغيرهم‭. ‬الناقد‭ ‬الكبير‭ ‬الدكتور‭ ‬وليد‭ ‬سيف‭ ‬صنف‭ ‬ما‭ ‬قُدم‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأعمال،‭ ‬وبخاصة‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬البيئة‭ ‬الشعبية،‭ ‬بأنها‭ ‬تخالف‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنها‭ ‬تجاوزت‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المجتمع‭. ‬وقال‭: ‬صُدمت‭ ‬في‭ ‬مسلسلات‭ ‬‮«‬إش‭ ‬إش،‭ ‬وفهد‭ ‬البطل،‭ ‬وسيد‭ ‬الناس‮»‬‭. ‬كل‭ ‬الشخصيات‭ ‬غير‭ ‬واقعية‭ ‬وغريبة‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭. ‬العلاقات‭ ‬مفككة،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬بناء‭ ‬درامي‭ ‬طبيعي‭. ‬هناك‭ ‬افتعال،‭ ‬ونمطية،‭ ‬وتسرع‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭.  ‬
 
 
الخير‭ ‬والشر
تحليل‭ ‬فني‭ ‬يرى‭ ‬فيه‭ ‬الناقد‭ ‬والسيناريست‭ ‬سمير‭ ‬الجمل‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬دراما‭ ‬رمضان‭ ‬كان‭ ‬خارجا‭ ‬على‭ ‬المألوف،‭ ‬وأضاف‭: ‬هناك‭ ‬فارق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬وجود‭ ‬الشر‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬للغاية‭ ‬لأن‭ ‬الشر‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الحياة،‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تجميل‭ ‬الشر‭ ‬وتقديمه‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬براقة‭ ‬وجذابة‭ ‬للشباب‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬النماذج‭ ‬الجيدة‭ ‬والمشرفة،‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يمثل‭ ‬خللًا‭ ‬واضحًا،‭ ‬لأن‭ ‬المجتمع‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الجيدين‭ ‬والسيئين‭ ‬معًا‭. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬تُبنى‭ ‬القصص‭ ‬على‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الخير‭ ‬والشر،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬يُقدَّم‭ ‬الشر‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬قوة‭ ‬مطلقة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬البلطجة‭ ‬والسلاح‭ ‬والقوة‭ ‬المفرطة،‭ ‬فهذا‭ ‬ليس‭ ‬منطقيًا،‭ ‬ولا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬سليم،‭ ‬بل‭ ‬يعكس‭ ‬منطقًا‭ ‬شبيها‭ ‬بعالم‭ ‬المخدرات‭ ‬والضياع‭. ‬وهكذا‭ ‬أصبحت‭ ‬الدراما‭ ‬شبيهة‭ ‬بما‭ ‬كنا‭ ‬ننتقده‭ ‬فى‭ ‬أغنيات‭ ‬المهرجانات،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬يشكل‭ ‬مساسًا‭ ‬بأمن‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري،‭ ‬لأن‭ ‬الدراما‭ ‬تُعتبر‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‭.‬
 
‭ ‬وتساءل‭: ‬هل‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الشاذة،‭ ‬والتفكك‭ ‬العائلي،‭ ‬والزواج‭ ‬والطلاق‭ ‬فى‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬ومن‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة؟
إن‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬يُبنى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الثقافة،‭ ‬وأحد‭ ‬أهم‭ ‬عناصر‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ ‬هو‭ ‬الدراما،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬أمة‭ ‬‮«‬اقرأ‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬القراءة‭ ‬ثقافة‭ ‬منتشرة‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السابق‭. ‬والدراما‭ ‬التليفزيونية‭ ‬بمنزلة‭ ‬‮«‬ديوان‭ ‬العرب‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر،‭ ‬وهي‭ ‬الأداة‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يقرأ‭ ‬ولا‭ ‬يكتب،‭ ‬كيف‭ ‬عرفنا‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ؟‭ ‬عرفناه‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬والدراما،‭ ‬وقد‭ ‬وصلت‭ ‬أعماله‭ ‬إلى‭ ‬الجماهير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السينما‭ ‬والتليفزيون‭ ‬والمسرح‭ ‬والأعمال‭ ‬المرئية‭ ‬التي‭ ‬تسهِّل‭ ‬وصول‭ ‬الرسائل‭ ‬الثقافية‭. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬حتى‭ ‬نعدل‭ ‬الوضع‭ ‬القائم،‭ ‬ونقدم‭ ‬أعمالًا‭ ‬تعزز‭ ‬القيم‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬
الأكثر قراءة