التباهي وبالونات الفخر

29 أبريل 2025
«ونشرب إن وردنا الماء صفوا .. ويشرب غيرنا كدرا وطينا»
ما زال بيت الشعر الذي قاله عمرو بن كلثوم من مئات السنين هو الأقرب لتحديد الفرق الشاسع بين الفخر والتباهي، فيمكنك بكل سهولة أن تزهو بالشطر الأول منه كما تشاء، لكن عندما تستكمله سوف تتأكد وتتعرف وتلمس أشكال التباهي والغرور والتكبر على الآخرين.
لن يستطيع أحد أن يحرمك من حقك في أن تحلم وتفخر بالتميز والنجاح والأسبقية، لكنك لا تملك الحقوق نفسها في التعالي بما تحققه، أو التقليل من مجهود الآخرين لمجرد أن تشعر بأنك في المقدمة.
للأسف ما زال هناك من يبحث عن تحقيق ذاته بالتفاخر على غيره، ليس بمستواه العلمي والثقافي وأخلاقه، بل بما يملكه ويقتنيه ويلبسه أو يشتريه.
بكل بساطة نحن لا نحتاج هنا البحث أو الإشارة للشعرة الفارقة بين التباهي والتعالي، أو بين الفخر والغرور، لكننا نحاول أن نطرح الفرق بين أن تكون راضيا عن نفسك وأن تنال هذا الرضا بالاستعراض أمام الآخرين، لأنك عندما لا تستشعر هذا الاختلاف لن تستمتع بنجاحاتك، ولن تجد الانبهار في وجوه من حولك، لأن وجودك وقتها لن يلقى القبول الذي تطمح إليه.