إذاعة القرآن الكريم تُعد المنارة التى تضىء البث الإذاعى المصرى، وفى شهر رمضان تتربع برامجها على قائمة الأثير، لما تبثه من ابتهالات، وتلاوات، وبالطبع نقلها لصلاتى الفجر والتراويح.
منذ أكثر من 60 عامًا وهى الإذاعة المتخصصة الأكثر استماعًا، لها جمهورها الذى يتابعها بشغف شديد، وفى الشهر الكريم تصبح الإذاعة المفضلة على مائدة الصائمين، ولسنوات طويلة كان الصوت الشجى المعبر عن الروحانيات مقدمًا لقرآن الفجر للإذاعى الكبير إسماعيل دويدار، رئيس إذاعة القرآن الكريم والذى سيكشف لنا عن جديدها فى رمضان، والتطوير المستمر لها.

حدثنا عن مراحل تطور إذاعة القرآن الكريم؟
إذاعة القرآن الكريم بدأت مراحل تطورها منذ عام 2019 بلجنة شكلها رئيس الإذاعة الإذاعى الكبير محمد نوار، وكانت الخطة الأساسية تخفيض عدد البرامج من ستين إلى أربعين برنامجًا، وركزنا على التلاوات لمشاهير القراء والتلاوات النادرة وكذلك الأحاديث التراثية لشيوخ الأزهر المتعاقبين حتى الدكتور محمد سيد طنطاوى.
وكان حديث الدكتور أحمد الطيب معنا باستمرار، قدمنا عددًا من البرامج الجديدة التى تواكب التطور المجتمعى وتعزز قيمة الانتماء للدولة فى ظل التصدى للقوى الإرهابية، وسارت الإذاعة على هذا النهج حتى عام ٢٠٢٣، حيث شكلت لجنة أخرى لتطويرها، والحقيقة وضعنا تصورًا لتطوير إذاعة القرآن الكريم بشكل رائع، وكان من أهم التوصيات إلغاء الإعلانات الموجودة، ولكن حاجة الإذاعة آنذاك ربما للمبلغ والذى كان يصل إلى 40 مليون جنيه فى السنة، أجّل ذلك.

واختصرنا البرامج المتشابهة فى المضمون فى برنامج أو اثنين، وكانت هناك توصية بإنشاء موقع كامل لإذاعة القرآن الكريم، ولكن لم تطبق التوصيات التى خرجت بها اللجنة، «وكان من أهمها إلغاء الإعلانات»، إلا بعد قدوم الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام.
هل تأثر المحتوى الذى تقدمه الإذاعة؟
إذاعة القرآن الكريم كانت بحاجة إلى قرار جرىء، ومن هنا أحيى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، لأنه اتخذ قرارًا جريئًا ينم عن ثقافة ومعرفة وإيمان برسالة إذاعة القرآن الكريم، هذه الرسالة السامية التى لا تنافسها أى رسالة فى الإعلام الدينى على مستوى العالم، لأنها تتبع منهج الأزهر الشريف الوسطى، وتعتمد اليسر والسماحة حتى فى الفتاوى التى نقدمها كفترة «بين السائل والفقية».
تأثيرها وصل إلى العالم كيف تراه؟
إذاعة القرآن الكريم امتازت بجمهورها العريض داخل وخارج مصر، حتى إن الأمم المتحدة شهدت بأنها الإذاعة الأكثر انتشارًا على مستوى العالم فى تقرير سنة 1999، وهو ما يؤكد أن تأثيرها لم يعد محليًا.
ونحاول فى كل دورة إذاعية أن نواكب ما يحتاجه المجتمع المصرى، برامج الأسرة والمجتمع ربما لتزايد حالات الطلاق نركز فيها كثيرًا الآن، أيضًا البرامج التى تعزز قيمة الانتماء للوطن والتى تركز على وسطية وسماحة الإسلام، وبرامج الشباب، كل هذه البرامج تحتل مساحة محترمة وكبيرة ولائقة، وفى الفترة المقبلة ستشهد تطويرًا سيلفت انتباه المستمع وسيكون هناك مفاجآت جميلة.

أنتقل معك إلى خريطة هذا الشهر وما بها من مفاجآت؟
خريطة رمضان فى إذاعة القرآن الكريم زاخرة بكل ما ينال إعجاب المستمع المصرى والعربى، والمستمع على مستوى العالم، والحقيقة أننا لدينا مستمعون من ديانات أخرى ولكن الرسالة التى نقدمها بما تتسم به من وسطية وسماحة وتنوع تنال إعجاب المستمع بصفة عامة، لدينا برامج جديدة نبدأها بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف له برنامج ثابت معنا طوال شهر رمضان، أيضًا برنامج للدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف تحت عنوان «يحبهم ويحبونه».

كما نقدم برنامجًا لفضيلة الدكتور نظير عياد مفتى الديار المصرية باسم «من مكارم الأخلاق»، لدينا برنامج «الموعظة الحسنة» تقديم خالد الزنفلى، ثم «الرسول فى رمضان»، تقديم عبدالخالق عبدالتواب، «انتبه أيها الصائم» تقديم فوزى عبدالمقصود، «الصالحون فى رمضان»، عبدالجواد شندى، «أماكن فى القرآن»، عمر سلامة، «رسالة للشباب»، الدكتور علاء رابى، ثم «من دوحة رمضان»، تقديم محمد جمعة، «المبشرون بالجنة»، تقديم مونة عبدالهادى، و«من تراثنا الرمضانى»، يقدمه الدكتور وسام البحيرى، و«من روائع التلاوات»، يقدمه مسعد الجوهرى، و«من بدائع القرآن الكريم» أقدمه أنا والدكتور عبدالحكم صالح سلامة.
لدينا برنامج للدكتور محمد عبدالديم الجندى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية تحت عنوان «ليعلموا فقه المرأة فى رمضان»، والدكتورة هاجر سعد الدين، تقدم «لقاء الإيمان» والدكتور كمال نصر الدين، ولقاء مع الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية السابق و«فقه الصيام» تقدمه أمل سعد.

ماذا عن التلاوات التى ستذاع لأول مرة ؟
عثرنا على تسجيلات وتلاوات ستذاع لأول مرة للقارئ الشيخ محمد رفعت والقارئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمد صديق المنشاوى وهى مفاجآت للمستمعين نقدمها فى الشهر الكريم.
تردد أن هناك انفرادات خاصة بالشيخ سيد النقشبندى حدثنا عنها؟
الشيخ سيد النقشبندى يعد ثروة قومية لدى إذاعة جمهورية مصر العربية بصفة عامة، وإذاعة القرآن الكريم بصفة خاصة لما حباه الله من صوت فريد، يعنى من علامات شهر رمضان المبارك فى مصر وكذلك الشيخ محمد رفعت. والإذاعة المصرية لا تعتمد إلا الابتهالات الموجودة لديها والمجازة من اللجنة الموحدة للإذاعة والتليفزيون، ولدينا ابتهالات أخرى مهمة مجازة وتذاع فى رمضان.
هل هناك نية لأن تكون لدينا إذاعة قرآن كريم ثانية تقدم برامج مختلفة؟
إذاعة القرآن الكريم إذاعة واحدة ولا يمكن أن يكون منها اثنتان أو ثلاث، هى خليط بمذيعيها ومبتهليها وقرائها ومتحدثيها وعلمائها وبرامجها التراثية، وأصوات مذيعيها، هى يعنى تشكيلة فريدة صعب أن تتكرر فى أى مكان أو أن نصنع مثيلاً لها.
ماذا عن موقع إلكترونى للإذاعة؟
نفكر فى هذا الأمر، فالمواقع الإلكترونية لإذاعة القرآن الكريم، بخاصة على السوشيال ميديا أمر ضرورى، وقد تكون صوتًا وصورة، وارد طبعًا أن نطور فى هذا الاتجاه، بخاصة أن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام يضع إذاعة القرآن الكريم نصب عينيه، ورئيس الإذاعة المصرية محمد نوار، لا يدخر جهدًا فى أى شىء يعود بالنفع على إذاعة القرآن الكريم.
كيف أصبحت هى الإذاعة المتخصصة الأهم فى مصر؟
تستمد أهميتها مما تقدمه ومن الأهداف التى تسعى إليها، فهذه الإذاعة العريقة نشأت فى البداية للدفاع عن دين الله عز وجل فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حينما كان هناك بعض النسخ فى المصحف الشريف بها تحريف، وأرادت الدولة أن تتصدى لهذا التحريف فأنشأت إذاعة القرآن الكريم لتصدح بالقرآن الكريم الصحيح وبرسالة الإسلام الوسطية السمحة، تعانق بها الدنيا وتصافح بها آذان العالمين، من هنا من مصر من أرض الكنانة، وستظل هذه الإذاعة صاحبة الراية الخفاقة العالية فى كل مكان بالنهج الوسطى السمح اليسير، وندعو الله أن يعيننا جميعًا للارتقاء بهذه الإذاعة، هذا الصرح الشامخ الذى نعتز به جميعًا وتعتز به القيادة المصرية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، كما نعتز بها جميعًا من أكبر قيادة إلى أصغر عامل فى إذاعة القرآن الكريم.
كيف تعيش تجربة تولى مسئولية إذاعة القرآن الكريم برغم أنك لم تبدأ بها؟
كنت أعمل فى إذاعة البرنامج العام لمدة 28 سنة وحاليًا محسوب على إذاعة القرآن الكريم بسبب برنامج «فجر الثلاثاء» الذى أقدمه منذ التحاقى بإذاعة البرنامج العام وحتى الآن، لأن إذاعة البرنامج العام تذيع الفجر ثلاث مرات فى الأسبوع فأنا كنت أقدم فجر المرات الثلاث، ومازلت أقدم هذا الفجر حتى الآن، فالحقيقة إذاعة القرآن الكريم فى وجداننا وفى قلوبنا جميعًا، وقد عينت بها فى شهر مايو من عام .2023