فى منطقة أومبريا الإيطالية، لا تستطيع أن تقاوم روعة التاريخ فى معظم أنحاء المكان وبمجرد أن تذهب بعينيك إلى مكان ريفى ساحر يتوسطه مبنى فخم، سوف تعرف وقتها أنه مكان تاريخى يعود إلى القرن الثانى عشرحيث كان ديرًا فى السابق.
فى عام 2024 تحول إلى فندق بعد عملية ترميم دقيقة قادها المهندس المعمارى جاكوبو فينيروسى بيسكيولينى قرر من خلالها إعادة إحياء التاريخ من جديد. يحتاج معظمنا إلى الهدوء لإعادة ترتيب أفكاره وإعادة شحن حواسه من جديد.
ليس هناك أجمل من الريف حيث السماء والخضرة ووجه له حنين وذكريات لتكتمل التجربة، خاصة بطعم إيطالى ونكهة أصالة حتى لو كانت بمفردات بسيطة، وهذا ما حققه معمارى محنك في تجديد معالم مكان ذى سحر خاص بين أحضان الريف الإيطالى الساحر، ليصبح "فوكابولو موسكاتيلى" الذى يعتبر عملا فنيا يُعبر عن كيفية الحفاظ على الهوية التاريخية بمواصفات عصرية. تجربة ساحرة فى أحضان الطبيعة، حيث يقع فى منطقة خلابة تُعد واحدة من أجمل الوجهات للاستمتاع بالهدوء والجمال الطبيعى.
يحمل المكان اسمًا يبعث على الفضول، إذ يشير "فوكابولو" إلى مصطلح إيطالى قديم يُستخدم لوصف المناطق الريفية أو الأحياء الصغيرة، بينما "موسكاتيلى" قد يرتبط بنوع من العنب أو بالنباتات المميزة للمنطقة. هذا المزج بين البساطة والطابع التاريخى يعكس جوهر المكان.
المنطقة ريفية ساحرة تحيط بها التلال المكسوة بالخضرة، مما يجعلها ملاذًا مثاليًا للباحثين عن الاسترخاء بعيدًا عن صخب المدينة. يتميز الموقع بسهولة الوصول إلى المعالم المجاورة، مثل القرى التاريخية والكنائس القديمة والمزارع المحلية التى تقدم تجارب فريدة، بما فى ذلك تذوق الأطباق التقليدية.
تم إعادة تصميم المكان بعد أن كان ديرًا للرهبان خلال القرن الثانى عشر، ليعكس الطابع الريفى الإيطالى التقليدى مع لمسات عصرية تلبى احتياجات الزوار العصريين. يضم المبنى جدرانًا حجرية قديمة، نوافذ كبيرة تفتح على مناظر بانورامية، وأثاثًا مصنوعًا يدويًا يضفى شعورًا بالدفء والراحة. التصميم الداخلى يبرز التفاصيل الدقيقة، مثل الأقمشة الفاخرة والألوان الدافئة التى تتكامل مع أجواء المكان.
شملت الترميمات الحفاظ على العناصر التاريخية مثل الجدران الحجرية والأرضيات الخشبية، مع دمج تصميمات داخلية معاصرة ومفروشات مصنوعة يدويًا. تظهر الجدران الحجرية الأصلية بشكل بارز فى العديد من الغرف والمساحات العامة، مما يخلق شعورًا بالتاريخ والدفء.
يضم الفندق 12 غرفة وجناحًا، كلها مصممة بشكل فريد، مع الحفاظ على الطابع التاريخى للمبنى. كما تم ترميم الأرضيات الخشبية القديمة أو استبدالها بخشب طبيعى مشابه، لإبراز الطابع الريفى الأصيل. وتعطى العناصر المعمارية مثل الأقواس الحجرية والسقوف العالية إحساسًا بالفضاء.
يعتمد التصميم الداخلى على استخدام مواد طبيعية مستدامة، مما يُعزز ارتباط الفندق بالطبيعة المحيطة. الأثاث المصنوع يدويًا يتكون من خشب عالى الجودة تم نحته بواسطة حرفيين محليين، والمواد الطبيعية مثل الكتان والقطن تُستخدم فى الستائر وأغطية الأسرّة لإضفاء طابع ناعم ومريح. جاءت الألوان المحايدة مثل البيج، الأبيض، والألوان الترابية لتنسجم مع الأجواء الريفية.
إلى جانب الحفاظ على العناصر التقليدية، تم إدخال لمسات عصرية تُعزز من تجربة الإقامة مثل الإضاءة الحديثة التى تعتمد على تصاميم بسيطة وناعمة تُبرز جمال التفاصيل المعمارية. يتميز الأثاث المودرن بالخطوط النظيفة والبسيطة مع التركيز على الراحة، فيما تخلق المساحات المفتوحة بيئة هادئة تُشجع على الاسترخاء.
تتوزع قطع فنية محلية فى أرجاء الفندق لتكريم التراث الثقافى لمنطقة أومبريا، والمدافئ التقليدية توجد فى بعض الغرف والمساحات العامة، مما يضفى شعورًا بالدفء خلال فصل الشتاء. تتيح الشرفات المطلة للنزلاء الاستمتاع بمناظر الطبيعة الخلابة المحيطة بالفندق. كما تُعتبر المكتبة مساحة هادئة توفر مجموعة مختارة من الكتب، مع أثاث مريح ومقاعد جلدية أنيقة.
أما المطعم، فيتميز بتصميم أنيق يعتمد على الإضاءة الخافتة والطاولات المصنوعة من الخشب الطبيعى، مما يخلق تجربة طعام مريحة وفاخرة. يُعتبر من أبرز معالمه، حيث يقدم أطباقًا مستوحاة من المطبخ الإيطالى التقليدى، ويتميز باستخدامه للمكونات المحلية الطازجة، مثل زيت الزيتون البكر، والأعشاب العطرية، والخضروات الموسمية. تتنوع القائمة بين المكرونة المصنوعة يدويًا، واللحوم المشوية، والحلويات التقليدية، مما يمنح الزوار تجربة طهى لا تُنسى.

فندق "فوكابولو موسكاتيلي" يلتزم بمبادئ الاستدامة، حيث يعتمد على مصادر طاقة صديقة للبيئة ويشجع على استخدام المنتجات المحلية. تعكس هذه الجهود حرص الإدارة على حماية البيئة ودعم المجتمع المحلى. يُعد الفندق مثالًا على كيفية دمج التاريخ مع الراحة الحديثة، مما يوفر تجربة إقامة فريدة فى قلب الريف الإيطالى. تم الحفاظ على العناصر التاريخية للمبنى بشكل دقيق، مما يعكس احترام التراث الغنى الذى يعود إلى القرن الثانى عشر.