فى إطار الاحتفاء بإرث الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، استضاف المتحف المصرى الكبير حفلًا استثنائيًا بعنوان «سواح» فى الخامس من ديسمبر الجارى. فيما يُعتبر واحدًا من أبرز الفعاليات الثقافية لعام 2024، حيث جمع بين أصالة الثقافة المصرية وسحر الموسيقى الكلاسيكية فى موقع يعكس عظمة وتاريخ مصر الغنى.
تم تصميم الحفل ليكون تكريمًا للعندليب الأسمر، حيث أقيم فى بهو يتميز بتصميم معمارى يجمع بين الأصالة والمعاصرة، مما جعله منصة مثالية للاحتفاء بأحد رموز الفن المصرى. وقد أبدع الفنان مدحت صالح والفنانة مى فاروق فى تقديم مجموعة من أشهر أغانى عبد الحليم على خشبة المسرح. افتتح الحفل مدحت صالح بأداء قوى لأغنية «جبار»، حيث أضفى عليها بصمته الخاصة مع الحفاظ على روحها الأصلية التى أحبها الجمهور لعقود. كما قدم أغنية «زى الهوا»، مما أعاد للحضور ذكرياتهم مع هذه الكلاسيكيات. من جانبها، قدمت مى فاروق أغنيتى «أهواك» و«موعود»، حيث استحضرت فى أدائها الدفء والرقى الذى ميز أعمال العندليب، مما جعل الحفل رحلة موسيقية أعادت إحياء زمن الفن الجميل.
إلى جانب الحفل، تم الكشف عن معرض استثنائى يحمل نفس عنوان «سواح»، والذى اعتُبر نافذة على حياة العندليب. ضم المعرض مجموعة نادرة من الصور الفريدة التى وصلت لحوالى 50 صورة مختلفة من أرشيف المصور محمد بكر. وقد روى بكر من خلال المعرض الرحلة الإبداعية والإنسانية للعندليب، مستعرضًا لحظات من وراء الكواليس ومواقف شخصية لم تعرض من قبل. شمل المعرض لقطات من حفلاته الشهيرة، مثل حفله الأسطورى فى قاعة ألبرت هول بلندن، وصولًا إلى كواليس تصوير أفلامه مثل «الخطايا» و«أبى فوق الشجرة». كما احتوى المعرض على صور شخصية نادرة لعبد الحليم مع أصدقائه المقربين وأفراد عائلته، مما أتاح للجمهور فرصة فريدة للتعرف على الجانب الإنسانى للعندليب.
حظى المعرض بإشادة كبيرة من الحضور، حيث أتاح لهم فرصة لاسترجاع ذكريات العندليب والتفاعل مع إرثه الفنى عبر عدسة مصور كان قريبًا من تفاصيل حياته. كما قدمت إدارة المتحف شرحًا مرفقًا لكل صورة، مما أضاف بُعدًا توثيقيًا وتعليميًا للمعرض. وقد أتيحت للحضور فرصة حصرية لشراء صور أرشيفية للعندليب الأسمر، حيث تم تخصيص عائدات البيع لصالح جمعيات خيرية.
نظم الحفل والمعرض بواسطة آر إم سى ومجلة البيت ونصف الدنيا كشريك إعلامى، وأقيم تحت رعاية وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار. قدمت هذه الفعالية تجربة فريدة تجمع بين جمال الفن وعظمة التاريخ، مما يرسخ مكانة عبدالحليم حافظ كأيقونة خالدة فى قلوب المصريين والعرب.