كلـــــــــــــنا منتظرون

24 نوفمبر 2024
«منتظرٌ بأبصارى وسمعى كما انتظرتكَ أيامى جميعًا»، هكذا وقف الشاعر إبراهيم ناجى ينتظر تحت العاصفة والظلام والبرد وعكس تلك الحالة فى قصيدته «الانتظار»، وهو أيضًا ما عبّر عنه المصور الفوتوغرافى الفنان بسام الزغبى بعدسته وقدمها بمعرضه الأخير «الانتظار» بجاليرى بيكاسو تحت رعاية مجلة البيت الإعلامية.
28 عملاً فنيًا قدمها بسام الزغبى لمشاهد لأشخاص فى وضع الانتظار، تلك اللحظات التى وجد الفنان نفسه دائمًا بداخلها كما يوضح فى حواره مع البيت قائلًا: «كلنا فى حالة انتظار، نشكو ونحلم ونتأمل، وكنت قد خرجت من مرحلة الحركة واللون فى أعمالى القديمة من أربع سنوات وتحدثت مع جاليرى بيكاسو لمعرض جديد».

وأضاف الزغبى: «أنا بطبعى أحب أن أعمل على كل مشروع بتروٍ ومزاجٍ ووجدت بالصدفة الفنان حمدى رضا يقدم ورشة عن تقنيات الطباعة القديمة التى كنت أعمل بها منذ بدأت فى التصوير الفوتوغرافى عندما كنا نقوم بتحميض الصور بالطريقة التقليدية قبل دخول الديجيتال».
الزغبى بدأ مشوارًا مع تقنية جديدة وهى «سيانوتاب» والتى تعرف أيضًا باسم المخططات الأولية «بلو برينتس» والتى يقول عنها «هى عملية طباعة فوتوغرافية تم استخدامها بكثرة فى بداية القرن العشرين لإنتاج نسخ من الرسومات. وتم اكتشاف هذه الطريقة من قبل العالم والفلكى الإنجليزى جون هيرشل فى عام 1942، بحيث أعتبرها وسيلة لإعادة إنتاج المذكرات والرسوم البيانية، ويستخدم العديد من الفنانين المعاصرين هذا النوع من الطباعة فى فنهم».

مشروع «الانتظار» حالة ومغامرة جديدة عاشها الزغبى لأكثر من عامين ظل فيها يجرب أساليب مختلفة لتلك التقنية الجديدة بالنسبة له، يقول: «من خلال النيجاتيف تمكنت من عمل أكثر من نموذج للصورة مع إضافة بعض اللمسات إليها لتصبح أكثر غموضًا خاصة أننى أردت أن تمنح الوجه بعض التغييرات بسبب حالة الانتظار التى عاشها ذلك الشخص».
وعن المشاهد الموجودة فى المعرض حرص بسام الزغبى أن تكون متنوعة وكلها لحالات مختلفة تجسد لحظات الانتظار وقام بتصويرها لمدة عامين بين القاهرة والإسكندرية والفيوم فى أماكن غير مألوفة للمشاهد وتكون كلها مشاهد خارجة من الطبيعة. «بالنسبة لى كانت تلك التجربة مليئة بالمغامرة والمتعة خاصة أننى أرى أن الفن لا يحتاج إلى عضلات بل تأمل وبساطة حتى نصل بفكرة تلمس المشاهد». يقول بسام الزغبى. وعن التحديات والصعوبات التى واجهته أثناء تحضير ذلك المعرض قال «واجهت صعوبة فى البداية فى اختيار أنواع الورق الصحيحة والمناسبة، والتقنية فى حد ذاتها ليست بتلك البساطة فهى تعتمد فى مرحلة ما على وجود الشمس وتركها لمدة بسيطة حتى تصل إلى اللون المطلوب».