الاعتدال في تناول اللحوم يحافظ على وزنك.. لكن بشروط
الاعتدال في تناول اللحوم يحافظ على وزنك.. لكن بشروط
6 يونيو 2025

تناول الدهون الحيوانية يساعد على الحفاظ على وزن صحي شريطة اتباع نظام غذائي معتدل؛ هذا ما قالته الدكتورة غادة أحمد أبو الوفا أستاذ كيمياء وتكنولوجيا الزيوت والدهون معهد بحوث الصناعات الغذائية وأضافت: أن الزيوت والدهون الغذائية سواء النباتية منها أو الحيوانية بما في ذلك شحوم ودهون المواشي، تعد من المكونات الأساسية لغذاء صحي متوازن، ولا يجب أن يخلو منها غذاؤنا؛ حيث إن لها العديد من الفوائد الصحية، وتعد المصدر الرئيس للطاقة التي يحتاجها جسم الإنسان، كما أنها تدخل في بناء العديد من أعضاء الجسم وأنسجته مثل جدر الخلايا، والأنسجة الضامة والداعمة للأعضاء الداخلية وغيرها، وتحافظ على صحة الجلد، وتمد الجسم أيضا بما يحتاجه من الفيتامينات الذائبة في الدهون وهي فيتامينات A, D, E, K، وتعزز امتصاصها في الأمعاء الدقيقة.

كما أنها تدخل في تصنيع العديد من المواد اللازمة للعمليات الحيوية في الجسم مثل الهرمونات، كما أن لها دورا أساسيا في طهي الطعام؛ حيث إنها تسهم في إعطاء الأطعمة المطهوة الطعم والرائحة المستحبين لدى المستهلكين.

لكل ما سبق فإن الغذاء الصحي لابد أن يحتوي على الدهون بنسب تضمن الحصول على الاحتياج اليومي منها.
تشتهر اللحوم ومنتجاتها باحتوائها على نسبة عالية من الدهون والشحوم الحيوانية، وتوجد في عدة صور: منها ما يظهر على شكل نسيج دهني متداخل مع اللحم، أو في صورة كتلة منفصلة، كما توجد فيما يُسمى بلية الخراف، بالإضافة إلى النسيج الدهني تحت الجلد (الدهون تحت الجلد)، ودهون الأحشاء، وتظهر أيضًا على شكل دهون مخزنة بين العضلات (الدهون بين العضلية)، ويمكن وجودها أيضا على شكل ترسبات دهنية داخل العضلات (الدهون العضلية).

 وبشكلٍ عام تحتوي الدهون الحيوانية على 40-50% من الدهون أحادية عدم التشبع، وتعد مفيدة للقلب وصحة الجسد؛ نظرًا لقدرتها على رفع مستويات الكوليسترول النافع، وبذلك تساعد على الوقاية من خطر الإصابة بالجلطات القلبية.

 كما أثبتت الدراسات أيضا أن تناول الدهون الحيوانية يُساعد على الحفاظ على وزن صحي؛ شريطة اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، حيث إن تناولها يعزز الشعور بالشبع، ويحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم عن طريق إبطاء امتصاص الكربوهيدرات، مما يمنع ارتفاع الأنسولين، ويُقلل الرغبة الشديدة المفاجئة في تناول الطعام.

 تحتوي الدهون الحيوانية أيضا على حمض اللينولييك (Conjugated linoleic acid CLA) الذي يساعد على تعزيز عمليات الأيض وحرق الدهون، الأمر الذي يُساعد على خسارة الوزن، ولكن حتى تظهر هذه الفوائد لا بد من تقليل استهلاك المنتجات المُصنّعة والكربوهيدرات، كما يمتاز حمض CLA أيضا بأنه يعمل كمضاد للالتهابات والسرطان.

وفضلا عن ذلك تحتوي الدهون الحيوانية على أحماض أوميجا 3 الدهنية مثل DHA، والتي تعد ضرورية لنمو الدماغ والإدراك والصحة العقلية، وتساعد الدهون الحيوانية أيضا على تجديد وتعزيز نشاط الخلايا التالفة، حيث تمد الجسم بمضادات الأكسدة المختلفة، حيث تمتاز بثباتها ضد الأكسدة وتحملها لدرجات الحرارة المرتفعة إذا ما قورنت بالزيوت النباتية، فيمكن استخدامها في طهي الطعام؛ لأنها تعزز من النكهة الغنية والطعم اللذيذ للأطعمة المطهوة.

 لذلك فإن تناول الدهون الحيوانية لا يشكل أي خطر على الصحة إذا  استهلكت باعتدال، بل على عكس ذلك ينصح بتناولها للحصول على الفوائد السابقة، وكما أرشدنا القرآن الكريم في قول الله تعالي  (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، لأن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض مثل: السمنة، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب، والسرطان، كما أن الإكثار من تناولها مرتبط ارتباطا وثيقا بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني؛ لذلك وجب الاعتدال في تناول الأطعمة الغنية بالدهون عموما، ومن ثم فإنه ينصح بألا يتعدى الاستهلاك اليومي من الدهون في العموم ما نسبته 20-30% من الغذاء اليومي حتى نحصل على الفوائد ونتجنب الأضرار.

واختتمت قائلة: إن الوسطية والاعتدال في جميع أمور الحياة هما مفتاح الحفاظ على الصحة والوصول إلى الإحساس بالرضا والسعادة بعيدا عن الحرمان والإسراف، وفي ذلك اتباع لتعاليم ديننا الحنيف.

الأكثر قراءة