لا تتوقف مراكز ومعامل البحث والتطوير، ففي كل ثانية نجد أملا جديدا يولد من أجل المرضى، وشهدت القاهرة حدثا طبيا مهما، وهو إطلاق علاج جديد موجه لمرضى المايلوما الخبيث أحد أمراض الدم، وهو يمثل بارقة أمل جديدة لهؤلاء المرضى أطلقته إحدى شركات الدواء، ومرض المايلوما المتعددة، أحد أكثر أنواع سرطانات الدم تعقيدًا وخطورة، ويمثل 15% من إجمالي سرطانات الدم، و1.9% من الوفيات المرتبطة بالسرطان.
الشركة المنتجة للدواء عملت أكثر من 20 عامًا حتى ظهور هذا العلاج الموجه من البحث والابتكار في مجال المايلوما المتعددة، ولا تزال تسعى إلى اكتشاف آليات جديدة لعلاج هذا المرض الخطير، في إطار إستراتيجيتها الهادفة لتوفير علاجات مبتكرة وفعّالة للمرضى في مختلف أنحاء العالم.
من هنا تقول الدكتورة ميرفت مطر أستاذ أمراض الدم بقصر العيني: "يمثل إطلاق هذا العلاج في مصر خطوة في تقديم حلول علاجية متقدمة وفعالة للمرضى، بخاصة في حالات الانتكاس أو المقاومة للعلاج، ونحرص على أن تصل هذه العلاجات المبتكرة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، بما يحقق تحسنًا فعليًّا في جودة حياتهم".
وأضافت "أن القطاع الصحي المصري دائما ما يحرص على توفير أحدث الابتكارات والعلاجات المتاحة حول العالم للمرضى المصريين، ويأتي ذلك تماشيا مع رؤية مصر 2030، وبالتعاون والشراكة مع شركات الأدوية العالمية العاملة في مصر".
وأوضح الدكتور أشرف الغندور أستاذ أمراض الدم والباطنة بجامعة الإسكندرية أن "مرض المايلوما المتعددة مرض خبيث ومتنوع، وغالبا ما يرتبط به عدة مضاعفات بما في ذلك فقر الدم، والعدوى، واعتلال الأعصاب المحيطية، وضعف الكلى وكسور العظام".
وأضاف الغندور.. "هنا تكمن أهمية العلاجات الحديثة المتقدمة للمايلوما المتعددة، حيث إن الالتزام المستمر بالعلاج يضمن استمرارية الاستجابة، بما يتماشى مع البروتوكولات العلاجية العالمية".
بينما قال الدكتور رأفت عبد الفتاح استشاري أمراض الدم وزرع النخاع العظمي بالمعهد القومي للأورام، بجامعة القاهرة: "إن العقار الجديد علاج أحادي موجه من فئته لعلاج المرضى البالغين المصابين بالمايلوما المتعددة المتكررة والمقاومة للعلاج، والذين تلقوا ثلاثة علاجات سابقة على الأقل، ويعمل على مستقبِل الخلية السرطانية BCMA، ويُعطى تحت الجلد، ويُعد هذا الدواء خطوة متقدمة للمرضى المصابين بسرطان الدم، بخاصة مَن يواجهون خيارات علاجية محدودة، أو مَن انتكسوا بعد علاجات سابقة أو أصبحوا مقاومين لها، حيث يقوم هذا العلاج باستهداف خلايا المايلوما المتعددة، وله طريقة عمل تؤدي إلى السيطرة على المرض ونسبة انتشاره".
وبدوره، صرّح الدكتور أحمد الحوفي المدير التنفيذي للشركة المبتكرة للدواء قائلا: "نؤمن بالدور الفعال الذي تقوم به مؤسسات الدولة المصرية، من خلال توحيد جهودها مع شركات القطاع الخاص العاملة في مصر؛ لتقديم أحدث العلاجات المبتكرة في الوقت المناسب، والذي يعد مسؤولية إنسانية ومهنية في آنٍ واحد".
وأضاف حوفي: "شهدنا خلال السنوات الماضية تطورا ملحوظا في القطاع الصحي المصري من خلال تركيز جهود الدولة المصرية على الارتقاء بالقطاع الدوائي في مصر، وتتمثل هذه الجهود في التواصل الدائم مع القطاع الخاص، وإقامة المحافل المختلفة التي تجمع أغلب العاملين في القطاع للبحث الدائم عن سبل التطور، وكيفية تقديم خدمة صحية بأعلى المعايير العالمية، وسنواصل شراكتنا مع الجهات المعنية لضمان وصول هذا الأمل الجديد إلى كل من يحتاجه".
وقالت الدكتورة هبة حسين المدير الطبي : "إطلاق هذا الدواء في مصر يعكس التزامنا المستمر تجاه المرضى، ويؤكد دورنا الريادي في توفير علاجات متطورة للمايلوما المتعددة أحد أمراض سرطان الدم".