القولون العصبي الذي يمثل ثورة غضب في بطن كل مريض لايسلم منه الصغار والكبار فهو مثل الصداع وثبت أن أكثر من ربع المصريين يصابون به في مرحلة من حياتهم فهو من أهم الأسباب التي تدفعنا لعيادات الباطنة، وينتشر بنسبة 15 – 20% ويحدث في الغالب بسبب الضغوط والمشاكل فيسبب آلاما وتقلصات وانتفاخ البطن والغازات، فهل الصوم يخفف من مشاكله وهل هناك أكلات معينة لابد من الحذر منها؟..
الدكتور محمد حساني أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد ورئيس المبادرات الرئاسية بوزارة الصحة يقول: إن حوالي 40% من المرضى لديهم مشكلة في هضم الألبان أو عدم تحمل اللبن والذي قد يؤثر بشكل أو بآخر في حدوث الألم والانتفاخ والأعراض المصاحبة، وعادة ما تصاب النساء أكثر من الرجال وكلما زاد العمر قل حدوث الأعراض .
ولم يعرف على وجه التحديد سبب هذا المرض ولكن دراسات طبية أظهرت دور بعض الأطعمة في تهيج القولون، واستثارته، كما توصلت دراسات أخرى إلى بيان الجوانب النفسية ودورها في تفاقم الحالة وشدتها فهناك علاقة وطيدة بين الحالة النفسية ومرض القولون العصبي، ولذا يكثر اضطراب القولون لدى الأشخاص الذين يميلون إلى القلق ويتميزون بالدقة والصرامة والذين يكبتون مشاعرهم ويحبسونها في أنفسهم وأولئك الذين يصابون بمرض الاكتئاب النفسي.
ويمكن تشخيص هذا المرض بحدوث ألم بالبطن أو عدم شعور بالراحة والذي يقل مع دخول الحمام وتغير في طبيعة البراز ومعدل التبرز إما ثلاث مرات يوميا أو أقل من ذلك أسبوعيا. تغير ملمس البراز "إسهال – إمساك – مائي – قطع - تغير في الإخراج ( الحذق – الشعور بضرورة دخول الحمام سريعا، الإحساس بعدم الإخراج كاملا – خروج مخاط – الانتفاخ).
والأعراض المصاحبة لهذا المرض هي: التجشؤ – الانتفاخ – الحموضة والحرقان – مخاط بالبراز – إمساك – إسهال – غثيان.
ولعلاج هذه الأعراض عادة ما تكون العلاجات التقليدية ببعض الأدوية التى تركز على علاج الأعراض كلا على حدة.
والجوانب النفسية كالقلق والاكتئاب يكون لعلاجها أثر كبير في زوال الأعراض ويكون ذلك بإشراف الأطباء المختصين.
وعن العلاج الغذائي يرى - في الحالات الحادة المصحوبة بألم شديد وانتفاخ وصعوبة في الهضم، يتم عادة الاتجاه إلى الغذاء السهل مثل العصائر الخفيفة والابتعاد عن الألبان مؤقتا، ومع تحسن الحالة نبدأ بزيادة الألبان تدريجيا حيث إن الألياف تنظم من عملية الهضم والإخراج .
- الاهتمام بتناول قدر كاف من السوائل على الأقل 2 لتر يوميا، الابتعاد عن تناول السكريات المركزة.
- كما يوضح أن هناك أغذية لايجب تناولها مع الصوم كتجنب اللحوم الحمراء – الخمائر والفواكه الحمضية مثل (البرتقال – الليمون – الفراولة – التوت – الخوخ- البرقوق).
- في بعض الأحيان ينصح بتجنب منتجات القمح إذا كانت هناك ضرورة، والأطعمة المقلية والزيت والسمن والمواد الدسمة والثوم، والبصل النيئ والتقلية والفجل والبصل الأخضر والكرّات والكرنب، والمياه الغازية والبقوليات ومنتجات الألبان.
وينصح بمضغ الطعام جيدًا وعدم الإفراط في الشرب أثناء الأكل إلا للضرورة، حيث إن ذلك يؤثر على عملية الهضم ويخفف من عمل الإنزيمات الهاضمة.
مراعاة شرب 8 أكواب ماء (أو سوائل) يوميا (في غير مواعيد الأكل)، لضمان انتظام حركة الأمعاء ومن ثمّ القولون.
يجب تناول الفواكه أو المواد السكرية أو الشاي والقهوة بعد الأكل بساعتين أو ثلاثة على الأقل، وعدم النوم إلا بعد الأكل بـ 2-3 ساعات على الأقل حتى لا تتوقف حركة الأمعاء.
عدم تناول أي أدوية إلا بعد استشارة الطبيب المعالج، بعض الوصفات المتوارثة ربما تفيد في تخفيف أعراض القولون العصبي، مثل بعض الأعشاب المغلية كالكراوية والشمر، وكذلك اللبان الدكر بعد غليه في ماء، أو بعض الوصفات الشامية مثل شرب مشروب مكون من (ملعقة حلبة حصي + ملعقة ينسون + ملعقة بابونج + نصف ملعقة مستكة مطحونة)، يوضع عليه الماء المغلي ويترك ليبرد ثم يشرب بعد ذلك.
تناول وجبات منتظمة ومتوازنة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون، المداومة على الرياضة، فهي تشد العضلات وتحافظ على الوزن وتضبط إيقاع القولون (المشي لمدة نصف ساعة أو عمل تمارين للبطن والظهر، مما يساعد على إخراج الغازات من جسمك).
تناول 6 وجبات صغيرة في اليوم بدلا من ثلاث وجبات كبيرة (تقسيم الوجبة نفسها إلى عدة مرات) أثناء فترة الصوم من بعد الإفطار وحتى السحور.
تعلم كيف تتعامل مع الإجهاد النفسي والضغوط عن طريق
-التعامل مع المشكلة بهدوء وروية.
-المحافظة على قسط كاف من النوم من 6 إلى 10 ساعات، كحد أقصى، لأن النوم لمدد طويلة يزيد الشعور بالإجهاد النفسي ويدل على الإصابة بالاكتئاب وفي رمضان أيضا لابد من الالتزام بالنوم مالايقل عن 6 إلى 8 ساعات.
-تعلم الاسترخاء العضلي أو التنفسي (حاول إخراج الهواء من خلال فمك)، حاول أن تحافظ على فعل شيء واحد على الأقل تحب أن تفعله.
-تجنب الإمساك باستخدام الملينات الطبيعية المعتمدة على الألياف، وليس العقاقير (راجع طبيبك أولاً).
- زيارة الطبيب في حالات ظهور أعراض أخرى غير المعتادة في حالات اضطراب القولون العصبي، وتذكر دوما أن آلام المعدة، القيء، التجشؤ، فقدان الوزن، الاستيقاظ من النوم للتبرز، نزول دم مع البراز، الأنيميا وارتفاع سرعة الترسيب، كلها ليست أعراض القولون العصبي .
كما لاتوجد التهابات مصاحبة بالقولون فهو اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية خاصة الأمعاء الغليظة ينتج عنه انتفاخ وآلام في البطن ويصاحب ذلك اضطراب وظائف الإخراج أحيانا إمساك أو إسهال .. حتي نمر بسلام وصحة خلال فترة الصوم وما بعدها.