أكتوبر الوردي.. شهر التوعية بسرطان الثدي
أكتوبر الوردي.. شهر التوعية بسرطان الثدي
15 أكتوبر 2024

سرطان الثدي، ذلك المرض الذي يفترس النساء، حيث يصيب أكثر من 10% من السيدات حول العالم سنويا، وهناك حقائق صادمة تتعلق بهذا المرض، أهمها أنه تسبب في وفاة 670 ألف شخص حول العالم في عام، مما يجعله السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين السيدات، وأن نحو نصف حالات سرطان الثدي لدى النساء تحدث من دون وجود عوامل خطر محددة غير الجنس والعمر، كما تبين أن 11.6% من حالات السرطان التي تم تشخيصها في عام  لسرطان الثدي لدى النساء، مما يجعله ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعا في جميع أنحاء العالم، وتقدر هذه النسبة بنحو 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي، وأن نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال تتراوح بين 0.5 و1%.

وقد بدأت حملة التوعية بسرطان الثدي في الولايات المتحدة الأمريكية في أكتوبر عام 1985، وكانت شراكة بين الجمعية الأمريكية للسرطان وقسم الأدوية في إحدى الشركات الطبية، للترويج لتصوير الثدي بالأشعة السينية، باعتباره أكثر أداة فعالة لمكافحة سرطان الثدي، ودعمت هذه الجملة بيتي فورد، زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد التي شفيت من سرطان الثدي، واستمرت المبادرة أسبوعا في شهر أكتوبر، وقد تمكنت بيتي فورد من لفت الانتباه إلى المرض لأنها كانت زوجة الرئيس.

أما عن الشريط الوردي الذي يرمز إلى الحملة ضد السرطان فكانت وراءه شارلوت هالي الأمريكية، وهي حفيدة وابنة وأخت لسيدات عانين من سرطان الثدي، وكان ذلك في أوائل تسعينيات القرن العشرين، حيث صنعت شرائط يدوية باللون الوردي الخوخي المائل للبرتقالي الزهري، ووزعت الآلاف منها مع بطاقة مكتوب عليها "الميزانية السنوية للمعهد الوطني للسرطان 1.8 مليار دولار، 5% فقط منها تذهب للوقاية من السرطان، ساعدونا على إيقاظ المشرعين في أمريكا بارتداء هذا الشريط للتضامن معنا".

وقد انتشرت الحملة، وطلبت منها الشركات والمنافذ الإعلامية والصحف والمجلات الكبرى الإذن بعرض شريطها ورسالتها، لكن شارلوت رفضت تحويل الحملة التوعوية إلى تجارية واعتبرت أن ذلك سيشتت هدفها الحقيقي.
في الوقت نفسه، قامت مجلة "سيلف" بتداول الحملة بطريقة فيها تحايل، وأطلقت عددها السنوي تحت مظلة التوعية بسرطان الثدي واستهداف السيدات من متابعيها، وقررت تغيير لون الشريط التضامني مع مرض سرطان الثدي لتتمكن من استخدام الرمز بحرية، ومن هنا وُلد الشريط الزهري الوردي بشكله الذي نعرفه اليوم.


ثم انطلقت آلاف الحملات الرامية إلى زيادة الوعي بسرطان الثدي وتثقيف الناس بطرق الوقاية منه والكشف المبكر عنه منذ عام 1992.
وبالتزامن مع اختيار شهر أكتوبر للتوعية بسرطان الثدي، اختارت إحدى شركات مستحضرات التجميل العملاقة في عام 1992 الشريط الوردي رمزا للأمل والقوة والدعم للسيدات اللاتي يواجهن سرطان الثدي، وأطلقت مجموعة من مستحضرات التجميل التي حملت الفكرة والتصميمات نفسها للمرة الأولى، مما أسهم في انتشار الحملة بشكل محوري واعتمادها على نطاق واسع في أمريكا وخارجها.

وقد أصبحت المنظمات غير الربحية والهيئات الحكومية والجمعيات الطبية تعمل معا لتعزيز الوعي بسرطان الثدي، وكانت هناك عدة نصائح نقلتها هذه الهيئات والمنظمات عن الأطباء لتساعد السيدات المصابات بسرطان الثدي على الشفاء، أهمها "علبة الماكياج" فهي العلاج المنسي في مواجهة السرطان، فبعد صدمة التشخيص والقلق وجلسات العلاج التي من المتوقع أن تقضي على المرض وربما على الحالة النفسية للمرأة، تصبح علبة الماكياج مكملا علاجيا لمحاربات السرطان، لأن العناية بالمظهر من سبل التشبث بالحياة، كذلك الاكتشاف المبكر جعل مواجهة مرض سرطان الثدي ممكنة، لا سيما أن نسب الشفاء منه تتجاوز 95% في مراحله الأولى، إذا عولج بشكل صحيح.

وفي إطار اهتمامها بالتوعية حول مرض السرطان أعلنت الدولة المصرية، في شهر أكتوبر، شهر التوعية بمرض سرطان الثدى، دعمها الكامل ومساندتها للسيدات المصريات العظيمات المثابرات محاربات سرطان الثدي، وأنها تضع النهوض بصحة المرأة المصرية في صميم اهتماماتها، من خلال مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى "صحة المرأة صحة مصر" للكشف المبكر عن سرطان الثدي، تلك المبادرة التي تعتبر أحد الانتصارات المهمة للمرأة، في ضوء قيادة سياسية رسخت مبدأ تمكين المرأة والنهوض بها في كافة المجالات، وتدرك أن صحة المرأة جزء أساسي من أمان واستقرار وصحة الأسرة المصرية.

كذلك فإن الدولة تخفز جميع السيدات وتدعوهن إلى إجراء الكشف المبكر لسرطان الثدي والاطمئنان على صحتهن، وفي حالة اكتشاف الإصابة عليهن استكمال العلاج حتى الوصول إلى مرحلة الشفاء التام.

الأكثر قراءة