زينب محمد

عندما نصاب بالقلق وننام بشكل متقطع لفترات طويلة، فهذا بالطبع يؤثر على صحتنا عامة وصحة الجلد خاصة، فقضاء ليالٍ قصيرة جدًّا يؤدي إلى تسريع تلف الجلد، حتى لو حاولنا الحفاظ على بشرتنا، هل من الممكن مواجهة آثار قلة النوم على الجلد؟

الأسباب التي تجعلنا نواجه ليلة سيئة كثيرة عندما نستيقظ تكون نتيجتها: ملامح مجعدة وبشرة غير واضحة بسبب الجفاف، وهالات سوداء وأكياسا ملحوظة بسبب ضعف الدورة الدموية، وعيوبا أو احمرارا، وعلامات التهاب داخلي.

"إن التعبير عن الجينات البشرية له وظيفة يومية على مدار 24 ساعة على غرار دورة الأرض حول الشمس، بالتناوب بين النهار والليل، حيث توجد هناك إيقاعات فسيولوجية وسلوكية مختلفة مثل (التمثيل الغذائي، والنوم، ودرجة حرارة الجسم، وضغط الدم، إضافة إلى وظائف الغدد الصماء والمناعة والقلب والأوعية الدموية والكلى).

علاقة النوم السيئ بالشيخوخة المبكرة
يتم إفراز بعض الهرمونات، مثل الميلاتونين أو هرمون النمو (السوماتروبين)، في أثناء النوم العميق فقط، لذلك، إذا كان النوم سيئًا، يكون كذلك التوازن الهرموني، وكلما قل نوم المرضى بشكل فعال، زادت ندوبهم، ويفسر ذلك بعدم قدرة الجينات على إدارة تزامن وظائف الجلد المختلفة بعد ليلة سيئة، حيث يقول الدكتور سابين جان بيار اختصاصي القلب و الأوعية الدموية: إن الآثار التي تظهر من الليلة السيئة الأولى "قلة النوم، مع قلة الزهم، وفقدان الماء بشكل غير محسوس، وتباطؤ الدورة الدموية، وبعد نحو أسبوع، يقل فقدان مرونة الجلد بشكل ملحوظ، إضافة إلى ذلك، ندرك سريعًا أن النوم، سواء كان متقطعًا أو غير كافٍ، يولد تفاعلات متتالية تؤثر بشكل مباشر على الشيخوخة"، كما تقول الدكتورة نادين بيرنوديت، المسؤولة عن البحث والتطوير في Estée Lauder: منذ أكثر من 10 سنوات، تعاونت العلامة التجارية مع جامعة كيس ويسترن ريزيرف (الولايات المتحدة الأمريكية) في دراسة حول تأثير النوم السيئ على الجلد، وتبين أنه لا يمكن لأي منتج تجميل أن يحل محل النوم الجيد في أثناء الليل.

لذلك يهتم خبراء التجميل بكيفية تحسين العمليات الفسيولوجية الليلية، ومواجهة آثار قلة النوم، فنحن نعمل وفقًا لإيقاع علم الأحياء الزمني الذي يهتم الجمال من خلاله باستخلاص الإلهام للأداء، المفتاح هو العلاجات – الكريمات والأمصال والأقنعة – وأجهزة التجميل التقنية التي تعمل على تعزيز أو إصلاح الفشل في نظام الجلد، باختصار: "الحماية من الأكسدة الخلوية خلال النهار والعمل على تنظيف النفايات العضوية واستعادة البروتينات والدهون ليلا، لتعزيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين".

 وأكدت الدكتورة بيرنوديت أهمية النوم الجيد قائلة: "لا يوجد منتج تجميل، مهما كان باهظ الثمن وفاخرًا، يمكنه أن يتمكن من استبدال الإجراء الأساسي المتمثل في النوم الجيد"، وأكد ذلك الدكتور سابين، قائلا: "هل هذا يعني أننا يجب أن نرمي كريماتنا في غياهب النسيان؟ ليس بالضرورة! بالنسبة للطبيب، فإن الأمر الملح هو أن نفهم لماذا ننام بشكل سيئ، ونتصرف وفقًا لذلك".