خلال التغيرات الجوية المختلفة ومع تقلب الفصول تبرز أهمية العناية بالصحة عامة  وصحة القلب خاصة، لأنها يمكن أن تؤثر سلبًا على الجسم، مما يتطلب منا اتخاذ خطوات وقائية للحفاظ على صحتنا، وبالتزامن مع حلول فصلي الخريف والشتاء اتجهنا إلى الدكتور طارق عبدالفتاح تمراز استشاري القلب والأوعية الدموية مدير معهد القلب الجديد سابقًا ليقدم لنا روشتة مثالية لمرور الفصلين بسلام وطمأنينة على مرضى القلب وأصحاب الأمراض المزمنة والذي بدأ حديثه قائلًا: إن القلب والصدر متصلان ببعضهما فما يريح القلب يريح الصدر والعكس صحيح، وطبعًا مع تغير الجو ودرجات الحرارة ينعكس ويؤثر سلبًا عليه، فنحن نرى تأثير فصل الخريف على أوراق الشجر وسقوطها ومع حلول الربيع تبدأ الأوراق الجديدة في الظهور وهذا ما يحدث مع خلايا الجسم وأعضائه ففي فصل الخريف يحدث تغير شديد يختلف تأثيره من شخص لآخر، ولكن عندما يتعرض الشخص للبرد الشديد خلال فترات الليل يحدث انقباض للشرايين  والأوعية الدموية مما يفاجئ الجسم لتعوده على التمدد أثناء فصلي الصيف والربيع والجو الدافئ عمومًا.

 

وأوضح "تمراز" أن نسبة الخطورة تزداد لمن يعانون الضغط العالي لأن مع هذا الانقباض يحدث ارتفاع مفاجئ في الضغط لديهم أو من لديه بوادر الإصابة  بالضغط  لذا ينصح دائمًا بالقياس الدوري المتتابع لضغط الدم لتلك الفئة  كإجراء وقائي خشية من أن يرتفع الضغط فجأة فيؤثر بالسلب على الصحة.

 

وتابع: أما مرضى القلب والشرايين التاجية فيتأثرون سلبًا بموجات الشتاء القارسة والتي تزداد في نوفمبر لأن مع انقباض الشرايين يقل الدم الموجه لعضلة القلب مما يسبب قصورا وانسدادا للشرايين ويؤدي لزيادة الجلطات لذا ينصح دائمًا بأخذ الحيطة وارتداء الملابس المناسبة للأجواء وهذا ما ينطبق أيضا على شرايين المخ والساقيين.

 

 

واستطرد "تمراز" حديثه قائلًا: وتزداد أمراض الربو والحساسية المزمنة عند أصحاب الأمراض التنفسية المزمنة بفصلي الخريف والشتاء نظرًا للتقلبات الجوية التي تسبب نزلات شعبية حادة والتي تضر كثرتها نسيج الرئة لذا ينصح بعدم التواجد في الأماكن المزدحمة ووجود مسافة أمان كافية لعدم التقاط الفيروسات والحرص على التواجد في أماكن صحية ذات هواء متجدد.

 

وأشار أنه يرجي العلم بأن البرودة تسبب بطء سريان الدم في الأوعية الدموية ومع حلول الشتاء يزداد نهم المرضى تجاه الأكل بجانب قلة النشاط البدني والمجهود المبذول، مما يسبب تحول النشويات والسكريات لدهون مخزنة تؤثر سلبًا على الصحة.

 

وتطرق لنقطة أنهم يهملون شرب المياه لعدم شعورهم  بالعطش باستمرار مما يزيد من لزوجة الدم  فيصبحون أكثر عرضة للإصابة بالجلطات والأمراض ولعل هذا ما يفسر زيادة نسبة الإصابة بأمراض الشرايين التاجية وجلطات المخ والقلب في السنوات الأخيرة وخصوصًا خلال فصل الشتاء.

 

لذا نصح "تمراز" المرضى بأن يهتموا بشرب الماء، والاهتمام بتدفئة الجسم سواء بالملابس الثقيلة أو بالإكثار من السوائل الساخنة المناسبة للحالة الصحية، وتناول وجبات متوازنة العناصر لتقوية الجهاز المناعي ومن الأفضل أن يتم توزيع كميات الأكل على مدار اليوم بدلًا من أن يتم تجميعها في وجبتين فقط، بالإضافة إلى الحفاظ على المجهود البدني الخفيف مثل المشي لنصف ساعة لتنشيط الدورة الدموية وسريان الدم بانتظام في الأوعية، وأوصى مرضى الضغط بقياس ضغطهم دوريًا والانتباه لأي تغير فيه، مع الالتزام بتناول الأدوية وإجراء الفحوصات الدورية بانتظام ومتابعة الطبيب كل فترة لتحديد الأدوية المزمنة المناسبة للاستفادة القصوى من موادها الفعالة.