تحلم كل سيدة أن تصبح جميلة وتبدأ رحلة البحث للاهتمام بقوامها لتشبه عارضات الأزياء وبالفعل تجري وراء خرافات التجميل والخضوع لعمليات نحت القوام دون وعي كاف وإدراك فوائدها وأضرارها بشكل كافِ لذا كان ولابد أن نتوجه للدكتور محمد عامر أخصائي الجراحة العامة والتجميل ليوضح لنا معتقدات خاطئة نجهلها والذي بدأ حديثه قائلًا إن: في الآونة الأخيرة ازدهرت ثقافة اللجوء لعمليات التجميل من أجل الاهتمام بالذات، سواء كانت العملية ضرورية أو لإخفاء عيب محدد في الجسم، وعلى الرغم من أن هذه العمليات أصبحت أكثر انتشارا بين الذكور والإناث، إلا إن هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة المنتشرة حولها.
الزيادات القليلة بالوزن لا خوف منها
أبرز وأهم تلك المعتقدات أن هناك بعض المخاوف التي نواجهها مع المرضى وخصوصا بعد عمليات نحت القوام، على رأسها أنه أصبح حرًا ويستطيع تناول ما يريد من الطعام، والبعض الآخر يخاف من ظهور الدهون مرة أخرى إذا أكل بشكل طبيعي ولكن في مكان جديد مخالف لمكان العملية الأساسي، لذلك أشدد القول على أن العملية ما هي إلا خطوة لتحسين حياة الإنسان وصحته، وبل وتصبح عاملًا محفزًا له في اتباع أسلوب حياة صحي، فضلًا عن المواظبة على التمارين الرياضية حتى يحافظ المريض على النتيجة التي وصل إليها.
وبالرغم من ذلك فزيادات الوزن القليلة لا ينجم عنها أية مشكلات، وسيزيد الجسم بالشكل نفسه الذي حصل عليه بعد العملية، لأن عمليات نحت القوام ليس الغرض منها إنقاص الوزن، بل ضبط شكل الجسم من خلال توزيع الدهون بمثالية، فالشكل المثالي لجسم المرأة ليس الكمثرى أو التفاحة بل الساعة الرملية، أما الشد فيكون التعامل مع الجلد المترهل والدهون الزائدة معاً.
مؤشر BMI يحدد نوع العملية
أما المعتقد الثاني فهو الخلط بين أسماء عمليات التجميل المختلفة بين الكثير من المرضي، فعمليات الشد وشفط الدهون ونحت القوام، مختلفة عن عمليات السمنة، مثل تكميم المعدة وتغيير المسار التي يلجأ إليها المريض للعودة إلى وزنه الطبيعي، ويكون ذلك بناءً على نتيجة مؤشر يُسمى "BMI"، الخاص بمعرفة السمنة المفرطة والزيادة العادية لكل مريض، فعمليات النحت جروحها صغيرة ويبلغ طولها تقريبا نصف سم، وتكون نتيجتها أفضل كلما كان الوزن أقرب للوزن الطبيعي، لأنها عمليات نقوم فيها بنحت وتحديد شكل الجسم والعضلات الطبيعية، أما التكميم وتحويل المسار فتكونان للمرضى أصحاب السمنة المفرطة، الذين حاولوا ممارسة الرياضة واتباع العديد من الأنظمة الغذائية الصحية ولكن لم يصلوا للنتيجة المرجوة.
مصارحة المريض تحميه من العواقب الخطيرة
واستطرد "عامر" قائلاً: هناك مرضي لا يعتبرون المكملات الغذائية أدوية ولا يخبروننا بأخذها، وهذا خطأ شائع جد، لذلك ننوه على ضرورة مصارحة المريض لطبيبه المعالج بجميع الأدوية التي يتناولها ومناقشة تاريخه المرضي معه، لمعرفة إذا كان يعاني من نقص في عنصر ما أو حساسية من مركب دوائي معين، وبالتالي سيعود ذلك بالنفع على المريض حتى لا يفاجأ الدكتور أثناء العملية ويصل إلى نتائج لا تحمد عقباها من قبل المريض، ولكن عند إخبار الطبيب يتم ترتيب أفضل إجراء صحي له.
التكلفة ليست دليلا على الجودة
هناك معتقد آخر شائع بين الكثير، أن اسم وسمعة الدكتور أهم من التكلفة، بالرغم من أن اختلاف الأسعار بين الأطباء يكون لاعتبارات كثيرة، فمثلاً المكان الموجودة فيه العيادة، والإجراءات والأجهزة التي يستعملها الطبيب، إضافة إلى خبرته ومدى ممارسته لتلك العمليات، فليس شرطًا أن التكلفة القليلة دليل على عدم تمكن الطبيب والعكس صحيح.
طبيعة جسم وجلد المريض عاملان لنجاح العملية
واختتم "عامر" حديثه مؤكداً أن نتيجة عمليات النحت والشد تعتمد على عدة عوامل، فإضافة إلى خبرة الدكتور وأدواته هناك طبيعة جسم المريض وجودة جلده وقوة عضلات بطنه، مع العلم أن عمليات التجميل كسائر العمليات يمكن أن يكون لها مضاعفات، ولكن يتم تجنبها وتفاديها من خلال إجراء التحاليل والأشعة المطلوبة للمريض قبل العملية، واختيار غرف عمليات مناسبة فضلا عن استخدام أدوات معقمة لتجنب العدوي والمضاعفات.