لحياة أطول.. مارسي رياضتك المفضلة في المساء
لحياة أطول.. مارسي رياضتك المفضلة في المساء
7 يوليو 2024


أظهرت نتائج الكثير من الدراسات أن الأفراد الذين يمارسون التمارين الهوائية بانتظام يعيشون عمرًا أطول من غيرهم ممن لا يمارسونها بانتظام، كما يقل لديهم خطر الوفاة الناتجة عن الكثير من الأسباب، مثل أمراض القلب وبعض أنواع السرطان.

ووفقاً لما نشرته مجلة strong فإن الوقت الأفضل لممارستك الرياضة هو المساء. تقول المجلة :تابع الباحثون في جامعة سيدني أخيرًا مسار 30 ألف شخص على مدى ثماني سنوات تقريبًا، وكانت النتائج التي توصلوا إليها تؤكد ارتباط القيام بمعظم النشاط البدني اليومي في المساء بأكبر الفوائد الصحية لأولئك الذين يعانون من السمنة.

وكشف الباحثون أن أولئك الذين مارسوا النشاط البدني الهوائي المعتدل إلى القوي - وهو النوع الذي يرفع معدل ضربات القلب ويمنعنا من التنفس - بين الساعة 6 مساءً ومنتصف الليل، كان لديهم أقل خطر للوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.


وتعلق على هذه الدراسة الدكتورة نيرمين فاروق حسن - ماجستير فسيولوجيا الرياضة وحاصلة على دكتوراة التربية الرياضية جامعة حلوان - فتقول: ممارستنا الرياضةَ تقينا من أخطار الموت المبكر سواء في الصباح أو المساء، لكني أرى أن ممارسة التمارين في الصباح يمكن أن تكون أكثر فعالية من ممارستها في المساء، بالنسبة إلى عملية الأيض وحرق الدهون.

يتفق ذلك مع  ما ذكره علماء سويديون أن ممارسة الرياضية في صباح اليوم تعد من أفضل الأمور التي يفعلها الإنسان، إن رغب في خسارة الوزن، وفق ما أوردت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ومع ذلك فالأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث المستقبلية.

وتتابع الدكتورة نيرمين أنه نُشرت كذلك دراسة في مجلةProceedings of the National Academy of Sciences العلمية، وأجريت على الفئران، ووجد العلماء أن الجينات المشاركة في تحطيم الدهون وإنتاج الطاقة برزت بشكل كبير لدى الفئران التي تمارس النشاط في الصباح، مما يشير إلى أن لديها تأثيراً كبيراً في معدل الأيض.

أما في الإنسان فتحدد عملية الأيض معدل عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم، وعليه عندما يكون هذا المعدل مرتفعا فإن الإنسان يفقد الوزن بشكل أكبر.

وتضيف: تحضرني نتائج دراسة حديثة نُشرت هذا العام على موقع "إندبندنت" قام بها الخبراء بجامعة سيدني، ومفادها أن المشي الذي يصل إلى 10 آلاف خطوة يوميا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة بغض النظر عن مقدار الوقت المتبقي الذي تقضيه في الجلوس، لأن الذين يقضون الكثير من الوقت في الجلوس، سواء على مكاتبهم أو لمشاهدة التلفزيون، يصابون بالسمنة، وهم أكثر عرضة للموت المبكر والإصابة بأمراض القلب.

وبشكل عام فإن المشي بين 9 آلاف إلى 10500 خطوة يوميا يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 39% وخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة 21%، لذلك أنصح الجميع بالبقاء نشطين من أجل صحة القلب والدورة الدموية من خلال ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 150 دقيقة في الأسبوع، لأن نتائج الدراسات أظهرت أنه "كلما كنا أكثر نشاطا، تمكنا من تقليل مخاطر الموت المفاجئ والمبكر الناتج عن أكثر الأمراض خطورة والقاتل الأول في العالم، وهي أمراض القلب".



وتكون ممارسة التمارين الهوائية مهمة جدا في الصباح الباكر أو المساء، لأنها مفيدة جدا لمرضى السمنة للوقاية من زيادة الوزن، حيث إنها تساعد مع اتباع نظام غذائي صحي، على فقدان الوزن والوقاية من اكتسابه مرة أخرى، كذلك تعمل على زيادة اللياقة البدنية والقوة والقدرة على التحمل، وتساعد التمارين الهوائية المدعومة بحمل الأوزان، مثل المشي، على تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام، كما يمكن تحسين صحة القلب والرئة وقوة العظام والعضلات بمضيّ الوقت، وهذا هو المطلوب صحة ولياقة ورشاقة.

كما أن التمارين الهوائية تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2 ومتلازمة التمثيل الغذائي والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان، حيث تنشّط التمارين الهوائية الجهاز المناعي بطريقة جيدة، وهذا يجعلنا أقل عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية البسيطة، مثل نزلات الزكام والأنفلونزا.

وقد تساعد التمارين الهوائية على خفض ضغط الدم والسيطرة على سكر الدم، كما يمكنها أن تقلل الشعور بالألم وتحسِّن الوظائف في المرضى المصابين بالتهاب المفاصل، كما يمكنها أيضًا أن تحسِّن جودة الحياة واللياقة البدنية في المصابين بالسرطان، وإذا كنت مصابًا بمرض الشريان التاجي، فقد تساعدك التمارين الهوائية على التحكم في حالتك المرضية. كذلك فإن التمارين الهوائية مهمة للقلب المضخة الربانية التي تعمل من دون توقف، وإن كان القلب القوي لا يحتاج إلى أن ينبض بسرعة لأنه يضخ الدم بكفاءة أكبر، مما يحسن من تدفق الدم إلى جميع أجزاء الجسم، فالتمرينات الهوائية تعزز البروتين الدهني مرتفع الكثافة، أي الكوليسترول "المفيد"، وتقلل من البروتين الدهني منخفض الكثافة، أي الكوليسترول "الضار"، وقد يؤدي ذلك إلى تراكم أقل للدهون الموجودة في الشرايين.


وتضيف الدكتورة نيرمين: الحديث في العلم هو أن التمارين الهوائية تخفف من حدة الاكتئاب، وتحد من التوتر المرتبط بالقلق، وتعزز الاسترخاء، ويمكن أن تحسن صحتك العقلية وتقديرك لذاتك، والأكيد أن ممارستها يمكنها أن تحسن النوم أيضًا.

قد نشعر بالتعب عند بدء ممارسة التمارين الهوائية المنتظمة للمرة الأولى، لكنها تحافظ على نشاطك واعتمادك على نفسك كلما تقدم بك العمر، ولكن على المدى الطويل، ستستمتع بزيادة قدرتك على التحمل ويقل شعورك بالإرهاق، وهذا يمكن أن يساعدك على الحفاظ على قدرتك على الحركة عند تقدمك بالعمر، كما يمكن للتمارين أيضًا أن تقلل من أخطار السقوط والإصابات الناجمة عنه لدى البالغين وكبار السن، ويمكنها أيضًا تحسين جودة الحياة.

كما يمكن للنشاط البدني المنتظم أن يساعد على حماية الذاكرة والتفكير المنطقي وإصدار الحكم ومهارات التفكير (الوظيفة الإدراكية) لدى البالغين وكبار السن، ويمكنها أيضًا أن تحسِّن الوظيفة الإدراكية لدى الأطفال والبالغين الأصغر سنًا، ويمكن أن تساعد على الوقاية من الدخول في مرحلة الخرف وتحسين الإدراك لدى المرضى المصابين به.

الأكثر قراءة