ما بين عالم مشتعل وحروب في الجوار، ومناخ متطرف شديد الحرارة وأزمات اقتصادية وارتفاع للأسعار، ومشكلات عمل، ومشكلات شخصية، نعيش اليوم وسط كمًّا من التوتر والقلق، لا نجد مكانا أو جهة للتنفيس أو البوح بما نعانيه.
وكما قال سيجموند فرويد، مؤسس علم التحليل النفسي: "المشاعرُ المكتومة لا تموت أبدًا، إنها مدفونةٌ وهي على قيد الحياةِ وستظهرُ لاحقًا بطرقٍ بَشِعة"، وللأسف فإن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تؤكد صدق "فرويد"، حيث تؤثر الاضطرابات النفسية على شخص واحد من كل 8 أشخاص حول العالم، بما يمثل 970 مليون شخص حول العالم.
وأكدت الدراسات أنه نحو 280 مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئاب، فيما تشير الأرقام الرسمية للانتحار إلى أن أكثر من 700 ألف شخص ينهون حياتهم في كل عام، إضافة إلى أنه أظهرت الدراسات أن متابعي الحرب عبر التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرهما من أشكال وسائل الإعلام يمكن أن يتأثروا بالقدر نفسه الذي يتأثر به الأفراد الموجودون داخل نار الحروب، حيث إن التعرض المفرط للمواد الإعلامية العنيفة والسلبية يتسبب في آثار نفسية حادة وطويلة الأمد، ويمكن أن تترجم لأعراض جسدية مثل التهاب المفاصل الروماتودي وأمراض القلب والأوعية الدموية، وغيرها من المشكلات الصحية الناجمة عن ارتفاع هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر.
عشرات التطبيقات للعلاج النفسي انتشرت أخيرا تطبيقات الهواتف الذكية التي تهتم بقطاع الصحة النفسية وتعمل بالعلاج السلوكي المعرفي أو حتى تقدم الاستشارات والعلاج النفسي "أون لاين"، خصوصا بعد جائحة كوفيد19 التي أسهمت في تفعيل العمل عن بعد.
ووفقا لدراسة لـمنصة البيانات العالمية DATAREPORTAL فإن 64.6% من سكان العالم - نحو 5.18 مليار شخص من أصل 8.03 مليار نسمة يستخدمون الإنترنت، وهي نسبة ضخمة تنبئ بأن هناك ثورة في العلاج النفسي عبر الانترنت، خصوصا في المجتمعات العربية التي ما يزال الوصم المجتمعي إضافة إلى ارتفاع تكاليف العلاج النفسي يمثلان حاجزا أمام تلقي الرعاية الطبية النفسية المناسبة، وقد أكدت عدة دراسات طبية أن أثر العلاج النفسي عبر الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية أثبتت نجاح العلاج السلوكي المعرفي "أون لاين" في إحداث تقدم واستجابة جيدة في علاج المرضى الذين يعانون من الاكتئاب.
تطبيقات ومواقع العلاج النفسي عن بعد ومن أشهر المواقع والتطبيقات علي الموبايل والإنترنت التي تقدم علاجا ومشورات نفسية تطبيق "شيزلونج" الذي يقدم اختبارات النفسية مقدمة من منصة متخصصة في العلاج النفسي عبر الإنترنت، وتطبيق "أيادي" لتقييم نفسيتك مجانًا و"الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان" وهي منصة أطلقتها وزارة الصحة المصرية تقدم خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان، و"منظمة الصحة العالمية"، وموقع "WHO" الذي يقدم عددا من الأدلة المبسطة والموجزة للتوعية بالمرض النفسي والمساعدة في تجاوزه، وتطبيق Loóna"" لتحسين المزاج ويعمل على معالجة العواطف السلبية المتراكمة خلال اليوم، للمساعدة على الوصول إلى نوم هانئ، وتطبيق " Sleep Tracker" ليساعد على التخلص من التوتر والأرق ويتعقب دورات النوم ويراقب جودتها، ويتيح منبهًا ذكيًّا يخفف من مشكلات النوم وينتقي الوقت الأمثل للاستيقاظ، وتطبيق "نفس " وهو تطبيق عربي مجاني يساعدك على زيادة المرونة النفسية.