من الأدوات التي تخفف من حدة التوتر والقلق والأمراض النفسية (الفضفضة)، وتسمى في علم النفس بالتنفيس الانفعالي؛ وهي البوح وإطلاق العنان للفكر والمشاعر، فكل منا يتحدث عن مشاعره وأفكاره بطريقة مختلفة؛ فالبعض يمارس الرياضة وهواياته ومواهبه لتفريغ همومه المكبوتة، والبعض عن طريق كتابة الخواطر وسرد القصص، والبعض يلجأ إلى البكاء للتحرر من الأثقال، وكل هذا يجنب الإنسان بقدر المستطاع الإصابة بأمراض العصر كارتفاع الضغط وأمراض القلب، على عكس الكبت النفسي أو عدم التنفيس الذي يؤدي إلى الإصابة بالضغط والتوتر يليهما قائمة طويلة من الأمراض.
الفضفضة في العلاج النفسي أولى خطوات العلاج، بمعنى ترك المريض يتحدث ويبكي ويخرج كله مشاعره وينصت إليه باهتمام طبيبه المعالج حتى يصل إلى مرحلة من الارتياح لأنه أخرج مشاعره المكبوتة، لذلك أطلقت نرمين الدمرداش استشاري أسري وتربوي وعلاقات زوجية ومرشد نفسي "مبادرة فضفضة نفسية نسائية" لكي تسهم في حل مشكلات النساء من حولها، ونجحت بشكل كبير في تحقيق المرونة النفسية والوصول إلى الصلابة التي تتغلب بها على ظروفها ومشكلاتها.
- ما مبادرة جلسات الفضفضة التي أطلقتِها، وما هدفها؟
جلسات الفضفضة محاولة للترويح عن النفس بالدعم النفسي والمعنوي والتخفيف عن أي ضغوطات نمر بها، ونشجع بعضنا على كل ما هو إيجابي ومثمر ومريح للنفس والقلب، و على القرب من رب العالمين أكثر واحتواء بعضنا البعض، ونتشارك الأفكار الإيجابية والفعالة التي تخدم الجميع لحياة أكثر هدوءا وراحة نفسية أفضل، والتحرر من الضغوطات المتراكمة والمعيقة بقدر المستطاع، وتفيد جلسات الفضفضة في التنفيس عن مشاعرنا وعدم كبتها لأنها من أهم الأمور لتحقيق المرونة والوصول إلى الصلابة النفسية التي تساعدنا على مواجهة مشكلاتنا وظروفنا الصعبة المجهدة، واستقبال الحياة برضا وحب، ومن خلالها تستطيع المرأة أن تنتج وتبدع في عملها وبيتها وتستطيع أن تربي أبناءها بطريقة سليمة وسوية.
- متى بدأت فكرة المبادرة، وكيف توسعت؟
كنت أعمل في مجال الاستشارات الأسرية والعلاقات الزوجية والإرشاد النفسي بالشكل التقليدي، ثم فكرت في عمل جلسات نسائية للفضفضة مع الصديقات والنساء في الأسرة والجيران وزميلات العمل، وعندما وجدت أن تلك الجلسات تأتي بمردود نفسي جيد وتساعد على زيادة الثقة لدى المرأة، وتساعدها على التغلب على مشكلاتها سواء في حياتها الزوجية أو في عملها أو علاقتها بالآخرين، لاحظت أنها أخرجت كل الإيجابيات في شخصية هؤلاء النساء، وأخرجت مخزونا كبيرا من الإبداع والموهبة، فقررت أن أتوسع في عمل تلك الجلسات بإطلاق مبادرة للفضفضة منذ سنة ونصف السنة، لأساعد أكبر عدد ممكن من النساء صاحبات المشكلات والأزمات في مصر والوطن العربي .
- هل لاحظتِ أن تلك الجلسات أفادت وساعدت النساء المشتركات فيها؟
من خلال جلسات الفضفضة استطعت مساعدة عدد كبير من النساء والمراهقات في استشارات عدة وتأهيل نفسي، وعمل حوارات ونقاشات وتنفيس عن كل الضغوطات التي يمكن أن تتعرض لها المرأة خاصة، وبالفعل أنقذت تلك الجلسات حالات كثيرة حاولت الانتحار أكثر من مرة، وبعد جلسات عديدة والإنصات الجيد المثمر وإعطائهن الأمل والحب والاهتمام والإرشاد والتوجيه استطعن أن يتغلبن على أسباب مشكلاتهن ويأسهن.
- من خبرتك مع تلك الحالات ماذا يتغير فيهن بعد جلسات الفضفضة؟
صرن أحسن على المستوى النفسي والشخصي والمهني، واستطعن أن يرين جمالهن الداخلي وذاتهن ومزاياهن وشخصيتهن الجميلة، وكيف يقدرن على التكيف والتأقلم مع ضغوطاتهن ومشكلاتهن الشخصية والنفسية والمهنية والزوجية.
- أشرتِ إلى أن الجلسات تساعد على حل المشكلات الزوجية، كيف ذلك؟
بالفعل كانت هناك حالات كثيرة لنساء يرغبن في الطلاق، أو قد يُطلقن بالفعل، وبعد الجلسات النفسية بالفضفضة عدن إلى سلامهن النفسي واستطعن أن يقمن العلاقة بشكل صحيح، وأصبحن يبحثن عن حلول أكثر لمشكلاتهن ويتقبلن سلبيات شريك الحياة.
- هل الجلسات لا بد أن تكون بشكل مباشر أم يمكن أن تكون عن بعد؟
في البداية كانت الجلسات مباشرة، ثم فكرت في أن أتوسع من خلال عمل جلسات جماعية أون لاين وعن طريق خاصية الزوم لأساعد أكبر عدد ممكن من النساء بشكل مجاني وتطوعي، وبخاصة أن ذلك العلاج في مصر وفي الخارج مكلف ، ولا تقدر عليه كل الطبقات من النساء، وقد فرقت معهن ومع الوقت تغيرت شخصياتهن تغييرا جذريا، وتتحول من الهشاشة والضعف إلى القوة والتحدي، كما أنه من خلال المبادرة وطرق إقامتها سواء مباشرة أو غير مباشرة نقدم الوعي النفسي اللازم للمرأة في كل المجالات.