كشف باحثون عن أن رحلات الفضاء، حتى القصيرة منها، تغير بيولوجيا أجسام رواد الفضاء بطرق لم نكن نفهمها تماما.
مجلة Discover ذكرت أن هناك العديد من التأثيرات البيولوجية لرحلات الفضاء القصيرة في رواد الفضاء، وتحمل بعض المخاطر الصحية التي حذر منها الباحثون أخيرا، من أبرزها التعرض للإشعاع، حيث يتعرض رواد الفضاء لجرعات من الإشعاع الكوني أعلى بكثير مما يتعرض له البشر على الأرض، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الخلايا ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
كما يتعرض رواد الفضاء إلى اضطرابات في التوازن، حيث يفقدون شعورهم بالجاذبية في الفضاء، كما يصابون بضعف العظام والعضلات، لأن انعدام الجاذبية يفقد العظام كثافتها والعضلات قوتها.
ويتعرضون أيضا لبعض التغيرات في الجهاز الهضمي، حيث يعانون من الغثيان والقيء وفقدان الشهية بسبب تغيرات الجاذبية، ومن الممكن أن تضعف مناعة أجسامهم ويصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
وأشارالباحثون إلى أن بقاء رواد الفضاء في الرحلات الفضائية لفترات طويلة يزيد من المخاطر السابقة، فقد يصابون بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكر وبعض أنواع السرطان، وقد يعانون من الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم بسبب العزلة والضغوط النفسية.
ذكر الباحثون أن وكالات الفضاء تعمل جاهدة لتطوير تقنيات جديدة لحماية رواد الفضاء من مخاطر الرحلات الفضائية، وتشمل بعض هذه الجهود حماية أفضل من الإشعاع، حيث يتم تطوير مركبات فضائية وبدلات فضائية توفر حماية أفضل من الإشعاع الكوني.
وللحفاظ على صحة العظام والعضلات يُطلب من رواد الفضاء ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة بانتظام في الفضاء، وللحفاظ على صحة الجهاز الهضمي يوضع نظام غذائي خاص لرواد الفضاء يحميهم من الأمراض ويعزز مناعتهم، ويتم أيضا توفير الدعم النفسي لهم لمساعدتهم على التعامل مع الضغوط النفسية التي قد تواجههم في الرحلات الفضائية، بخاصة الرحلات الطويلة، وذلك لضمان سلامتهم خلال المهام الاستكشافية التي يقومون بها.