تصوير حسن عمار
سحر الشرق وحي إلهام لكثير من الفنانين في كل المجالات سواء الرسم أو النحت أو صناعة الموضة، هذا ما أكده المصمم الإيطالي إيليو فيرارو المدير الإبداعي لبيت الأزياء الإيطالي إيليو فيرارو الذي صمم للمرة الأولى مجموعة من القفطانات الرائعة والمميزة، وقرر أن يكون أول عرض لها في مصر.
في أمسية ساحرة وسط مكان ساحر وجمهور رائع كان عرض أزياء القفطانات في مصر، وبالتحديد في حديقة السفارة الإيطالية، وبرعاية سعادة السفير الإيطالي بمصر ميشيل كوارونى، وزوجته فيرونيكا كوارونى، وكان هذا للاحتفال بالتأثير العربي في الثقافة الموروثة لجزيرة صقلية.
وقد أعرب فيرارو في بداية حديثه عن كرم السفير وزوجته وحسن ضيافتهما له.
- هل هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها بتصميم قفطانات؟
نعم، وتضم المجموعة نحو 30 قطعة وقد قمت بتجميع الأقمشة الخاصة بها من بلدان عدة، ومعظمها يرجع تقريبا للقرن التاسع عشر، ولذلك هذه المجموعة لا يمكن تقليدها ولا يمكن تكرارها، فكل قطعة منها فريدة تنم عن رفاهية شديدة، لأنه لا يوجد منها إلا واحدة فقط، فالمهم هنا ليس اسم بيت الأزياء، وليس السعر أو القيمة المادية، ولكن التفرُّد والأحادية في كل قطعة.
- من أن أين أتتك تلك الفكرة؟
من خلفيتي الثقافية، فأنا من مواليد جزيرة صقلية، والقفطان جزء من الموروث الثقافي، فجزيرة صقلية تعد هي الرابط بين الثقافة الإيطالية وطرازها وبين العالم العربي، ولهذا أردت تقديمه بطريقة عصرية عن طريق استعمال أقمشة حصرية ليكون كل قفطان قطعة واحدة فريدة من نوعها، فهذه القفطانات كلها مصنوعة يدويا ومستوحاة من الموروث العربي الغني بالجزيرة، وكل قطعة لا تمثل فقط التصميم، ولكن هناك قصة وراء كل قطعة تجعل جمال القفطان ينبض بالحياة.
-
هل ستباع هذه المجموعة في مصر أم في إيطاليا؟
هذه المجموعة سوف تقوم بجولة في الشرق الأوسط، وقد اخترت مصر لتكون هي الخطوة الأولى لهذه الجولة، وهذا ـ وبمنتهى البساطة ـ بسبب حبي الشديد لها، وأعتبر نفسي محظوظا بهذا الحب، وبالرغم من أنني لم أعش بمصر من قبل إلا أنني أنوي وأخطط للإقامة بها قريبا في العام المقبل، فأنا أسمع أن مصر من أجمل بلدان العالم التي يمكن الحياة فيها، كما أن لغة شعبها يفهمها أي عربي من المحيط للخليج، أنا الآن مشغول جدا، ولكن أحاول أن أكون العام القادم محملا بأقل مسئوليات.
-هل كان اختيار هذا التوقيت تحديدا لإطلاق المجموعة مقصودا؟
بالفعل كان اختيار هذا التوقيت تحديدا مثاليا وموفقا للغاية؛ لتزامن انطلاق المجموعة مع حلول شهر رمضان، والقفطان يعد رمزا من رموز الأناقة الرمضانية.
- حدثني عن مجموعتك الشتوية الأخيرة.
عادة لا ألتزم بتقديم مجموعة صيفية وأخرى شتوية؛ لأنني لا أتبع مواسم الموضة، ولا ألزم نفسي بالضرورة بنظامها، فأنا أتبع فقط الإلهام والوحي الخاص بي، وليس السوق أو اتجاه الموضة العالمي، السوق يجب أن تنتظر المبدعين لأنهم لا يتبعونها.
في رأيي الخاص أن الإنتاج الزائد للأزياء وصناعة الموضة السريعة يدمران سوق الموضة العالمية، ولهذا أحاول تقديم أزياء حصرية، فعندما أكون جاهزا أقدم عرض أزياء، وليس بسبب جدول المواعيد الثابت عالميا.
- هل قمت بزيارة بلد ما وأثر فيك وفي تصميماتك؟
مصر أثرت فيَّ من الناحية العاطفية، ولكنني متأثر بالثقافة العربية عامة من المحيط للخليج، أي من دول المغرب العربي إلى دول الخليج العربي.
- هل ترى تماثلا بين الثقافتين الإيطالية والعربية؟
هناك عناصر مشتركة كثيرة بين الثقافتين والحضارتين، وحتى الشعوب والذوق العام، ويظهر هذا جليا في جزيرة صقلية مسقط رأسي.