زينب محمد
ليس من السهل دائمًا فهْم ردود أفعال معينة لدى الأطفال المصابين بالتوحد والرد عليها، ومع ذلك، غالبًا ما يكفي معرفة هذا الاضطراب بشكل أفضل والقليل من التعاطف لقبول الاختلاف.
هناك ملايين الأشخاص يعانون من اضطراب طيف التوحد، فالتوحد هو إعاقة في النمو العصبي تؤثر بشكل ملحوظ على التواصل والتفاعلات الاجتماعية والاهتمامات، وهناك أشكال مختلفة من التوحد تكون أكثر أو أقل خطورة، ولذلك فإننا نتحدث عن "اضطرابات طيف التوحد" أو "اضطرابات النمو الشاملة" (PDD) لمراعاة التباين الكبير في الإعاقة.
نتحدث عنها كثيرًا، لكننا لا نزال نواجه صعوبة في فهمها والترحيب بها بكل اللطف اللازم ومع ذلك كما يقول فلوران تشابل، رئيس خدمة معلومات التوحد، بشكل جيد، "الأمر متروك لنا لقبول الفرق" ماذا لو بذلنا القليل من الجهد لمعرفة المزيد عن مرض التوحد؟ في بعض الأحيان، يتضمن الأمر أشياء صغيرة جدًا، لكنه يمكن أن يغير كل شيء.
التوحد ليس مرضا
إنه ليس مرضاً، وليس معدياً! ولذلك لا يوجد علاج دوائي "لعلاجه"، بل إنه عائق، عليك أن تتعلم كيف تتعايش معه، والشيء الرئيسي هو أن تحصل على دعم جيد، ولكن في بعض الأحيان للأفضل! فعلى سبيل المثال، يعاني إيلون ماسك (الرئيس التنفيذي لشركة SpaceX والمدير الإداري لشركة Tesla) من متلازمة أسبرجر، وهذا لم يمنعه من القيام بأشياء عظيمة، بل على العكس تماما.
احترموا حساسيتنا
يعاني معظم المصابين بالتوحد من نقص الحساسية الحسية أو فرط الحساسية، بمعنى آخر قد يكون لديهم نقص في رد الفعل أو على العكس من ذلك، ردود فعل قوية جدًا تجاه أشياء مختلفة مثل الضوضاء والضوء، ويمكن أن يكون للمداعبة البسيطة تأثير الصفعة! لذلك لا تلمس طفلاً مصاباً بالتوحد دون موافقته، حتى لو كنت تعتقد أنك ستطمئنه بوضع يدك على كتفه، وبالمثل لا تصرخ في حضوره واخفض صوت الراديو/التليفزيون.
لا تعطل روتيني
يحتاج الأطفال المصابون بالتوحد إلى طقوس ليشعروا بالارتياح، ولذلك يجب علينا أن نحترمهم قدر الإمكان، بخاصة إذا كانوا لا يشكلون مشكلة ويطمئنون، من ناحية أخرى، عندما تصبح إشكالية ومقيدة للغاية، فمن الممكن محاولة إجراء تغييرات صغيرة بلطف، لتجنب الكثير من التشدد.
اضطرابات سلوكية
يعاني المصابون بالتوحد من اضطرابات سلوكية، مما يجعلهم في بعض الأحيان يتفاعلون بشكل غير مناسب مع مواقف معينة: مثل الانفعال، الصراخ، البكاء، العدوانية وغيرها، وتعتبر ردود الفعل هذه نتيجة الانزعاج، الإحباط، عدم الفهم، الألم، وهذه هي الطريقة التي سوف يعبرون عن مشاعرهم، التي لا يستطيعون التعبير عنها بطريقة أخرى، عن طريق سكب كل شيء على الطاولة على سبيل المثال، وبدلاً من الحكم عليهم، فكر في طمأنتهم، ولا تقل لهم أن يهدأوا!
أريد أن أذهب إلى المدرسة
وهذه واحدة من المشكلات الكبيرة التي تواجهها العائلات، إذا كان التسجيل في المدارس للأطفال ذوي الإعاقة إلزاميا منذ عام 2005، فمن الناحية العملية، فإن الأمر معقد للغاية بسبب نقص الموارد والمدرسين المدربين ومساعدي الحياة المدرسية للعثور على مكان، لكننا نعلم الآن أن أفضل مكان لهم هو مع الآخرين (وليس ركنهم في المراكز المتخصصة)! ويجب أن تتغير العقليات، والملاحظة هناك تؤكد فلوران تشابل: إن المدارس التي ترحب بالأطفال المعاقين ترى أن مستواهم يرتفع ويتمتعون بتماسك جماعي أفضل.
أخبرني بالأمور بشكل واضح ومباشر
عند التعامل مع طفل مصاب بالتوحد، ابذل جهدًا، فمن المهم التحدث ببطء وصياغة تعليمات بسيطة، لا انعطافات ولا سخرية... ضع نفسك مكانهم، وابذل الجهد للوصول إلى مستواهم (في الواقع، هذا ينطبق على جميع الأطفال!).
تقبل اختلافاتنا
ماذا لو توقفنا عن الخوف من أولئك الذين لا يتناسبون معنا ؟
نعم، يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من مشكلات لغوية ومشكلات في التنشئة الاجتماعية... وأحياناً تكون لديهم ردود أفعال مفاجئ، لكن علموا أطفالكم ألا يسخروا وأن يقبلوا ويندمجوا.