زينب محمد
التوحد هو اضطراب معقد غالبًا ما يتم الخلط بينه وبين حالات أخرى بسبب أعراض مشابهة، ويمكن أن يكون تحديد اضطراب طيف التوحد (ASD) أمرًا صعبًا، بخاصة بسبب أوجه التشابه العديدة بين مرض التوحد وغيره من الحالات النمائية العصبية أو النفسية حيث تسلط بوزينا زاويسز، عالمة النفس والمتخصصة في مرض التوحد، الضوء على أهمية التقييم الدقيق والمتمايز لتجنب التشخيص الخاطئ في مرحلة الطفولة.
وفي مقال نشر في مجلة علم النفس أكدت بوزينا على أن الآباء والمهنيين بحاجة إلى أن يكونوا على دراية جيدة بمعايير تشخيص اضطراب طيف التوحد لتمييز مرض التوحد عن الاضطرابات الأخرى التي قد تظهر مع أعراض مماثلة، حيث يوضح الطب النفسي أن الآباء يلعبون دورًا حاسمًا في مراقبة سلوكيات أطفالهم والتواصل معهم، مما يسمح للأطباء بإجراء تشخيص أكثر دقة، ولكن كيف يمكنك معرفة ما إذا كان هذا هو التوحد حقا؟ سنشرح لك ذلك.
التعرف على علامات التوحد
يعتمد تشخيص مرض التوحد على معيارين رئيسيين: أولا صعوبات التواصل الاجتماعي والسلوكيات المقيدة والمتكررة، في التواصل الاجتماعي، حيث يشمل ذلك العجز في التبادل الاجتماعي والعاطفي، والتواصل غير اللفظي، وتطوير العلاقات.
ويساعد التقييم الشامل والمفصل من قبل المتخصصين على فهم هذه الاختلافات بشكل أفضل وتقديم تشخيص دقيق. ومن خلال الاطلاع الجيد، يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية تحديد علامات محددة وطلب المساعدة المناسبة، مما يضمن رعاية فعالة وشخصية.
التوحد و الاضطرابات الأخرى
يمكن بسهولة الخلط بين مرض التوحد والاضطرابات الأخرى ذات الأعراض المشابهة وذلك وفقًا لعالمة النفس بوزينا زاويسز، فقد يُظهر الأطفال الذين يعانون من اضطرابات اللغة التنموية صعوبات اجتماعية تشبه تلك التي تظهر عند الأطفال المصابين بالتوحد، لكن احتياجاتهم العلاجية مختلفة. وبالمثل، يمكن في كثير من الأحيان الخلط بين اضطراب الشخصية الحدية والتوحد بسبب التشابه في تحديات التواصل الاجتماعي والسلوكيات المتكررة.
فعلى سبيل المثال، قد يواجه الطفل المصاب باضطراب اللغة التنموي صعوبة في بدء محادثة أو فهم الإشارات الاجتماعية، وهي صعوبات موجودة أيضًا عند الأطفال المصابين بالتوحد، لكن استراتيجيات التدخل لهذه الاضطرابات ليست هي نفسها. في حين أن مرض التوحد غالبًا ما يتطلب أساليب وعلاجات سلوكية تركز على تحسين المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل، فإن اضطرابات اللغة التنموية تتطلب علاجًا لغويًا أكثر تركيزًا.