يجسد المتحف المصرى الكبير رؤية بعيدة المدى، وثباتا فى السياسة الثقافية الرامية إلى حفظ التراث الإنسانى ودراسته ونشره، حسبما أدلى سفير أوكرانيا بالقاهرة ميكولا ناهورني بتصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط مفادها أن الأول من نوفمبر يعد تاريخًا مميّزًا بالنسبة إلى المجتمع الثقافي العالمي، إذ ارتبط بافتتاح المتحف، ليصبح أكبر مجمع في العالم مكرّس لإحدى أقدم وأعظم الحضارات في تاريخ الإنسانية، والصرح الفريد سيغدو مركزًا حيًّا للثقافة والتعليم والإلهام للأجيال الحاضرة والمقبلة، ورمزًا لوحدة الإنسانية حول قيمٍ مشتركة هي المعرفة، والاحترام المتبادل، والسلام.
وأضاف ميكولا ناهورني أن افتتاح المتحف الكبير لا يُعد إنجازًا وطنيًّا لمصر فحسب، بل حدث ذو أهمية عالمية، يجسّد رؤيةً بعيدة المدى وثباتًا في السياسة الثقافية الرامية إلى حفظ التراث الإنساني ودراسته ونشره، فمثل هذه المشروعات العملاقة تُرسّخ مكانة مصر كمهد للحضارة وأحد القادة في الحوار بين الثقافات.. معبرا عن يقينه بأنّ هذا الصرح الفريد سيغدو مركزًا حيًّا للثقافة والتعليم والإلهام للأجيال الحاضرة والمقبلة، ورمزًا لوحدة الإنسانية حول قيمٍ مشتركة هي المعرفة، والاحترام المتبادل، والسلام.
وأوضح ميكولا ناهورني أن إنشاء المتحف الكبير له أهمية تتجاوز البعد الثقافي، إذ تفتح آفاقًا جديدة أمام قطاع السياحة، وتُسهم في تنمية البحث التاريخي وتعزيز التبادل الحضاري بين الثقافات، والمتحف من حيث الناحية العلمية يُجسّد بُعدًا آخر لا يقل أهمية، فهو ليس فقط مركزًا لحفظ وترويج تراث مصر القديمة، بل منبر جديد لتطوير التعاون الأكاديمي الدولي.
وبيَّن ميكولا ناهورني أن العلاقات الأثرية والعلمية بين أوكرانيا ومصر شهدت نشاطًا ملحوظًا، حيث قام علماء مصريات أوكرانيون بزيارات عمل إلى القاهرة وعقدوا لقاءات مع زملائهم المصريين والأجانب، وشاركوا في مؤتمرات علمية متخصّصة فضلا عن ذلك زاروا مواقع الحفريات قرب جبانة سقارة، في حين انضمّت مجموعات من الطلاب والباحثين الأوكرانيين إلى البعثات الأثرية الدولية، ولاسيما في معبد الملكة حتشبسوت قرب الأقصر، حيث تسهم هذه التبادلات في إثراء مدارسنا العلمية المتبادلة، وتعزيز الشراكة الثقافية بين البلدين .
وأكد ميكولا ناهورني أن المتحف الكبير ليس مجرد مخزن للآثار، بل هو نموذجٌ رائد في الجمع بين الأصالة والابتكار من حيث تصميمه المعماري الحديث، وتجهيزاته التقنية المتطورة، وإمكانية الزيارة التفاعلية بلغات متعددة، تجعله بحق متحف القرن الحادي والعشرين.
وعبر ميكولا ناهورني عن أمله في أن تُدرج اللغة الأوكرانية قريبًا ضمن خيارات المرشدات الصوتية في المتحف المصري الكبير، مشيرا إلى اعتقاده بأن خطوة كهذه ستكون مثالًا مشرفًا وبداية طيبة لتوسيع حضور لغتنا في المؤسسات الثقافية الرائدة في مصر، وتعد مصر الوجهة السياحية لأوكرانيا، ويعكس ذلك عمق الثقة المتبادلة، وصلابة الروابط الإنسانية، وصدق اهتمام شعبنا بالثقافة المصرية مشيرا إلى أن عدد السائحين الأوكرانيين بلغ 5ر1 مليون سائح عام 2021 .
وأعرب ميكولا ناهورني عن خالص التهاني للشعب المصري، وللرئيس عبد الفتاح السيسي، وللحكومة المصرية بهذه المناسبة البارزة.