التحق بالإذاعة في الجندية.. القارئ حجاج الهنداوي: أحب المستمع المتدبر لآيات القرآن
حاوره: هاني الزير
الشيخ حجاج رمضان الهنداوي قارئ رئاسة الجمهورية ومسجد المشير طنطاوي، التحق بالإذاعة عندما كان يؤدي الخدمة العسكريه عام 2000، سمعه الشيخ أبوالعينين شعيشع رحمه الله في أثناء قراءته بالمسابقة الدولية للقرآن الكريم التي يقيمها الأزهر والأوقاف وحصل فيها على المركز الأول، ونصحه بالتقدم إلى الإذاعة حيث أجيز قارئا معتمدا من أول اختبار، وقد كان لأسرته دور كبير في حفظه للقرآن، كما شجعه عمه وأهل بلدته على الأذان والإمامة والقراءة فى المناسبات حتى فاقت شهرته الآفاق.
تتمتع بصوت جميل فمن الذي اكتشفك وهل بدأت رحلتك مع حفظ القرآن قبل اكتشاف حلاوة صوتك أم بعده؟
وُلدت فى قرية بهرمس بمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة ومّن الله علىَّ بحفظ القرآن فى سن مبكره وكنت أحب تلاوة القرآن منذ نعومة أظافرى،
وعمى أحمد محمد الهنداوي هو من اكتشف حلاوة صوتى وشجعنى على تلاوة القرآن الكريم فى المناسبات، وشجعنى على ذلك أيضًا أهل القرية فكانوا دائمًا يقدموننى لأداء الأذان وإمامة الناس فى مسجد القرية استحسانًا لصوتى، وطالما حلمت أن أكون قارئًا لكتاب الله سائرًا على درب قراء الرعيل الأول، الذين تعلمنا منهم القرب من الله وتدبر آيات القرآن العظيم.
وما دور أسرتك في هذه الرحلة؟
كان لأسرتى دور مهم فى حفظى للقرآن، فأمى رحمها الله كانت تفرح عندما ترانى أحفظ وأقرأ القرآن فى البيت أو فى أى مناسبة قريبة فى القرية وكذلك أبى، وكان لأخى الأكبر الشيخ عيد الهنداوى عظيم الفضل فى تجويدى للقرآن الكريم على يديه.
هل اكتفيت بحفظ القرآن بعد اكتشاف موهبة الصوت أم قررت التوجه إلى معهد القراءات للتعمق في دراسة علوم القرآن؟
أتممت الحفظ والتحقت بمعهد القراءات لدراسة علوم القرآن الكريم وساعدنى على ذلك أخى الشيخ عيد الهنداوي.
كيف التحقت بالإذاعة ومن الذي شجعك على هذه الخطوة؟
قبل التحاقى بالجيش تقدمت للمسابقة الدولية فى ليلة القدر التى تنظمها وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وفزت بالمركز الأول وكرمنى وقتها الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، وحينها سمعنى الشيخ أبوالعينين شعيشع أثناء اختبارات المسابقة، وحثنى على التقدم للإذاعة، والتحقت حينها بالجيش وتقدمت للإذاعة وأنا فى الخدمة العسكرية ونجحت من أول اختبار بفضل من الله تعالى، وكنت قارئًا معتمدًا فى إذاعة القرآن الكريم عام 2000م، وكانت خير انطلاقة لى للشهرة على مستوى مصر والعالم الإسلامى، فإذاعتنا الموقرة صاحبة الفضل في أن يدخل صوتى كل بيوت المسلمين داعيًا إلى الله بمعجزة خير البشر وهى القرآن الكريم.
اهتم بعض القراء بدراسة المقامات الموسيقية متخذين الشيخ مصطفى إسماعيل مثلا وقدوة، فهل حصلت على دورات فيها؟
لم ألتحق بمعهد الموسيقى لكنى تعلمت فنون الأداء وسهولة التنقل بين القرار والجواب على يد بعض المتخصصين، وأرى أن المقامات الموسيقية وسيلة وليست غاية، وأنصح القراء الصاعدين بأن يتعلموا فنون التلاوة من كبار القراء، وصقل الموهبة بالدراسة والتثقف فى المقامات لتطوير الأداء والتمتع بالمرونة الصوتية فقط.
من وجهة نظرك هل دراسة المقامات الموسيقية صعبة وبماذا تنصح شباب القراء؟
ليست صعبة وعلى القراء الشباب الصاعدين أن يأخذوا منها ما يتناسب مع جلال القرآن الكريم.
معروف عنك إجادة التلاوة بأحكامها مع الصوت الجميل، لو صادفت قارئا يهتم بالنغم على حساب الأحكام كيف تتصرف؟
أقدم له النصيحة على انفراد وأرفض مزاملته فى المناسبات حتى أرى فيه توقيرًا لكتاب الله العظيم وانشغالًا بعلومه وأحكامه عن الانشغال بالنغم.
الضوضاء التي يحدثها المستمعون في السرادقات والحفلات تعبيرا عن إعجابهم بالقارئ هل تزعجك؟ وكيف يكون رد فعلك مع هؤلاء؟
أحب المستمع المثقف الواعى الذى يتدبر آيات القرآن الكريم ويسمع بقلبه تطبيقًا لقول الله تعالى "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" ولا تعجبنى تلك الضوضاء التى تتنافى مع السكينة التى يحدثها القرآن الكريم فى قلوبنا، فالقرآن الكريم شفاء ورحمة "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ".
بعض القراء يجلبون معهم سميعة يشجعونهم في أثناء القراءة فهل أنت من هؤلاء، ولو لم تكن منهم ماذا تقول لهم؟
لا أعرف من يفعل ذلك من القراء لكن مثل هذه الأمور لا تتناسب مع مجالس القرآن، فلو سمعك شخص واحد وتأثر بآية واحدة من التلاوة لكفت، ونسأل الله الهداية وإخلاص السرائر مع الله لنا وللجميع.
هل ستوجه أبناءك إلى الطريق نفسها التي اخترتها لحياتك وهل حلاوة الصوت وراثة عن عائلتك أم موهبة من الله؟
اللهم لك الحمد أن جعلتنى من حفظة كتابك الكريم وكذلك زوجتى وأولادى هم أيضًا من حفظة كتاب الله، وأرى فى ابنى الوحيد (محمد) الحب والشغف أن يكون خلفًا لي، وأتمنى من الله أن يرزقه موهبة الصوت الجميل، وله ما يريد مستقبلًا بأمر الله من احتراف التلاوة أو التفوق الدراسى فى أحد مجالات العلم وأرى أن الموهبة دائمًا تكون هبة من الله عز وجل.