في ذكرى رحيل الدلوعة.. شادية صوت مصر الأيقوني ورمز الفن الأصيل
تحل اليوم 28 نوفمبر الذكرى السابعة لرحيل دلوعة السينما المصرية ومعبودة الجماهير الفنانة الكبيرة شادية، التي أضاءت بفنها المتعدد المواهب سماء الفن العربي وتركت إرثًا خالدًا يثري الأجيال.
ولدت شادية في حي عابدين بالقاهرة يوم 18 فبراير1931، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد شاكر، ونشأت في أسرة متوسطة الحال حيث كان والدها مهندسًا زراعيًا ومشرفًا على الأراضي الملكية.
أظهرت منذ طفولتها شغفًا بالغناء والموسيقى مما جعل والدها يشجعها على تنمية موهبتها، لتبدأ مسيرتها الفنية بدعم من المخرج أحمد بدرخان الذي رشحها لدور صغير في فيلم "أزهار وأشواك"، ولكن انطلاقتها الحقيقية جاءت عندما اختارها المنتج حلمي رفلة لبطولة فيلم "العقل في إجازة" أمام النجم محمد فوزي.
قدمت شادية خلال مسيرتها الفنية أكثر من 112 فيلمًا سينمائيًا، من أبرزها: "الزوجة 13"، و"مراتي مدير عام"، و"معبودة الجماهير" واشتهرت بأدائها للأدوار الرومانسية والكوميدية، وتميزت بقدرتها الفريدة على تقديم الشخصيات المركبة، بجانب السينما أبدعت شادية في الغناء حيث قدمت أكثر من 500 أغنية، تنوعت بين العاطفية والوطنية والدينية أبرزها "يا حبيبتي يا مصر" و"يا دبلة الخطوبة" و"خد بإيدي" و"سوق على مهلك" "مكسوفة" و"أسمراني اللون".
لم يقتصر إبداع شادية على السينما والغناء فقط، بل قدمت تجربة مسرحية وحيدة لكنها مميزة، وهي مسرحية "ريا وسكينة" التي شاركت فيها البطولة مع سهير البابلي وظلت واحدة من كلاسيكيات المسرح المصري.
كانت حياة شادية مليئة بالتحديات الشخصية فقد تزوجت ثلاث مرات، وكان الزواج الأول من الفنان عماد حمدي واستمر ثلاث سنوات، ومن ثم تزوجت بالمهندس عزيز فتحي لفترة قصيرة، وأخيرًا من الفنان صلاح ذو الفقار الذي ارتبطت به لمدة عامين، وعلى الرغم من حبها للأطفال لم تحقق حلمها في الأمومة، حيث تعرضت للإجهاض أكثر من مرة مما أثر على حالتها النفسية.
في عام 1985، فاجأت شادية جمهورها بقرار اعتزال الفن بعد أن قدمت أغنيتها الشهيرة "خد بإيدي" في حفل الليلة المحمدية واختارت التفرغ لحياتها الروحية وقضاء وقتها في العبادة، وابتعدت تمامًا عن الأضواء والإعلام.
في نوفمبر 2017، دخلت شادية المستشفى إثر إصابتها بسكتة دماغية، وظلت تحت العناية المركزة حتى وفاتها في 28 نوفمبر من العام نفسه عن عمر ناهز 86 عامًا تاركة إرثًا فنيًا خالدًا ومتنوعًا ما بين أفلامها وأغانيها التي لاتزال تُلهم أجيالًا متعاقبة.