قائد القوات الجوية : اقترب حلم تصنيع الطائرة المصرية
قائد القوات الجوية : اقترب حلم تصنيع الطائرة المصرية
13 أكتوبر 2016

* ثمانية وثمانون عاما هو عمر قواتنا الجوية المسلحة التى بدأت ب12 طائرة ،وشهد عام  1930 تخرج الدفعة الأولى من الطيارين ، ولكن يوم  14 أكتوبر 1973 تحديدا كان النقطة المضيئة فى سماء مصر وتاريخ نسور الجيش المصري ، وسجل التاريخ هذا اليوم بحروف من نور بعدما نجحت قواتنا الجوية فى تلقين العدو الإسرائيلي درسا لن ينساه فى مدينة المنصورة ، فأضيف هذا اليوم انتصارا جديدا بعد العبور يوم 6 أكتوبر وأصبح الشهر كله سجلا لانتصارات الجيش المصري ، حتى أصبح هذا اليوم عيدا سنويا للقوات الجوية ، واحتفالا بالعيد 43 للقوات الجوية التقينا مع الفريق يونس المصري قائد القوات الجوية فى هذه المناسبة لنتعرف على ما أصبحنا عليه الآن بعد انضمام الرافال والميسترال لأسطول القوات الجوية ومدى احتياجنا لهم في المرحلة المقبلة ، فكشف لنا الكثير من خلال هذا الحوار .

* الفريق يونس المصري من مواليد سوهاج تخرج في الكلية الجوية عام 1979 الدفعة 43 طيران ، تولى قيادة القوات الجوية منذ أغسطس 2012 ، حول سبب اختيار يوم 14 أكتوبر عيدا للقوات الجوية قال :

* انطلقت شرارة الحرب فى يوم 6 أكتوبر 1973 بالضربة القوية والمركزة للقوات الجوية لنفتح الطريق لباقي عناصر قواتنا المسلحة ، وهى الضربة الجوية التي أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب ، واستمر طيارونا فى تنفيذ المهام فى عمق سيناء بنجاح لتطهيرها من العدو الذى تملكه الغرور ، كنا نعلم جيدا أن العدو سيحاول النيل من عزيمتنا بالهجوم على قواعدنا،حتى جاء يوم 14 أكتوبر 1973م فحاول العدو القيام بهجمة جوية ضد قواعدنا بمنطقة الدلتا لإضعاف التجميع القتالى لقواتنا الجوية وإفقادهم القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية ، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ، ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة ، التى سميت بعد ذلك بمعركة المنصورة ، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين و أظهر فيها طيارونا مهارات فائقة فى القتال الجوى وجرأة وإقدام ، استمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة افقدنا العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته حيث تم إسقاط 18 طائرة رغم تفوقه النوعى والعددى إلا إننا أجبرنا باقي الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدم العدو على مهاجمة مصر جويا ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيداً للقوات الجوية .

* 43 عاما مضت على هذه الملحمة فهل أثمرت تطور وفكر جديد فى القتال ؟

* للحفاظ على قواتنا بروح أكتوبر كان لابد من تطوير البرامج التعليمية والمناهج بالكلية الجوية وكل المعاهد والمنشآت التعليمية التابعة لنا لتواكب التطور المذهل والمتلاحق فى علوم الطيران ، علاوة على الاهتمام بالفرد المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الأداء الجيد وإلمام تام بمهامه فى السلم والحرب ولياقة بدنية عالية وقدرة على استخدام أحدث المعدات وتلك الصفات هى التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات للأداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف ، بل إننا حريصين على المعدات والطائرات التى اشتركت فى حرب أكتوبر مثل الميج 21 ، والميراج 5 وغيرهم من طرازات الطائرات , بالإضافة إلى اهتمامنا بمساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب ، وبعد تخرج طلابنا والتحاقهم بالتشكيلات الجوية تستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة بالدراسة وحضور الدورات والفرق بالخارج ، فالطيار المصرى بشهادة قادة الدول العربية من أحسن طيارين العالم ، وتفوق القدرات القتالية للقوات الجوية تأتى من تفوق المنظومة بالكامل أى كفاءة جميع الفئات العاملين بالقوات الجوية بداية من الجندى والضابط الشرف والفنى و المهندس ، فالفرد المقاتل هو أساس العمل بل إن كلمة السر فى نجاح قواتنا المسلحة هى " المقاتل المصرى " .

* الطائرات القديمة

* هل يعنى الاستعانة بطرازات جديدة من الطائرات وقف العمل بالقديم ؟

* البعد الاقتصادى مهم جدا لدينا ونحن حريصين على الاستفادة من كل قدراتنا ، ولسنا من الرفاهية التى تجعلنا نستغنى عن أى طراز من الطائرات ونبيعها خردة ولكننا نطورها فنيا لمجابهة التحديات ، ونعمل على تطوير كل المتقادم فلدينا طرازات عمرها أكثر من 40 عاما ولتطويرها نحتاج للتعاون مع الدول الصديقة مثل طائرات f16لتطويرها من بلوك 15 إلى بلوك 52 لذا نتعاون مع الولايات المتحدة لتطويرها حتى لا تخرج من الخدمة بإضافة أنظمة تسليح حديثة إليها لتؤدى مهام عديدة ، فعلاقتنا بالولايات المتحدة جيدة وتم الاتفاق على توريد الأباتشى وf16وجارى توريدها علاوة على الأنظمة وفى نهاية العام سنضع الشكل النهائي للتطوير المطلوب ، كما إن العاملين فى المنظومة الفنية قاموا بدور بطولى وسخروا جميع الإمكانيات للحفاظ على الكفاءة الفنية لطائراتنا خاصة فى الفترة الأخيرة ، فلدينا خبرة طويلة فى العمل الفنى ونؤمن ما لدينا لنصل إلى تحقيق حلم التصنيع المصري لطائراتنا ، بالرغم من أن مصر فى مطلع الستينات قامت بتصنيع طائرات مصرية طراز(القاهرة 200 – القاهرة 300) بمصنع الطائرات ونحن الآن نهتم بإمكانية إنتاج طائرة مصرية بنسبة (100%) مع العلم أن صناعة الطائرات تحتاج إلى صناعات متعددة تصل إلى (400) صناعة متخصصة وتحتاج إلى الاستثمارات الهائلة فى هذا المجال.

* الرافال الفرنسية

* بعد انضمام الطائرات الرافال الفرنسية وحاملتا الطائرات الميسترال مؤخرا إلى قواتنا المسلحة هل كان هذا ضرورة لمصر فى الوقت الراهن وهل كافي لحماية سماء مصر ؟

* الشغل الشاغل للقوات المسلحة المصرية فى المرحلة القادمة هو تطوير المعدات والأسلحة التى تستخدمها حتى يتم مواكبة التطور التكنولوجي لمعدات القتال بالعالم لذا تقوم القوات الجوية بتطوير طائراتها حتى تستطيع القيام بالمهام المكلفة بها على الاتجاهات الإستراتيجية المختلفة على أكمل وجه وقد ظهر هذا جلياً بالتعاقد على أحدث طائرات الجيل الخامس ومن هذه الطائرات وهى الطائرة الفرنسية الرافال ، وهناك مخطط زمنى وضغط من الرئيس على دولة فرنسا حتى نحصل على التوريد قبل الموعد المحدد وفى العام القادم 2017 سنحصل على 8 طائرات جديدة لتضيف قدرة دفاعية كبيرة لقواتنا الجوية ، فنحن نضع نصب أعيننا الدفاع عن سماء مصر وردع أى عدوان على مجالها الجوى أو مياهها الإقليمية ، فأصبحنا نمتلك طائرات متعددة المهام ، كما يشمل التسليح طائرات القتال بأنواعها وطائرات النقل والهليكوبتر المسلح والخدمة العامة وما يخصص أيضا لإبرار القوات وطائرات المعاونة للقوات البرية والبحرية وطائرات البحث والإنقاذ ، ويمكن القول أن القوات الجوية تمتلك أحدث الطائرات المقاتلة وأحدث أجيال طائرات (ف-16) والميراج 2000 والرافال وكذا طائرة الإنذار المبكر E-2Cوطائرات ومعدات الاستطلاع الجوى الحديثة والآباتشى الهجوميه وأنواع أخرى مختلفة فى جميع أسلحة الجو للقوات الجوية ، ومنظومة الدفاع عن سماء مصر ضد إى طائرات معاديه تتكون من القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى حيث يعملان جنبا إلى جنب فى تعاون وثيق لتنفيذ هذه المهمة ، والميسترال قدرة نوعية كبيرة للقوات المسلحة بل للمنطقة العربية كلها ، لأنها تستطيع تنفيذ مجموعة مهام متكاملة فى وقت واحد ، كما تعتبر تطوير فى أسطول النقل للقوات المسلحة الذى تحرص قواتنا على تطويره فى الفترة الأخيرة وخاصة النقل المتوسط كما فى الطائرات الكاسا التى يصل عددها 24 طائرة وهذا كافى لنقل أفراد ومعدات وقوات خاصة ، وكافى لحماية المنطقة العربية بالكامل وليس مصر فقط وحريصين على التواجد مع الدول الصديقة فى تدريبات مشتركة بشكل مستمر ، كما ندرس الآن عروض من فرنسا والولايات المتحدة لاختيار الطائرات التى تعمل على حاملتى المروحيات ليصبح عملهما بأعلى كفاءة .

مكافحة الإرهاب

* بعد ثورة 25 يناير ساهمت القوات الجوية فى مهام عديدة منها الحرب على الإرهاب ، هل كانت تلك المساهمات عبء على قواتها أم أكسبتهم خبرات جديدة ؟

لتأمين ألدوله داخلياً وخارجياً ودعم استقرار الحياة اليوميه للمواطنين فرضت الأحداث مهاماً إضافية للقوات الجوية اشتملت على طلعات لتأمين الحدود وإحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات ، كما فرض الوضع الأمني الداخلي للدولة قيام القوات الجوية بنقل الأموال وامتحانات الطلاب إلى المحافظات ، بالإضافة إلى طائرات الإسعاف الطائر لنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج ، علاوة على التدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء للجرحى والمصابين والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين ، وكذلك مكافحة الحرائق بالهليكوبترات ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية بالتعاون مع قوات حرس الحدود , هذا كله لا يؤثر على مستوى الكفاءة القتالية للقوات الجوية فالقوات الجوية مدربة ومؤهلة على القيام بتلك المهام مع عدم إغفال الاستعداد القتالي, فالحرب على الإرهاب لاتتعدى أكثر من 4% من قدرة قواتنا الجوية التى تبلغ 1000 طلعة يوميا ،بل إن مشاركتنا الفعالة في مجابهة الإرهاب جعلت الدول الشقيقة تسعى لعقد تدريبات قتالية مشتركة ونحن أيضا حريصين على ذلك ، وأصبحنا ننفذ هذه المهام بحرفية اكبر تزداد يوما بعد يوم ، ونتذكر الضربة الجوية المصرية لداعش على الاتجاه الاستراتيجى الغربى بعد اغتيالهم لعدد من المصريين العاملين فى ليبيا ، كانت قواتنا اشتركت فى المناورة "مجد" بالذخيرة الحية وقامت بالإبرار الليلى بنجاح قبل توجيه هذه الضربة ، فنحن مدربون على مواجهة كافة التهديدات ، ولا نغفل إمكانياتنا فى الاستطلاع الذى وفر لنا المعلومات الدقيقة بكافة التفاصيل مما وفر للضربة النجاح فى تحقيق الهدف وسط مدينة سكنية دون وقوع خسائر فادحة فى المدنيين ، فلم يتوقف التدريب على مهام العمليات والاستمرار فى حماية سماء مصر فى جميع الأوقات وتحت كافة الظروف ، كما ظهرت بعدها كثافة العمليات الإرهابية فى سيناء وقد قامت القوات الجوية بدور حاسم فى معاونة التشكيلات التعبوية للقضاء على الإرهاب فى كافة ربوع مصر و ظهر دور القوات الجوية جلياً خلال عملية حق الشهيد .

* ما هى أبرز فعاليات احتفال القوات الجوية بعيدها هذا العام ؟

* تقوم القوات الجوية بطائراتها بالمرور فوق مدن الجمهورية بتشكيلات مختلفة ، بالإضافة إلى تنظيم معارض للطائرات بمختلف أنواعها بالقواعد الجوية والمطارات المنتشرة بالمحافظات لتستقبل فيها طلاب الجامعات المصرية و طلاب المدارس بمراحلها المختلفة ، كما تحرص القوات الجوية فى هذه المناسبة على استضافة قدامى القادة فى لقاءات تواصل الأجيال للاستفادة من خبراتهم وتكريم أسر الشهداء الذين جادوا بأرواحهم فداءً للوطن ،وبهذه المناسبة أُهنئ رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية ، متمنياً لهم دوام التوفيق والاستمرار فى بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة ، وللشعب المصري أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية اللتين تقفان دائماً مع إرادة الشعب العظيم ضماناً لاستقراره ورخاؤه لتظل مصرنا الغالية حرةً أبيه وتحيا مصر – تحيا مصر – تحيا مصر .

 

الأكثر قراءة