ضغوط العمل أكثر ضررا من التدخين السلبى
ضغوط العمل أكثر ضررا من التدخين السلبى
1 ديسمبر 2015

 

كلنا يعمل ويشقى ونتعرض لضغوط العمل كل حسب وظيفته، لكن أضرار ضغوط العمل تتفاوت من حيث التأثير من فرد لآخر، فقد تؤدي لإصابة البعض بأمراض قد تتجاوز في تأثيراتها أضرار التدخين السلبى.

لا شك أن لضغوط العمل الشديدة تأثيرا سلبيا على الصحة  قد يكون مشابها  لتأثير التدخين السلبي،  وفقا لدراسة جديدة أجراها باحثون في كلية هارفارد للأعمال.

وقال الأستاذ المساعد في إدارة الأعمال في كلية هارفارد للأعمال جويل جوه: «عندما تفكر بالوقت الطويل الذي يقضيه الأفراد في العمل، فإن الأمر ليس مفاجئا.»

وجمع التقرير أدلة من 228 دراسة، حيث إن متطلبات العمل الكبيرة زادت من احتمال وجود الأمراض بنسبة 35 %.

أما ساعات العمل الطويلة فتزيد في الوقت ذاته من فرصة الوفاة المبكرة بنسبة 20 %. أما الضغط الأكبر فهو الشعور بالقلق من احتمال خسارة وظيفتك، ما يزيد من سوء الحالة الصحية بنسبة 50 %.

وتأمل الدراسة بأن تساعد الشركات على التفكير بالطريقة الأفضل التي تدير فيها موظفيها، وخصوصا أن تشجيع الموظفين على السرعة في إنجاز العمل وقضاء ساعات أطول في المكتب، قد لا يكون في نهاية الأمر أمرا إيجابيا.

 

تدريب خاص

ويؤكد الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن ضغوط الحياة مستمرة ولا تتوقف لذلك تحتاج في التعامل معها إلى تدريب للتخلص من هذه الضغوط أولا بأول من خلال دورات تدريبية للتخلص من ضغوط العمل وأيضا من خلال التدريب الجماعي لفريق العمل وتنمية روح الفريق .وأيضا هذا التدريب اليومي يخلص الإنسان من ضغوط العمل كما أن إلحاق العاملين في مؤسسة معينة بدورات تدريبية يوضح الآثار النفسية الناتجة عن ضغوط العمل وكيفية التخلص منها على الفور حتى لا يتعرض لاضطرابات نفسية ومن بينها القلق وقلة الثقة وقلة الشعور بالأمان وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب.

وينصح الدكتور هاشم بحري بعدة أمور للتخلص من هذه الضغوط:

أولا: القيام للصلاة في حالة الشعور بالغضب أثناء العمل إذا كان وقت الصلاة قد حان. 

ثانيا: قراءة القرآن « ألا بذكر الله تطمئن القلوب» ولو لمدة قصيرة لدقائق معدودة.

ثالثا: كيفية التفكير عمليا أو منطقيا للتخلص من الضغط.

رابعا: الاستمرار في التعامل مع الضغوط بطريقة صحية سليمة.

وترى الدكتورة بثينة عبد الرءوف مدرس أصول التربية بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة, أنه كلما كان التعامل مع الجمهور أقل  كان العمل أقل ضغطا من الأعمال التي يتم فيها التعامل مع الجمهور لأن تعاملات البشر يتعرض فيها الموظف لتقلبات مزاجية مختلفة من فرد إلى آخر، ومن هنا يشعر بالضغط المستمر طوال يوم العمل وحينما يعود إلى المنزل يجد ضغوطا من نوع آخر داخل الأسرة سواء أكانت متطلبات الزوجة أو الأولاد وهذا الشخص كلما زادت عليه الضغوط  تعرض لزيادة نشاط الدورة الدموية والتعب في عضلة القلب وقد يحدث انقباض شديد في عضلة القلب مما يسبب الإصابة بالجلطات أو الموت المفاجئ، ولهذا تنصح الدكتورة بثينة عبد الرءوف للتخلص من هذه الضغوط:

أولا: أداء تمارين نفسية للتدريب على مواجهة الصعاب مهما تعرض الإنسان للمتاعب لأن هذه المتاعب جزء من الحياة وليست كل الحياة.

ثانيا: الصراعات الموجودة داخل العمل تضيع الصحة فلابد من وجود قناعة داخل الإنسان أنه لا يأخذ إلا ما أراده الله له.

ثالثا: الفصل بين هموم العمل والأسرة فلا يأتي الفرد بهموم العمل إلى البيت أو العكس كما يجب عليه ألا ينشغل عن أسرته بتليفونات العمل بدلا من الجلوس إلى أفراد أسرته والاستماع إليهم.

رابعا: إذا شعر الفرد بالضغط الزائد عليه أن يغلق عليه مكتبه ويجلس على كرسيه ويفرد ظهره ويغمض عينيه لدقيقتين حتى يشعر بالاسترخاء وهذا يغير من مزاجه وبعد ذلك يعود إلى أداء عمله بشكل طبيعي.

روشتة  خاصة

ومن أهم النتائج التي توصلت إليها دراسة هارفارد للتخلص من ضغوط العمل ما يأتى:

-1 أخرج شعورك بالغضب على الورقة.

فالخبراء ينصحون الموظفين بالتنفيس عن شعورهم بالغضب من خلال الكتابة، وخصوصا أن ذلك يساعدهم على إيجاد الطرق للعمل بطريقة مريحة أكثر.

-2 قم باختبار للتمييز بين شعورك بالقلق والواقع. فقد أظهرت الدراسة أن الضغط الأكبر هو شعور الموظفين بالقلق من احتمال خسارة وظيفتهم. لذا اسأل نفسك إذا كان عملك هو حقا في خطر، أو الأمر كله لا يتخطى مجرد أوهام وأفكار سلبية ينسجها الخيال.

-3 اسأل نفسك، هل حقا أحب عملي؟فقد

وجدت الدراسة أن المرضى الذين يحبون عملهم يتعاملون مع الإجهاد بشكل أفضل مقارنة بالأشخاص الذين لا يفعلون ذلك.

-4 التفكير في أسوأ الاحتمالات:

إذا كنت حقا تشعر بالخوف من فقدان وظيفتك، إذن تصرف على أساس هذا السيناريو، كأن تبدأ بكتابة سيرة ذاتية جديدة، وتتقدم لوظائف أخرى.

-5 ضع حدودا مع رئيسك في العمل:

إذا كان مديرك يريد منك العمل 10 ساعات يوميا، بدلا من ثماني ساعات، فحاول أن تأخذ الحوار مع رئيسك على ضرورة العمل لإنجاز الأهداف، وليس العمل لقضاء وقت أكبر فقط.

الأكثر قراءة