البروفيسور الأمريكي جمال إبراهيم: السوفالدي لا يصلح لعلاج كل المرضى المصريين
البروفيسور الأمريكي جمال إبراهيم: السوفالدي لا يصلح لعلاج كل المرضى المصريين
24 نوفمبر 2015

البروفيسور جمال الدين إبراهيم أحد علماء مصر البارزين في الولايات المتحدة الأمريكية حيث سافر إلى هناك سنة 1967 م وعمل باحثا بعلم السموم فى عدد من المؤسسات البحثية الأمريكية ثم أستاذا بجامعة كاليفورنيا لتدريس هذا العلم كما عمل بمصلحة الطب الشرعي بالحكومة الأمريكية ويكرس جهوده منذ نحو 20 عاما تقريبا للبحث عن علاج لفيروس (سيالمصري ومؤخرا زار القاهرة والتقته (نصف الدنيا) وتحدث عن أبرز الأدوية التي تم التوصل إليها لعلاج فيروس ( سي ) رباعي التركيب الجيني والذي أصاب عددا كبيرا من المصريين ووصف علاجى (السوفالدي) و(الإنترفيرون) بعديمَي الفائدة وطالب بعقد مؤتمر لأطباء مصر المغتربين في أمريكا بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤكدا علي إمكانية نجاح العلماء المصريين في إنتاج أدوية محلية من الأعشاب المصرية لعلاج مرض فيروس (سي) وغيره من الأمراض.

وعن سر اهتمامه بالبحث في أمراض فيروس الكبد الوبائي ( س) يقول البروفيسور جمال إبراهيم: بدأت ذلك منذ عام 1996 لما عاد بعض الجنود الأمريكيين الذين حاربوا خارج أمريكا في أفغانستان والعراق وغيرهما وهم يشتكون من بعض الأمراض التي أصابتهم هناك واكتشفنا أنهم مصابون بفيروس (سى) من الكود الجيني الرابع ولم يكن هذا التركيب الجيني معروفا في الولايات المتحدة الأمريكية وكان معروفا أن الفيروس (سي) الذي يصيب الأمريكيين تركيبه الجيني الأول أو الثاني وكنا نعالج هذا النوع بـ(الإنترفيرون) ولم يستجب حاملو الفيروس ذي التركيب الجيني الرابع لهذا النوع من العلاج ومن ثمة فقد بدأنا البحث عن نوع آخر من العلاج, هنا يتوقف البروفيسور جمال إبراهيم ويشير إلى أنه ما كان ينبغي أن يتم استيراد الإنترفيرون لعلاج المصريين المصابين بفيروس (سي) لأنه من نوع التركيب الجيني الرابع الذي لم يستجب له المرضى الأمريكيون الحاملون لهذا النوع من الفيروس ويواصل البروفيسور إبراهيم : المهم أننا نجحنا في الولايات المتحدة الأمريكية في إنتاج علاج جديد لهذا النوع من الفيروس اسمه (الهاباكير) وتصل فترة علاج المريض بهذ الدواء لنحو 8 شهور وجرى طرحه في أسواق الدواء بالولايات المتحدة وألمانيا وغيرهما من الدول الأوروبية سنة 2001، وصدقت عليه بعد ذلك منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ومنحته تصريحا بالتداول حتى سنة 2016 وقد عالجنا به عددا من المصابين المصريين بهذا النوع من الفيروس وحاولنا طرحه في مصر بسعر التكلفة ولكن شركات الأدوية كانت تشن حربا للحيلولة دون دخوله ويضيف البروفيسور إبراهيم : هذا الدواء آمن وفعال ويعمل من داخل الخلية الكبدية وليس خارجها ويقوي جهاز المناعة بخلاف (الإنترفيرون) الذي كان يؤدي إلى تليف الكبد .

خطورة الإنترفيرون

-وهل تعتقد أنه لهذا السبب تم منذ سنوات إيقاف العلاج بالإنترفيرون واستبداله بأنواع أخرى أكثر فعالية مثل السوفالدي مثلا؟ 

عندما دخل الإنترفيرون مصر منذ 9 سنوات تقريبا كان عدد المصابين بفيروس (سي) 12 مليونا والآن يتراوح عددهم مابين 18 و20 مليونا لأن (الإنترفيرون) كان دواء فاشلا ويستطرد البروفيسور جمال إبراهيم: أستطيع التأكيد بما لا يدع مجالا للشك أن عدد مرضى الفيروس سي في العالم كله نحو 40 مليونا يوجد قرابة نصف هذا العدد في مصر وأستطيع القول إن أكثر الدول تخلفا في العالم توجد فيها نسبة بسيطة من المصابين بهذا الفيروس مثل الهند التي تعتبر أكثر تخلفا عن مصر  لا تتجاوز النسبة فيها 2 بالمئة ومعظم العلاجات في الهند بالأدوية الطبيعة والمرضي يتماثلون للشفاء وتوجد أدوية كثيرة في أمريكا لعلاج المرضي المصريين ويمكن للحكومة المصرية الاستعانة بالعلماء المصريين في أمريكا للحصول على العلاج الفعال وأنا مستعد للعمل في بلدي مصر بالمجان فضلا عن تسخير أبحاثي ومعاملي في أمريكا لعلاج المرضي المصريين ولكن لا أحد من المسئولين عن استيراد الأدوية يكلف نفسه حتى مجرد السؤال في هذا الصدد

-لكن مؤخرا قامت وزارة الصحة المصرية باستيراد (السوفالدي) وأقرته كعلاج فعال للمرضي المصريين المصابين بهذا الفيروس فهل لديك تحفظات عليه؟

السوفالدي ليس دواء أمريكيا كما يروج له هنا في مصر بين المرضى ولكنه دواء هندي على ما أعتقد لأن هذا الدواء جرى اكتشافه في بريطانيا والشركة الأمريكية (جيل يارد) اشترت هذا الدواء والشركة التي تقوم بتصنيعهوهي شركة صغيرة جدابأربعة مليارات دولار وسمعت أن هذه الشركة أعطت مصر كمية من هذا الدواء وبعدها سمعت أن هذا الدواء اشترته وزارة الصحة المصرية من الهند ولكن وزير الصحة السابق صرح حينها بأن الهند لا تصنع هذا الدواء بينما أنا أمتلك تقريرا صادرا في شهر سبتمبر 2014 عن شركة (جيل يارد) نفسها التي تصنع هذا الدواء يؤكد أن الشركة سمحت لـ (7) شركات هندية بإنتاج هذا الدواء بهدف تسويقه في 91 دولة نامية ولكنه باسم آخر غير اسم (سوفالدي) ولا أعرف إن كانت مصر قد اشترته من الهند أم من الولايات المتحدة الأمريكية .

السوفالدي ليس جاهزا

-ليس مهما من أين اشترته مصر ولكن هل بات مؤكدا أنه دواء ناجع في علاج المرض عند المصريين؟ 

أعتقد أن هذا الدواء ليس جاهزا للاستخدام على الإطلاق ولن يجدي في علاج المصريين لأسباب كثيرة أبرزها أن وزارة الصحة الأمريكة جربت (السوفالدي) على 27 شخصا مصابا بالمرض فقط وهو عدد لايكفي أبدا لإقراره وكان ينبغي تجريبه على خمسة آلاف مصاب على أقل تقدير والغريب أنهم مرضي أمريكيون وليسوا مصريين فالعدد هنا غير كاف بالمرة لإقراره كعلاج ولا يمكن اعتماده علميا ويستطرد البروفيسور جمال إبراهيم : عندما أجازوا الفياجرا في أمريكا جربوها على عشرة آلاف شخص ويضيف: بعض الذين خضعوا للتجربة من السبعة والعشرين مريضا عاد لهم المرض مرة أخرى.

أكذوبة أمريكية  

-وما تفسيرك لعدم قيام الحكومة أو وزارة الصحة الأمريكية بإجراء التجارب على عدد كاف من المرضي بحسب المعايير العلمية؟ 

الأمريكيون من الممكن أن يصنعوا أدوية لأسباب اقتصادية مثلما فعلوا بما كان يسمي بأنفلونزا الخنازير واكتشف العالم بعد ذلك أنها كانت مجرد أكذوبة وأن الأمريكيين قد اخترعوا هذة الأكذوبة وانطلت على دول العالم الثالث واشتروا كميات هائلة من الأدوية التي صنعها الأمريكيون لأسباب اقتصادية تحت مسمى أدوية علاج أنفلونزا الخنازير ومنها مصر التي اشترت آنذاك كميات هائلة على الرغم من أننا نصحنا يومها المسئولين المصريين بعدم شراء هذه الأدوية وأكدنا لوسائل الإعلام المصرية أن أنفلونزا الخنازير مجرد خدعة أمريكية لبيع كميات كبيرة من الأدوية الراكدة لتحسين اقتصادها ولم يكن لها أي علاقة بأكذوبة أنفلونزا الخنازير ولم تكن هناك أنفلونزا خنازير من الأصل

كارثة السوفالدي 

-لكن الآن يوجد فيروس (سيعند المصريين وغيرهم وليس أكذوبة وأنت أشرت إلى خطورته لوجود عدد كبير من المصريين المصابين به فالأمر لا يمكن مقارنته بأنفلونزا الخنازير الأكذوبة؟

وزارة الصحة المصرية كان ينبغي أن تفكر ألف مرة قبل استخدامها هذا النوع من الدواء خاصة أنه دواء غالى الثمن والمجلات العلمية الأمريكية أكدت أن الشركة المصنعة لـ (السوفالدي) تبيعه بأسعار مبالغ فيها بهدف تعويض مبلغ الأربعة مليارات دولار التي دفعتها ثمنا لشراء الشركة الأم وأنا حذرت من استخدام السوفالدي للمرضى المصريين في لقاء تليفزيونى سابق أجرى داخل مصر وتعجبت من مسئول بوزارة الصحة يومها حينما وصف (السوفالدي) بـ (مغارة علي بابا) التى انفتحت لعلاج المرضى المصريين من فيروس (سي) وأنه لا يوجد علاج غيره بينما بعض التقارير تشير إلى أن 2400 من المرضي المصريين المصابين بفيروس (سى) الذين سعوا للعلاج ببعض الأدوية الأخرى المصنعة في الولايات المتحدة الأمريكية قد شفي منهم 1800 شخص وأنا لا أتوقع نتيجة لـ (السوفالدي) بل أتوقع أن تحدث نفس الكارثة التي وقعت أيام استخدام الإنترفيرون لأنه ما أشبه اليوم بالبارحة فقد قالوا عن الإنترفيرون إنه علاج سحري وخيالي وبعدها اكتشفنا أنه كارثي.

-إلى أي مدي من الممكن أن يقوم الباحثون المصريون بتصنيع نوع من العلاجات الفعالة لهذا المرض بالتعاون مع العلماء المصريين المقيمين في الداخل وفي الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم؟  

أعرف بعض الأطباء المصريين الذين يعالجون مرضاهم بـ (السوفالدي) يؤكدون أن هذا الدواء غير جاهز للعلاج وهذا ما أكده في الوقت ذاته أطباء مصريون وغير مصريين في أمريكا وقالوا: إنه يحتاج دراسة جديدة وكان من الممكن للعلماء المصريين قبل عشر سنوات من الآن عندما تنبهوا للمشكلة أن يجروا بعض الأبحاث على الفيروس (سى) وكان من الممكن أن ينتجوا الدواء المناسب وأنا عملت في معمل المصل واللقاح عام 1966  والعلماء المصريون أنتجوا المصل الثلاثي وأنا مستعد للاشتراك مع علماء مصر حتى لو بدأوا الآن خاصة أن مصر تعيش عهدا جديدا بعد 30 يونيه والأجواء تبدو مشجعة للبحث العلمي وصناعة الأدوية لا تحتاج تكنولوجيا عالية مثل تكنولوجيا صناعة الطائرات فالأردن والهند تصنعان أدوية أفضل من مصر، ومصر يمكن أن تنتج علاجات محلية كثيرة وبجهود ذاتية ومن خلال الأعشاب الموجودة في مصر، وصناعة أدوية فيروس (سي) في مصر يمكن أن تبدأ الآن.

نهضة مصر 

-كيف ترى الوسائل التي تجعل مصر تنهض بالوضع الصحي والبحث العلمي وتلاحق التطور العلمي العالمي  في مجالات الصحة؟ 

لابد من مراقبة الحكومة لاستيراد الأدوية ولابد من تجديد رخصة مزاولة المهنة للطبيب كل سنتين كما تفعل الدول العربية الآن وذلك بهدف مراقبة تطور الطبيب مهنيا فليس من المعقول أن تمنح نقابة الأطباء كارنيها لخريج كلية الطب بمهنة طبيب ليمارس به المهنة حتى يحال على المعاش دون أن يراقبه أحد على صعيد تطوره المهني ويستطرد البروفيسور جمال إبراهيم: ولابد من محاسبة الطبيب على أخطائه المهنية كما يحدث في كافة دول العالم وأدعو أيضا لعقد مؤتمر علمي للأطباء المصريين المغتربين في مصر يحضره الرئيس عبدالفتاح السيسي لنقدم إسهاماتنا وخدماتنا التي يفرضها علينا واجبنا تجاه بلدنا مصر ويطالب البروفيسور جمال إبراهيم بمنع مندوبي شركات الأدوية من المرور على عيادات الأطباء وإعطائهم عينات بالمجان وفي أمريكا عينات الأدوية تبقى في يد الممرضة التي تدير العيادة وليس في يد الطبيب الذي يمكن أن يروج للشركة على حساب المريض

الأكثر قراءة