سؤال يطرحه المغتربون: لماذا تجاهل المرشحون أصوات 10ملايين مصري في الخارج؟
سؤال يطرحه المغتربون: لماذا  تجاهل المرشحون أصوات 10ملايين مصري في الخارج؟
21 نوفمبر 2015

 

لعل المجهود المضني الذي بذله معظم المصريين المقيمين في أمريكا للتعرف على أسماء المرشحين خلال الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية جعل الكثيرين منهم يتساءلون: إذا كان عدد المصريين في الخارج يقدر بالملايين، فلماذا لم يبذل المرشحون أى جهد للتواصل معهم ومحاولة كسب أصواتهم؟!

هذا التساؤل أجاب عليه بطريقة عملية الدكتور شريف حلمي أديب أستاذ القانون والمحامي بالنقض والدستورية العليا، ونائب رئيس التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية. فقد أنهى هذا الأسبوع جولة أمريكية أجرى خلالها عددا من اللقاءات التليفزيونية التي تخاطب الجالية، كما عقد ندوات شعبية  والتقى بممثلين عن المراكز الإسلامية والكنائس القبطية.

جاء ذلك في أعقاب  جولة أخرى قام بها الدكتور أديب في دول الخليج. وهدف الجولتين هو التواصل مع الناخبين في الخارج، من يشاركون في اختيار أعضاء برلمان مصر 2015.

قام الدكتور أديب بهذه الرحلات انطلاقا من قناعته بأن من واجب المرشحين التعرف على  أبناء دوائرهم الانتخابية أينما كانوا.

يقول، «المصريون نسيج واحد. وهم كمواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، سواء أكانوا يعيشون داخل مصر أو خارجها. ولا ننسى أن عدد المصريين في الخارج يصل لنحو عشرة ملايين شخص، وهو عدد لايستهان به، يفوق تعداد بعض الدول. ولأن أعضاء البرلمان يشاركون في صنع السياسات وسن القوانين والرقابة على تنفيذها، فلابدأن يستمعوا لكل وجهات النظر ويتعرفوا على مشاكل أبناء دوائرهم ومشاكل المصريين عموما حتى يستطيعوا القيام بفعالية أكبر بواجباتهم كبرلمانيين.»

وسواء في جولته بدول الخليج أو في الولايات المتحدة، والتي شملت مدنا مثل جيرسي ونيويورك وشيكاجو ولوس أنجلوس، أحس الدكتور أديب بالحفاوة والترحيب والتجاوب من جانب المصريين  في الخارج الذين أسعدهم أن مرشحا يسعى إليهم حيث يشعرون عادة بالإهمال والتجاهل.

يقول، «شعرت بحرص المصريين في الخارج على المشاركة الفعالة في الانتخابات البرلمانية وهم وعدوني بزيادة الإقبال في المرحلة الثانية. لمست أيضا حرصهم علي الوجود الدائم في المشهد السياسي المصري.»

 

الخليج وأمريكا

اختار د. أديب أن يزور دول الخليج وأمريكا لأنها تمثل أكبر تركز للمصريين في الخارج. رغم وجود فوارق ملحوظة بين المنطقتين.

يقول الدكتور أديب: «المصريون في منطقة الخليج يقيمون هناك بغرض العمل ولفترات مؤقتة غالبا قد تطول أو تقصر، أما المصريون المقيمون في أمريكا فمنهم من يوجد بصورة مؤقتة للدراسة مثلا أو العلاج، غير أن الغالبية مهاجرون يحملون الجنسية الأمريكية، لكنهم حريصون على بقاء صلاتهم بمصر من خلال زيارتها بصفة دورية والاستثمار فيها.»

وتختلف مشاكل المصريين تبعا لاختلاف أماكن إقامتهم.يقول، «مشاكلهم في دول الخليج تتعلق غالبا بتحويل الأموال وتصاريح العمل، وترتيبات النقل إلى مصر في حالات الوفاة- لا قدر الله.أما المصريون في أمريكا فإن معظم ما يشكون منه يتعلق بالاستثمار وتسهيل الإجراءات. على سبيل المثال يسعى كثير من المصريين لامتلاك عقارات في مصر عن طريق وزارة الإسكان ويشكو بعضهم من مطالبة الوزارة لهم بالسداد بالدولار بينما يدفع المصريون في الداخل بالجنيه المصري. وهي كلها مشاكل يكمن حلها في تشريع القوانين المناسبة ومراقبة تطبيقها.»

 

التحالف الجمهوري

ولاشك أن الغاية الأخرى المهمة لجولة الدكتور أديب هي الدعاية الانتخابية وكسب أصوات الناخبين، وتعريف المصريين في الخارج بالتحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية وأعضاء قائمته في محافظات وسط الدلتا والقاهرة وعلى رأسهم المستشارة تهاني الجبالي والفريق حسام خيرالله.

يقول الدكتور أديب، «قائمتنا تمثل المصريين الذين يرفضون الفاشية السياسية التي مثلها نظام ما قبل 25 يناير والتي تحاول أن تعود من جديد بدعم من بعض رجال الأعمال، والفاشية الدينية التي مثلها الإخوان وأشباههم. والقائمة التي نخوض بها المنافسات الانتخابية تمثل جميع القوى الاجتماعية في مصر؛ من المرأة والأقباط إلى العمال والفلاحين. نحن نمثل الفئات المهمشة مثل الشباب والمصريين في الخارج وذوي الاحتياجات الخاصة. هدفنا تمثيل من لا يستطيع توصيل صوته إلى صانعي السياسة.»

وكانت لقاءات الدكتور العديدة مع الجالية المصرية فرصة لشرح توجهات التحالف والتي يمكن تلخيصها في مراجعة القوانين وتبني استراتيجيات لإصلاح التعليم والرعاية الصحية والإعلام بالإضافة إلى إيجاد استراتيجية برلمانية لمواجهة الكوارث.

 

رؤية استثمارية

وبالنسبة للمصريين في الخارج يقول، «لدينا رؤية لزيادة مساهمتهم في الاستثمار، ولا أقصد هنا زيادة تحويلاتهم وما يودعونه في البنوك، ولكننا سندشن مبادرة تتيح لهم المساهمة بنصيب كبير في عدد من المشروعات القومية مثل مشروع المليون فدان وغيره من المشروعات التنموية الطموحة التي تعود بالخير الوفير على المستثمرين وعلى مصر.»

 

جنسية مزدوجة

اللقاءات التي أجراها ممثل التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية في المدن الأمريكية كانت فرصة  للمصريين هنا للتعبير عن الضيق الشديد والاستياء من اللهجة العدائية غير المبررة التي يرددها بعض الإعلاميين في مصر والذين لا يدعون فرصة إلا ووجهوا السباب للمصريين الذين يحملون جنسية أخرى إلى جانب الجنسية المصرية، حيث يصفهم البعض منهم بأنهم «طابور خامس»!

ردا على هذه الاتهامات يقول الدكتور أديب، «هذا جهل وفكر متخلف وغير مقبول على الإطلاق أن يشكك أحد أيا كان في وطنية وولاء المصريين الذين يعيشون خارج البلاد أو مزدوجي الجنسية. وإذا كان الرئيس السيسي الذي أعلن عن وزارة للعاملين بالخارج يحرص في كل جولاته الخارجية على لقاء أبناء مصر بصرف النظر عما إذا كانوا يحملون جنسية أخرى أم لا، فكيف يقلل البعض من شأنهم؟ وإذا كان الدستور وقانون الانتخابات لم يفرقا بين المصريين، فبأي منطق يردد البعض مثل هذه الإدعاءات التي لا أساس لها ولا طائل من ورائها إلا شق صف المصريين والوقيعة بينهم؟!

 

المرحلة الثانية

يقوم التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية على الجهود الفردية لأعضائه والدعم المادي الذاتي، فلا يوجد وراء التحالف رجل أعمال ثري أو أي جهة تمويل. وحتى الجولات الخارجية التي يقوم بها ممثل التحالف الدكتور شريف حلمي أديب كانت على نفقته الخاصة. ويفسر هذا أيضا خوض التحالف للانتخابات في عدد من الدوائر وليس كلها، وهي المنافسات التي ستجري في الجولة الثانية من الانتخابات.

ويشجع الدكتور أديب جميع المصريين سواء في الداخل أو الخارج خاصة الشباب على المشاركة وعدم الاستهانة بأصوتهم. يقول، «إن مصر لن تُبنى بالأماني والأحلام فقط  ولن يدفعنا اليأس والإحباط إلا للوراء. لابد أن نعمل جميعا وأن نبني مصر معا، فلا تحجموا عن المشاركة.»

الأكثر قراءة