زينب عزت: 70 عاما وما زلنا نعثر على «الرضع» فى أكوام القمامة
زينب عزت:  70 عاما وما زلنا نعثر على «الرضع» فى أكوام القمامة
21 نوفمبر 2015

 

نشاطها الاجتماعى هو فصول من تاريخ العمل الأهلى فى مصر على مدار 75عاما، ورغم أنها لم تنجب أطفالا إلا أن أولادها وبناتها  تخطوا الآلاف..وهبت حياتها لرعاية الأيتام والمشردين وأسست أول جمعية لإنقاذ الطفولة بمنطقة عين شمس بالقاهرة  .. كانت أول متطوعة بالهلال الأحمر المصرى وعمرها 14عاما.. يرجع لها الفضل فى تأسيس جمعية الأسر المنتجة بالقاهرة .. إنها السيدة زينب عزت أقدم متطوعة فى الهلال الأحمر المصرى .. والتى وهبت حياتها منذ أكثر من 70عاما للعمل الإنسانى .. مما جعلها تجمع بين رئاسة أربع جمعيات خيرية .

« نصف الدنيا» تحاول فى  هذا الحوار الغوص فى بحر ذكريات زينب عزت،  التى كانت لها ذكريات لا تنسى مع سيدة مصر الأولى جيهان السادات ومواقف تاريخية فى حرب أكتوبر 73، وإلى نص الحوار...

 

- فى البداية.. ما هى الجمعيات والمؤسسات الخيرية التى ساهمت فى تأسيسها ؟

لقد ساهمت فى تأسيس ورئاسة  أربع جمعيات خيرية فأنا من مؤسسى جمعية الأسر المنتجة بمحافظة القاهرة ورئيس جمعية الهلال الأحمر فرع القاهرة ورئيس مجلس إدارة رابطة الإصلاح الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة جمعية إنقاذ الطفولة بمنطقة عين شمس.

- ما هى المواقف الإنسانية التى تركت بصمة لا تنسى فى حياة زينب عزت ؟

من  المواقف التى لا تنسى فى حياتى أنه بعد أن تم تخصيص قطعة الأرض التى تم إنشاء جمعية إنقاذ الطفولى عليها بعين شمس.. قام أحد الأشخاص لا أتذكر أسمه الآن بمحاولة التعدى عليها.. وذهبت إلى المكان بسرعة لأجده قد قام ببناء كشك.. فقمت على الفور بتحرير محضر بالواقعة.. وقضيت الليل بأكمله فى المكان جالسة على كرسى.. حتى تم عرض المحضر على النيابة التى أمرت بإزالة التعدى فورا، ولم أغادر الموقع حتى تمت إزالة الكشك، ولم أتمكن من إبلاغ زوجى المرحوم المهندس عبدالفتاح عباس قاسم المدير السابق بشركة النصر للسيارات بذلك، لعدم وجود  تليفونات أرضية بالمنطقة وقتها، وعندما ذهبت إلى المنزل فى اليوم التالى وجدت زوجى ينتظرنى فى الشارع .

- ما هو الدور الذى تقوم به جمعية الأسر المنتجة فى القاهرة لمساعدة السيدات المعيلات ؟

تلعب جمعية الأسر المنتجة بمحافظة القاهرة دورا رائدا  فى تدريب السيدات على الحياكة والتطريز وأعمال التريكو، وتساعدهن على تسويق منتجاتهن بمعارضها الثابتة والموسمية سواء المعرض السنوى الذى يقام بمناسبة عيد الأم فى كل من نادى  المقاولون العرب ونادى الشرطة أو معرض يوم العمل الاجتماعى «ديارنا» والذى يقام بمدينة نصر.

- تطوعتِ فى الهلال الأحمر المصرى وعمرك 14 عاما.. فإلى من يرجع الفضل فى حبك للعمل الإنسانى فى هذه السن المبكرة؟

كان لوالدتى رحمها الله دور مؤثر فى حياتى، وهى التى زرعت فى قلبى حب الخير وحب الناس، وبذل الغالى والنفيس فى مساعدة الآخرين، ويرجع لها الفضل فى إنشاء جمعية إنقاذ الطفولة لأنها شجعتنى ووفرت لى كل الدعم المادى والمعنوى حتى رأت الجمعية النور، وما زلت أتذكر قولها لى « أنا مبسوطة منك أوى يا زينب لمجهودك فى الجمعية وإنقاذ الأطفال من التشرد فى الشوارع».

- هل تشعرين بالوحدة فى هذه السن المتقدمة.. خاصة أنه ليس لديك أولاد ؟

لم أشعر يوما فى حياتى بالوحدة أو أننى ليس لدي أطفال من لحمى ودمى .. فأولادى وبناتى فى كل مكان من حولى يحيطوننى بالرعاية والحب والحنان، فأولادى وبناتى يتجاوز عددهم الآلاف، ومنذ يومين فوجئت بأحد أولادى من خريجى جمعية إنقاذ الطفولة  مقيم بالكويت يتصل بى هاتفيا ليخبرنى أن الله سبحانه وتعالى رزقه بطفلة جميلة رائعة أسماها زينب على اسمى، كما تقوم على رعايتى بالمنزل إحدى بناتى والتى لم أشعر للحظة واحدة أنها ليست ابنتى من لحمى ودمى .

- هل جمعية إنقاذ الطفولة بعين شمس ترعى اللقطاء فقط؟

جمعية إنقاذ الطفولة لا ترعى اللقطاء فقط وإنما ترعى أيضا الأيتام وكذلك أبناء الأسر المتصدعة التى تعانى من مشكلات بين الآباء والأمهات .

- ما هى أغرب المواقف التى لا تنسى فى حياتك ؟

من أغرب المواقف فى حياتى والتى أثرت بشكل غير مسبوق فى ذاكرتى ولن أنساها ما حييت، الأطفال اللقطاء الذين كان يتم العثور عليهم فى أكياس القمامة، حيث جاء إلى الجمعية أكثر من طفل تم العثور عليهم أحياء فى أكياس قمامة .. أحد هؤلاء الأطفال كان عمره عدة أشهر عثر عليه رجل وهو يسير فى الشارع إذا به يسمع صوت أنين بصراخ منبعث من صندوق للقمامة، وعندما اقترب فوجئ بطفل داخل كيس زبالة أسود وسط بقية الأكياس فى الصندوق الكبير المخصص لجمع القمامة، فأخذ الطفل إلى مستشفى المنيرة، وفى المستشفى وجدوا أن الطفل مصاب بجفاف وعمره حوالى ثلاثة أشهر .

- ما هى الشخصيات التى أثرت فى حياتك وتركت علامات فارقة فى مشوارك الإنسانى الطويل ؟

من الشخصيات التى أثرت فى حياتى سيدة مصر الأولى جيهان السادات والتى جمعتنى بها الظروف الصعبة فى حرب أكتوبر، فقد كنت أذهب معها إلى الجبهة ونقابل الجنود والضباط المصابين ونشد من أزرهم ونقدم لهم الورود والهدايا ونشرف على رعايتهم .

- زوجك المهندس عبدالفتاح عباس ..ماذا كان يمثل فى حياتك ؟

كان زوجى رحمه الله  المهندس عبدالفتاح عباس قاسم المدير السابق بشركة النصر للسيارات يمثل فى حياتى الأمان والحب، وكان دائما يدعمنى ويساندنى ويؤازرنى، ولم يبخل فى يوم من الأيام على بأى جهد أو وقت أو مال فى سبيل عملى الإنسانى  .

- الهلال الأحمر المصرى .. ماذا يعنى لزينب عزت ؟

 يعنى لى العطاء بلا حدود .. العطاء بلا مقابل .. العطاء من أجل الإنسانية ومن أجل إنقاذ ومساعدة المحتاجين والمنكوبين، وقد تطوعت بالهلال الأحمر المصرى وعمرى 14 عاما، وأشغل الآن رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر فرع القاهرة، حيث إننى عضو مجلس إدارة الهلال الأحمر المصرى  منذ 1967 .

- ما هى اللفتة الإنسانية التى تركت أثرا طيبا فى حياتك .. وشعرت بعدها بأنك لست وحدك وما يزال هناك من يتذكرك ويتذكر الخير الذى قدمتِه ؟

اللفتة الإنسانية الرائعة، التى تركت بصمة لا تنسى فى حياتى وشعرت بعدها أن الدنيا ما تزال بخير هى قيام  الدكتورة مؤمنة كامل الأمين العام للهلال الأحمر المصرى مؤخرا بزيارتى فى منزلى ومعها وفد من الهلال الأحمر المصرى ومن شباب ومتطوعى الهلال وأعضاء من مجلس إدارة الهلال الأحمر فرع القاهرة ومنهم السيدة سامية الزاهد، وقامت بتكريمى ومنحى درع الهلال الأحمر المصرى كأقدم متطوعة.

- بعد هذا المشوار الطويل من العمل الإنسانى .. هل تشعر زينب عزت بأنها حصلت على التقدير والتكريم الذى تستحقه ؟

أنا راضية تماما عن مشوارى فى الحياة .. وقد حصلت فعلا على التكريم الذى أستحقه ..، فقد تم تكريمى أكثر من مرة، حيث حصلت على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس أنور السادات، كما حصلت على نيشان الكمال عام 1981، ثم بعد زلزال 1992 الشهير حصلت على تكريم من السيدة سوزان مبارك، حيث قمنا من خلال الهلال الأحمر المصرى  بتكثيف كل جهد مع المتضررين، كما أننى حصلت خلال سنوات عملى الطويلة على العديد من الدروع وشهادات التقدير، كما أننى حاصلة على درع الامتياز من وزارة التضامن عن كل جمعية ترأستها خلال مشوارى الطويل فى العمل الاجتماعى والإنسانى .

الأكثر قراءة