وليد يوسف: «الزيبق» يختلف تماما عن رأفت الهجان
وليد يوسف: «الزيبق» يختلف تماما عن رأفت الهجان
19 يونيو 2017

 

«الزيبق» مسلسل جاسوسية يتناول حياة أحد الأبطال المصريين، لكنه مختلف وغير مسبوق، فالبطل فنى كاميرات بدأ التعاون مع جهاز المخابرات المصرية عام 1998 وتوقف نشاطه عام 2002، وهى فترة قريبة جدا، حيث لايسمح الجهاز بخروج معلومات عن عملائه إلا بعد مرور 25 سنة على توقف المتعاون عن العمل، وبالتالى فهى سابقة أولى من نوعها فى تاريخ الدراما المصرية،ولربما كانت الشخصية التى يتناولها المسلسل تعيش بيننا دون أن يعرف أحد أن هذا البطل صنع مجد مصر ورفع رايتها، لكن جهاز المخابرات أفرج عن قصة الزيبق وقصتين أخريين سنراهما تباعا، تكريما لأبنائه الذين بذلوا عمرهم وحياتهم من أجل مصر،وثمة تفاصيل مهمة ترصدها نصف الدنيا من خلال الحوار مع مؤلف العمل وليد يوسف الذى يتحدث عن مسلسل الزيبق للمرة الأولى فى الصحافة المصرية وبشكل مفصل.

 

-كيف كانت بداية العمل لمسلسل الزيبق؟

عرض على المنتج ومخرج العمل «وائل عبدالله» والمشارك فى التأليف أيضا، تقديم مسلسل عن شخصية مصرية مهمة، وهو فنى كاميرات لعب دورا كبيرا فى خدمة مصر، وأن هذا الملف من داخل جهاز المخابرات المصرية، ورحبت بالعمل جداً لأتعرف على طبيعة هذه الشخصية  وبالفعل التقينا ووضعنا الخطوط العريضة للمسلسل.

-ولماذا هذا الملف بالتحديد وهذه الشخصية؟

عرض علينا ثلاثة ملفات ولكن كريم عبدالعزيز  هو من اختار شخصية البطل، وبالتالى بدأنا العمل والوقوف على حقيقة الشخصية وذلك بالتنسيق مع جهاز المخابرات، خاصة أن القصة حديثة للغاية فهى فى أواخر 98 وانتهت عام 2002،عن شخصية تستحق التقدير والإعجاب، فهو لشخصية عبقرية بالفعل.

-هل كل الوثائق التى حصلتم عليها كانت كافية لنسج عمل درامي؟

يجب أن تعلم أن الشخصية الحقيقية تمثل %15 من السيناريو، وهذا يعنى أن هناك %85 من خيال المؤلف، وبالتالى فالعمل يكون صعبا ومرهقا للغاية، ويأخذ وقتا للتحضير من أجل رسم وتوضيح معالم الشخصية والتفاصيل المحيطة بها خاصة أن العمل يشارك فيه أكثر من 157ممثلا.

-الكثير من وسائل الإعلام تحدثت عن أن العمل يتشابه مع»رأفت الهجان»؟

هذا غير صحيح ولكن حتى أكون منصفا ومتصالحا مع نفسي، فقد شاهدت كافة الأعمال التى أنتجتها مصر فى عالم الجاسوسية  وعلى رأسها مسلسل «رأفت الهجان»، وبالفعل اتخذت مسلكا ودربا مختلفا، لكن فى حقيقة الأمر الكاتب العظيم «صالح مرسي» هو أسطورة فى التأليف وقدم عملا عظيما عندما دققت النظر فى العمل كمؤلف وجدت أشياء كثيرة لم أكتشفها من قبل.

-هل التقيت الشخصية الحقيقية للعمل؟

لم يحدث وهذا مستحيل ولا أحد يعرف أى تفاصيل عن الشخصية الحقيقية سوى ما حصلنا عليه من الجهاز، حتى أن العمل يتم تحت إشرافهم سواء على مستوى الكتابة أو التصوير.

-هل حدث توارد خواطر بينك وبين الجهاز فى الخيال الذى قدمته فى العمل؟

بالفعل حدث ذلك وتوصلنا لصيغة ما خاصة أن هناك بعض التفاصيل الدقيقة تم حذفها وكانت من نسج الخيال، وهذا يؤكد أن جهاز المخابرات العامة يعمل بنظام  وذكاء وقوة وخيال ملهم وبناء،  وأنا سعيد بالتعامل معهم، وإذا أردت أن تبحث عن مستقبل مصر ستجده داخل هذا الجهاز العظيم.

-ألا تعتقد أن فكرة تجنيد أشخاص انتهت وأصبح الاعتماد فى الجاسوسية على التكنولوجيا؟

هذا غير صحيح يظل العنصر البشرى رقما مهما فى المعادلة رغم التقدم التكنولوجي، وهذا ما يحدث الآن، ولكن الأمر أصبح أكثر صعوبة وأكثر تعقيداً وبالتالى أنت تحتاج إلى أشخاص على قدر عال من التدريب، وبالتالى فكرة الكتابة بالحبر السرى أو الساعة 8فى روما و12بتوقيت باريس نتقابل هذا انتهي، وأصبح من التراث، الأمر أصبح أكثر تعقيداً وأكثر سرعة وبالتالى الجاسوس يتم تدريبه على أشكال وأنواع مختلفة.

-لو تحدثنا سوياً عن خطوات تجنيد الجاسوس كيف نبدأ؟

نبدأ بمرحلة الفرز والتى تهدف إلى اختيار العميل من وسط مجموعة، ثم مرحلة التدريب والتى تكون فى غاية الأهمية، وبعدها تشكيل الخلية خاصة أن الجاسوس يبدأ فى تكوين خلية له ومساعدين أيضاً، هذه الخطوات تكون من الثوابت،وفى حين تختلف الطرق وآلية التنفيذ تظل طريقة العمل واحدة.

-هل صادف وجودك فى الجهاز معرفة قصص أخرى ملهمة؟

لم يحدث ذلك لكن أتذكر عندما كنت فى الجهاز احتفلنا بحدث مهم لم يفصح عنه أحد ولكن الجميع أكدوا لنا أن هذا اليوم تذكروه جيداً سيكون فخرا لمصر والمصريين.

-ما المدة التى استغرقتها كتابة العمل؟

البداية كانت فى شهر 6/2016وانتهيت من العمل فى مطلع 2017،ومن المقرر أن أبدأ فى كتابة الجزء الثانى بعد رمضان مباشرة على أن يعرض فى رمضان 2018.

- ما  الشخصية التى كان من الممكن أن تقدم هذا الدور ببراعة من الجيل القديم؟

شكرى سرحان الوحيد من الجيل القديم الذى تنطبق عليه صفات الشخصية، ومن الجيل الحالى كريم عبدالعزيز، وهذا يفسر سبب اختياره للعمل.

-أنت تكتب لجيل قدراته التكنولوجية هائلة فمن كان مرجعك فى الكتابة؟

زوجتى وابنى وأنا أثق فى رأيهما جداً والحمد الله العمل حاز إعجابهما بشكل كبير.

-العمل يحمل الكثير من الكوميديا ألم تخش من أن  هذه النوعية من الدراما لا تتحمل ذلك؟

بالعكس الضحك فى العمل كوميديا موقف، وبالتالى ليست مقحمة، ونحن نقدم شخصية من لحم ودم وبالتالى يجب أن تكون طبيعية، وتحمل جانبا  كبيرا من الهدوء والبساطة.

-هل سنرى الكثير من الأعمال التى تحمل الطابع المخابراتى فى الفترة المقبلة؟

بكل تأكيد خاصة أن ما قدم لنا ثلاثة أعمال، وهذا يعنى أن العملين الآخرين سيتم إنتاجهما، وهذا شىء جيد ومهم للغاية، لأن طبيعة هذه الأعمال ترسخ وتؤسس لحب الوطن فى الأجيال المقبلة كـ«رأفت الهجان» و»جمعة الشوان» فهى أعمال ملهمة والجميع يتسابقون لخدمة الوطن.

الأكثر قراءة