إسراء محيي الدين: نقدت الفنان الغربي "جان أنجر" لتصويره المرأة الشرقية الجارية
إسراء محيي الدين: نقدت الفنان الغربي جان أنجر لتصويره المرأة الشرقية الجارية
6 مايو 2024

أرادت أن تغرد خارج السرب فقدمت لنا طرق "الاستفادة من القيم الجمالية في الصورة الفوتوغرافية كوسيط لاستحداث أعمال تصورية تجسد معاناة المرأة اليومية"، رسالة ماجستير تحمل نظرة مختلفة تعتمد على تصوير الواقع بكل مصداقية، قضية طرحتها وناقشتها الباحثة إسراء محيي الدين الفنانة التشكيلية وإخصائية العلاج بالفن، لما تتعرض له المرأة من معاناة تحمل أعباء ومسئوليات الحياة بمفردها بطريقة أكثر إبداعا.

-حدثينا عن محتوى رسالتك، والقضايا التي نوقشت من خلالها؟

رسالتي تطرح قضيتين ، الأولى قضية فنية، والثانية تسلط الضوء على مشكلة نسائية يعاني منها معظم النساء، فهم يعتبرون فن التصوير والمعالجة الرقمية في الفن التشكيلي والفنون البصرية المعاصرة عملا فنيا ناقصا وغير مكتمل، لذلك جسدت إبداعات تصويرية من دون استخدام أي فرشاة، بالرسم الرقمي فقط والتصوير الفوتوغرافي، أما عن مشكلة المرأة وقضيتها والتي تناولتها من خلال أعمالي فكان هدفي توصيل رسالة عميقة ومهمة تلمس المجتمع عن طريق الفن وهي قضية المعاناة اليومية للمرأة.

- تعرضتِ لظروف قاسية في حياتك، هل كانت هذه الظروف وراء اختيارك وطرحك لهذه القضايا، أم هناك سبب آخر؟

أولا معظم المصورين والفنانين عندما يتناولون المرأة يجسدونها من الناحية الجمالية من مفاتن الجسد وملامح الوجه، أو راقصات الباليه أو تصويرها كالأفاتار أو كالخارقات بشكل فانتازي كامرأة خارقة جسمها مغطى بالدماء، أيضا امرأة جسدها نصف إنسان ونصف حيوان، لذلك جسدت الواقع الذي تعيش فيه المرأة بكل تفاصيله والبعد عن المثالية والخيال غير الواقعي.

جاءت لي هذه الفكرة من خلال ثلاثة أحداث قاسية تعرضت لها في حياتي أولها غربة والدي التي دامت 32 عاما للعمل بالخارج، أيضا عندما سافرت وتغربت كنت أعاني من ضغط الغربة والمسؤولية الملقاة على عاتقي، كذلك بعد انفصالي عن زوجي أصبحت المسؤولية أضخم، من هنا أردت رصد المعاناة التي تتعرض لها المرأة بمفردها وبكل أشكالها.

 

-وكيف نفذت هذه الفكرة على أرض الواقع؟

بدأت بالتصوير في الشوارع والميادين، بائعات الخضار اللاتي يذهبن إلى السوق في الصباح الباكر، وتجسيد معاناتهن وهنّ يحملن سبت(المشنة) الفاكهة أو الخضار فوق رؤوسهن، إضافة إلى تصوير السيدات في مصانع الحياكة، بعدها اخترقت البيوت وتصوير ما يحدث من روتين يومي وأيضا دخلت غرف العمليات لتصوير معاناة الولادة القيصرية .

-ذكرتِ أنك قسمت القضايا إلى عدة مشروعات، كيف ذلك؟

نعم، وأطلقت عليها (مشروعات معاناة الياسمينة المعاصرة)، مقسمة إلى ستة مشروعات، المشروع الأول "نساء المصنع" المشروع الثاني "روان وابنتها صوفية" المشروع الثالث "أمينة" المشروع الرابع "الولادة القيصرية" المشروع الخامس "بائعة الخضروات" المشروع السادس "ياسمين".

 

-ألم تجدي صعوبة في التصوير بالشارع؟

تجربة تصوير السيدات في الشارع صعبة للغاية، فهن مازلن يخفن من أي شخص يحمل كاميرا، مما جعلهن يتعاملن معي بشكل غير لائق، المعوق الثاني هو صعوبة إيجادي مستشفى وطبيب نساء وتوليد لتصوير حالة أثناء الوضع، فهناك حالات كانت ترفض، في حين أنني تواصلت مع بعض المستشفيات وبعض أطباء النساء والتوليد للتصوير لديهم.

-هل اختلف تصوير المرأة في العصور الماضية عن العصر الحالي الذي نعيش فيه؟

بالطبع اختلف تماما، فقديما كانت المرأة تخدم بيتها وأولادها وزوجها، وإذا تعلمت فهو لتعليم أبنائها، وإنما الآن المرأة تخرج لتعمل مثلها مثل الرجل وتدفع النصف مثل الرجل وإذا لم تفعل ذلك لن يتعلم أطفالها ولن ينالوا الحياة الجيدة التي يتمنونها.

-ماذا عن طموحاتك في المستقبل؟

أتمنى تخصيص مكان للفنانين بعمل جزء للورش والتدريب، وآخر للفن والتصوير والفوتوشوب، مع إنشاء قسم للعلاج بالفن، ولقد أعددت برنامج ورش العلاج بالفن لمساعدة الأطفال والمراهقين والبالغين من إدراك مشاعرهم وكيفية التعبير عنها كالامتنان والتخلي وإدارة الغضب والتخلص من القلق.

الأكثر قراءة