العلماء يبتكرون نوعا جديدا من البلاستيك صديقا للبيئة

15 مايو 2024
يشكل تراكم النفايات البلاستيكية كارثة بيئية تهدد كوكب الأرض، ولطالما سعى العلماء والباحثون إلى ابتكار حلول بديلة للبلاستيك التقليدي، الذي يستغرق مئات السنين ليتحلل، مما يسبب تلوث التربة والمياه والهواء، وفي ضوء ذلك، يبشر اختراع نوع جديد من البلاستيك قابل للتحلل بالكامل بإحداث ثورة حقيقية في هذا المجال.
يصنع هذا النوع من البلاستيك من مواد طبيعية متجددة، مثل النشا والسليلوز، بدلا من المواد البترولية المستخدمة في تصنيع البلاستيك التقليدي، وتمتاز هذه المواد بخصائص فريدة تمكنها من التحلل بشكل كامل إلى مواد عضوية غير ضارة بالبيئة، خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا، تتراوح بين أسابيع وشهور، بفعل عوامل طبيعية مثل الميكروبات والضوء والحرارة، ولعل أهم ما يميز هذا الابتكار إمكانية إعادة تدويره واستخدامه مرات متعددة، مما يقلل من الاعتماد على المواد الخام الجديدة ويسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية، ومن المتوقع أن يسهم هذا النوع الجديد من البلاستيك في الحد من كمية النفايات البلاستيكية المتراكمة في البيئة، مما يقلل من مخاطر التلوث ويحافظ على الصحة العامة، كما أن له العديد من الاستخدامات المحتملة في مختلف المجالات، مثل تغليف المواد الغذائية، وتصنيع الملابس والأحذية، وإنتاج أدوات منزلية وألعاب للأطفال، وغيرها من الاستخدامات. ويقدم هذا الابتكار الجديد الكثير من الفوائد من بينها حماية البيئة من خلال الحد من تراكم النفايات البلاستيكية وتقليل مخاطر التلوث، والحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال تقليل الاعتماد على المواد البترولية واستخدام المواد المتجددة، ودعم الاقتصاد الدولي من خلال إمكانية إعادة تدويره واستخدامه، إضافة إلى تحسين الصحة العامة من خلال تقليل التعرض للمواد الضارة الموجودة في البلاستيك التقليدي.
على الرغم من إيجابيات هذا الابتكار، فإنه لايزال هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها قبل الاستخدام الواسع النطاق له، فأولا: لاتزال تكلفة تصنيعه مرتفعة نسبيا مقارنة بالبلاستيك التقليدي، ثانيا: يحتاج إلى بنية تحتية مخصصة لعملية إعادة التدوير، مما قد يتطلب بعض الوقت لتطويرها، ومع ذلك، فإن الإمكانات الهائلة لهذا النوع الجديد من البلاستيك تدفع العلماء والباحثين إلى الاستمرار في تطويره وتحسين خصائصه، مما يبشر بمستقبل واعد خال من مخاطر النفايات البلاستيكية، لأنه يعد خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة، لذا يجب تضافر الجهود من قبل الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لضمان الاستخدام الواسع النطاق لهذا الابتكار في المستقبل، مما يسهم في حماية كوكب الأرض وتحسين نوعية الحياة