الداعشيه ... الوجه الآخر للمرأه
 الداعشيه ... الوجه الآخر للمرأه
23 نوفمبر 2015
توقفت كثيراً أثناء متابعتي لتداعيات الأحداث المأساويه التي عصفت بالعاصمه الفرنسيه "باريس" أمام تصريح صدر عن الشرطه الفرنسيه بإحتمالية أن يكون من ضمن منفذي تلك العمليات الإرهابيه "امرأه إنتحاريه"
و المتابع للحركات النسويه سيدرك أن المرأه لم تترك مجالاً إلا و اقتحمته لتثبت أنها ند للرجل حتى أكثرها قسوةً و خشونه بل أنها لم تتردد للحظه في اقتحام أخطر حقول الألغام وأكثرها عنفاً وهي " التنظيمات الإرهابيه ".
فتاريخ التنظيمات الإرهابيه يحوي العديد من الشخصيات النسائيه التي اقتحمت هذا المجال منذ حقب زمنيه بعيدة و الغريب أن تاريخ تلك التنظيمات يشهد أيضاً للمرأه بأنها أشرس و أعنف في أدائها مقارنةً بالرجل ، و هو ما استدعى منا اقتحام ذلك العالم السري في محاوله لإلقاء الضوء على أبرز تلك التنظيمات التي شاركت المرأه بصفوفها كما سنحاول رصد أشهر الإرهابيات في تاريخ هذا المجال كما سنحاول تلمس الأسباب الاجتماعيه أو السياسيه أو النفسيه التي قد تدفع بالمرأه لترك مملكتها الآمنه و الذهاب الى ساحة القتال للوقوف الى جانب الرجل في تلك الساحة الدموية .
 
البدايه
 
خلال التظاهرات التي دأبت على تنظيمها جماعة الإخوان منذ إقصاء محمد مرسي حرصت الجماعة على أن تتقدم النساء والفتيات صفوف تلك التظاهرات و كانت طالبات الجامعة المنتميات لجماعة الإخوان خاصةً من ينتمين الى جامعة الأزهر يسلكن سلوكًا عنيفًا ومنفلتًا في كثير من هذه التظاهرات داخل الحرم الجامعي وخارجه و هنا تنامت العديد من الأسئله الهامه لتشغل بال المحللين و الباحثين مثل "هل يمكن أن تشارك النساء المنتميات لجماعات إسلامية على تنوع تياراتها في الأعمال الاحتجاجية العنيفة؟ , و ما هي الدوافع والمسببات التي تدفع بالنساء للانخراط في عالم الإرهاب؟ ويأتي هذا السؤال ليثير سؤالاً آخر حول دوافع لجوء المرأة إلى هذه الجماعات، وتطور دورها في التنظيمات الإرهابية من مجرد الرعاية والتنشئة إلى استخدام العنف والتخطيط له؟"
تذهب إحدى وجهات النظرالى أن دخول المرأة إلى عالم الإرهاب يمثل إحدى حالات التحرر التي تجتاح الشأن النسوي حيث تتمتع المرأة داخل الكيانات الإرهابية بالمساواة مع الرجل حيث يسند لها أدوار قياديه داخل هذه التنظيمات، ولكن وجهة النظر هذه قد تكون غير صحيحة بشكل كامل لدى الجماعات الإرهابية التي تدعي اتخاذها الإسلام مرجعية لها، فالمرأة بالنسبة لفقهاء تلك الجماعات تعد مجرد آلة تستخدم لاستمرار بقاء التنظيم، وهو ما يظهر جلياً في كثير من فتاوى رجال تنظيم القاعدة مثلًا الذين يحرّمون خروج المرأة لساحة القتال واكتفائها بدور الأم للأجيال الصاعدة بالتنظيم.
وهناك تصور آخر يذهب الى تخطى أسباب انضمام المرأة إلى التنظيمات الإرهابية فرضية التحرر إلى ذات الأسباب الشائعة التي قد تؤدي بالرجل للانضمام لمثل هذه الجماعات ومن أهمها الفقر والتهميش والقهر, وبما أن المرأة هي الطرف الأضعف في أغلب المجتمعات تقريباً فإن عوامل الضغط على الأفراد تؤثر عليها بشكل مضاعف.
و لكن الى الأن لم يستطع المحللون أو الباحثون بهذا الشأن التوصل الى الحقيقه الشافيه حول تلك التساؤلات التي طرحوها أو تلك الفرضيات التي إستندوا إليها في تقييمهم لهذه المعضله .
 
ولها وجوه أخرى
 
لعبت المرأة غير العربية وغير الإفريقية عامةً، أدوارًا غير تقليدية داخل الجماعات الإرهابية، تخطت فكرة الدعم أو التجنيد أو حتى المشاركة إلى أدوار القيادة بل وتأسيس بعض هذه الجماعات الراديكاليه كما لعبت المرأه العربيه ذات الإدوار حتى تشكيل و تأسيس الجماعات .
 
ندى القحطاني والدخول لساحة القتال في سوريا
 
لعلَّ من أبرز الأسماء التي تلمع بشكل كبيرفي هذا المجال هي ندى القحطاني المعروفة بـ" الأخت جوليبيب" التي كونت مجموعة من النساء تطلق على نفسها اسم "صحابة جينان" وأصدرت بيانًا لحمل السلاح في سوريا قالت فيه "إن قرار المرأة للقتال في ساحة المعركة هو مسألة خاصة بها، وأن للمرأة الحرية في القتال طالما أنها لا تشارك في أنشطة خاطئة، وتابع البيان أن الجهاد ليس واجبًا على المرأة المسلمة، لكنها ستكافأ عليه حتى لو اقتصر دورها على الرعاية الطبية للجرحى. وانتهى البيان بانتقاد الرجال الذين يسعون لمنع النساء من الانضمام إلى المعركة , وفي أعقاب إعلان القحطاني عبر وسائل الإعلام الاجتماعية أنها سوف تسافر إلى سوريا للقتال في الخطوط الأمامية والمشاركة في العمليات الجهادية، امتلأت ساحات التواصل الاجتماعي بتهنئة الناشطين الإسلاميين لها، ووصفوها بالسعودية الوطنية ودعوا النساء الأخريات للمشي على خطى القحطاني، ووصفوا تحرك القحطاني بأنه ضخ دماء جديدة للتنظيمات الجهادية، وشبهوها بوفاء آل الشهري وأروى البغدادي.
 
وفاء آل الشهري و أروى البغدادي والتجنيد الإلكتروني
 
وفاء آل الشهري هي أرملة عضو تنظيم القاعدة السابق في شبه الجزيرة العربية سعيد الشهري والذي تم ترحيله من المملكة العربية السعودية بعد العودة إليها من سجن جوانتانامو، ثم فر من بعد ذلك لليمن الى أن تم قتله في هجوم شنته طائرة أمريكية دون طيار في أواخر عام 2012 .
أما أروى البغدادي فهي زوجة عضو آخر بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو "أنيس البغدادي" والذي يعتقد أنه أيضاً مختبئ حالياً في اليمن , وتعتبر كلتا المرأتين "الشهري والبغدادي" أكثر من مجرد زوجتين لعضوي تنظيم القاعدة، فالسلطات السعودية توجه لهما اتهامات بتنظيم وتمويل وتقديم الدعم الأيديولوجي للقاعدة ، بالإضافة إلى إصدار دعوات علنية للآخرين للانضمام إلى التنظيم.
حيث تلعب المرأة الآن دوراً غير تقليدي بالنسبه لتنظيم القاعدة من حيث جذب شريحة أكبر من الشباب والفتيات للتنظيم من خلال التجنيد عبر شبكة الإنترنت وصفحات التواصل الإجتماعي كما تتولى المرأه الملف النفسي للتنظيم حيث تقوم بتشجيع الرجال على القتال و رثاء من يلقى نحبه منهم في المعارك , وقد كتبت وفاء آل الشهري مقالًا في مايو2010 وجهت فيه الدعوه إلى المرأة السعودية للانضمام لتنظيم القاعدة، وطالبت الشهري المرأة السعودية بالخروج للدفاع عن نفسها ما دام الرجل في شبه الجزيرة العربية لا يستطيع حمايتها حسب ما جاء بالخطاب ، واعتُبر هذا المقال خطوة رئيسية في تطور جناح القاعدة من الإناث في منطقة الجزيرة العربية.
 
التنظيمات حول العالم
 
 
هناك العديد من التنظيمات الإرهابيه و العسكريه حول العالم قامت بتجنيد المرأه و إشراكها بعملياتها الى جانب توظيف دورها الرئيسي كأم و أنثى لتدعيم أركان هذه التنظيمات بأعداد متزايده و تنشئه على المبادئ التكفيريه و المتشدده التي تعتمدها تلك التنظيمات ففي إفريقيا على سبيل المثال كانت المرأة عنصرًا أساسيًا داخل التنظيمات المتطرفة والإرهابية ، حيث تم الاعتماد عليها بشكل أساسي في الحفاظ على التنظيم سواء من خلال أدوارها التقليدية في تربية أجيال من الإرهابيين الصغار أو من خلال الأدوار غير التقليدية في التدريب العسكري والمشاركة في العمليات القتالية . 
 
تنظيم الأرملة السوداء
 
كوّن "شامل سلمانوفيتش باساييف" المعروف بـ " الأمير عبد الله شامل أبو إدريس" زعيم الجناح المسلح للمقاومة الشيشانية ضد روسيا حركة "الأرملة السوداء"، والتي تتكون من نساء انتحاريات كلهن أرامل لرجال شيشان تم قتلهم على يد القوات الروسية, لتلعب مجموعة "الأرملة السوداء" دوراً  كبيراً في تهديد الأمن الروسي لدرجة وصلت إلى تهديدات بتفجير دورة الألعاب الأوليمبية، وقد تخطت مجموعة الأرملة السوداء فكرة التنظيم الأم في تحركاته بشكل يبدو من خلاله كتنظيم مستقل.
 
بوكو حرام
 
تعتمد حركة بوكو حرام التي تحاكي النموذج الطالباني الأفغاني والتي يطلق عليها "طالبان نيجيريا"، على استراتيجية خطف النساء وخاصةً في الفترة الأخيرة بشكل كبير، مما خلق لها حاله من الصخب الإعلامي ولعلَّ أزمة اختطاف الفتيات الأخيره والتهديد ببيعهن ألقى الضوء بشكل أكبر على الجماعة و وحشيتها, و تسعى الحركة إلي منع التعليم والثقافة الغربية بشكل عام لأنها تراها "إفساد للمعتقدات الإسلامية"، و تطبيق الشريعة الإسلامية بمجمل الأراضي النيجيرية، بما فيها ولايات الجنوب ذات الأغلبية المسيحية
ويرى الباحثون أن اختطاف الفتيات موجة جديدة من الجهاد يعتمد على قمع النساء واستعبادهن، والذي تعتبره بعض الجماعات أفضل بكثير من تعليمهن , لكن من مراجعة شهادات بعض الفتيات اللواتي تمكنَّ من الهروب من قبضة الجماعة تلاحظ أن وظيفة النساء تتخطى فكرة العبودية فهناك قياديات داخل الجماعة و هن من يقع على عاتقهن تحويل الفتيات إلى مجرمات لربطهن بالتنظيم بشكل أو بأخر.
 
تنظيم جيش الرب للمقاومة
 
ولعل واحدة من الجماعات الإرهابية الأكثر شهرة في إفريقيا هي تنظيم "جيش الرب للمقاومة" بقيادة جوزيف كوني، وهذا التنظيم قد خلق الكثير من الاضطرابات في منطقة البحيرات الكبرى في إفريقيا، وكان المسئول عن المجازر والدمار في جنوب السودان وشمال أوغندا، وكذلك المنطقة الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتشمل تكتيكاتهم الإرهاب والعنف الجنسي، وحرب العصابات والاختطاف والتشويه، وما شابه ذلك. يعتمد جيش الرب على اختطاف النساء والفتيات وتهديد حياتهم، ويتشكل حوالي 80٪ من مقاتلي جيش الرب للمقاومة من الأطفال، 30٪ منهم من الإناث. والغالبية العظمى من النساء اللواتي ينضممن إلى جيش الرب للمقاومة، لا تفعل ذلك طواعية أو لأسباب التحرر، بل يتم تهديدهن بالقتل وإجبارهن على الخدمة، ويتم استخدامهن في أدوار التنشئة وتربية الأطفال والزراعة، والواجبات المنزلية، وسرقة المواد الغذائية، ونقل الأسلحة، وعلى الرغم من أن هذه الأنواع من الأدوار هي القاعدة بالنسبة للفتيات في جيش الرب للمقاومة، فإن بعض الفتيات يتم تدريبهن على العمليات العسكرية.
 
نساء القاعدة
 
منذ تأسيس تنظيم القاعدة سعت قيادات التنظيم إلى إبقاء المرأة بعيدًا عن أنشطة الخط الأمامي سواء في أفغانستان أوفي وقت لاحق بالسودان والسعودية واليمن , وقد تم الاعتراف لأول مرة من قبل تنظيم القاعدة باستخدام النساء كانتحاريات من قبل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق وتظل قضية قتال المرأه الى جوار الرجل موضع جدل فقهي كبير بين الجهاديين ، فبين فتاوى وفتاوى مضادة يحتدم الصراع على تقنين دخول النساء إلى ساحات القتال التي تعمل بها تلك التنظيمات المسماة بالجهادية أوتحريمها ، وعلى الرغم من أن هناك دوراً كبيراً وتوسعياً للمرأة داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلا أنه ما زال إستخدام المرأة للسلاح متحفظاً عليه بشكل كبير, وقد قيل ذلك بشكل واضح في رسالة مفتوحة موجهة للنساء من تنظيم القاعدة في منطقة الجزيرة العربية قيل فيها "نحن لا نريد منكِ الدخول إلى ساحة المعركة أو الدخول إلى الصراع الدائر، نحن نريد منكِ فقط محاكاة أسلافنا الإناث أتباع النبي محمد في الحث على الجهاد والاستعداد له والصبر عليه والمشاركة العاطفية من أجل انتصار الإسلام". لكن نساء القاعدة خاصةً في شبه الجزيرة العربية يلعبن دورا ً بارزاً جداً للتنظيم، بل ويعتبر هذا الدور سمة أساسية للقاعدة منذ إنشائها في الجزيرة العربية، وقد سلط يوسف آل أيري أول أمير للقاعدة في جزيرة العرب الضوء على أهمية دور المرأة في المنظمة، وكتب رسالة مفتوحة بعنوان "دور المرأة في الجهاد ضد العدو" قال فيها إن المرأة إذا كانت مقتنعة بشيء فلابد أن تقتنع بأنها أكبر مصدر يستمد منه الرجل قوته " .
 
تشكيل الميليشيات النسائيه ... الأسد يلقي بالكارت الأول
 
تبقى سوريا نقطة تحول نوعي في دور المرأة داخل التنظيمات القتاليه بشكل لافت، بل إنها دفعت تنظيمات مثل القاعدة الى التخلي عن أفكارها المتشدده في تحريم وجود المرأة كمقاتل، بل ودَفع الصراع داخل سوريا "جبهة النصرة" المنتمية للقاعدة إلى تكوين كتائب نسائية عسكرية خاصة بها.
حيث قام نظام الأسد بتكوين كتائب للإناث في مايو 2012 شُكلت من نحو 500 امرأة سميت "كتائب اللبؤات للدفاع الوطني" و كانت تتبع قوة الدفاع الوطني ذراع النظام الرئيسي لمكافحة التمرد، وقد اتسمت كتائب نساء الأسد بوحشيتها فهن مَن ذبحن حوالي 108 مواطن سوري من بينهم 34 امرأة و49 طفل في مدينة حمص فقط, و إستخدم الأسد كتائب اللبؤات كوسيلة لنقل صورة ليبرالية للنظام أمام الغرب بعكس المعارضة المتشددة التي لا تؤمن بدور المرأة كفاعل أساسي في الحياة السياسيه , وردا على خطوة الأسد بدأت المعارضة في تكوين كتائب نسائية في خطوة تعتبر الأولى من نوعها بالنسبة للتيارات المعروفة بتشددها.
 
الجيش السوري الحر و تشكيل الكتائب النسائية
 
بعد شهر من تكوين الأسد الكتيبة العسكرية النسائية قام الجيش السوري الحر بتكوين الكتيبة النسائية الأولى في صفوفة، وقد تشكلت هذه الكتيبة من حوالي 150 امرأة معظمهن كرديات حيث تلعب النساء الكرديات دور عسكري بشكل أوضح وأقوي من كافة فصائل المعارضة الأخرى , ووفقا لوكالة فرانس برس فإن واحدا من بين كل 5 مقاتلين في وحدات الحماية للشعب الكردي (YPG) الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من النساء , ومن اللافت للإنتباه أن حزب الاتحاد الكردي قد شكل كتائب نسائية في جميع أنحاء البلاد، وأن المقاتلين الرجال لا يجدون غضاضة لوجود النساء معهم على الخطوط الأمامية في ساحات الاقتتال مع النظام.
 
كتائب القاعدة النسائية
 
سعى تنظيم القاعدة منذ بداية تشكله لحسم موقفه من مشاركة المرأة في صفوف القتال لتبقى غائبة عن الأدوار العسكرية بين صفوف المقاتلين الأفغان العرب حتى بعد انتقال الخلايا إلى السعودية وتحولها عقب ذلك إلى اليمن ، ثم حدث التحول الغير مسبوق عندما بدأت المرأة بتفخيخ نفسها في العراق في 2005 من خلال إعلان «القاعدة» حينها على لسان قائدها الزرقاوي تجنيد عشرات الفتيات كانتحاريات , ويأتي الدور العسكري لنساء القاعدة مخالفا لفتاوى رجال التنظيم خاصة ما قاله يوسف العييري في بيان نشره ووجه فيه النداء للمرأة قائلا "نحن لا نريد منكِ أن تدخلي أرض المعركة لما فيه من تبذل وفتنة، ولكننا نريد منك أن تقتدي بنساء السلف في تحريضهن على الجهاد وإعدادهن له وفي صبرهن على هذا الطريق وفي شوقهن للمشاركة بكل شيء مقابل انتصار الإسلام , فأقل ما يطلب منك في حال خروج الرجال إلى الجهاد أن تسكتي وترضي بما أمر الله به ، واعلمي أنك حين تثنين الرجال عن الجهاد، سواء كانوا أبناءً أو أزواجاً أو إخوة فإن هذا نوع من الصد عن سبيل الله لا يرضاه أبدا " .
و رغم هذا الموقف التأصيلي والسلبي تجاه مشاركة المرأة في القتال ، فإن مجموعة من النسوة خرجن ببيان تحت اسم «رفيقات الجنان» لمساندة موقف الإرهابية السعودية "ندى القحطاني" التي قررت السفر للقتال في سوريا وقلن في بيانهن "إن نفير المرأة المسلمة إلى الشام إنما هو شأن خاص ولها الحرية في الإقبال على ذلك طالما كان دون معصية " , ويعتبر هذا البيان خطوة كبيرة نحو تغير جذري في تركيبة التنظيم الإرهابي الأكبر على الساحة الدولية الآن.
 
كتائب جبهة النصرة
 
جبهة النصرة هي فرع تنظيم القاعدة داخل سوريا، ويبدو أن الجبهة لم تجد مفرا من تكوين كتائب من المقاتلات النساء، خاصة بعدما اشتركت كل الفصائل الأخرى سواء مع التي تقاتل ضد النظام أو تلك الموالية له. وقد تعاونت الكتائب النسائية مع بعضها البعض ، فاشتركت كتائب "جبهة النصرة" مع الكتائب الكردية، وتم تدريبهم على استخدام أنواع من الأسلحة التي لا حصر لها بل وتدريبهن على القنص بالـ"أر بي جي".
 
كتائب داعش الأكثر رعبا
 
يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو التنظيم الأكثر وحشية في ممارساته داخل المناطق التي يسيطر عليها ويظهر ذلك بوضوح في منطقة الرقة التي صار اسمها "إمارة الرقة" ، ولا تقل ممارسات الكتائب النسائية الداعشية وحشية عن ممارسات المقاتلين الرجال من التنظيم نفسه، ومن بعض القوانين التي تفرضها داعش النقاب الأسود السميك، وأي تهاون من قبل المرأة وخصوصا فيما يتعلق بدرجة سماكة النقاب يؤدي إلى الاعتقال ، إذ تعتبر هذه المخالفة من أكثر المخالفات التي تم اعتقال نساء في الرقة بناء عليها و أيضاً إجبار مسيحيي الرقة على توقيع عهد ذمي يقضي بدفع "الجزية" ومنعهم من رسم الصليب أو استخدام مكبر الصوت في صلواتهم , الى جانب العديد من القوانين الأخرى أشد صرامه مما سبق وتفرض "داعش" عقوبات على مخالفي هذه القوانين ما بين الجلد وبتر الأعضاء لتصل إلى الإعدام في بعض الحالات .
و كونت "داعش" كتيبتين نسائيتين رئيسيتين، هما "كتيبة الخنساء" وكتيبة "أم ريان"، وجاء ذلك بعد تعرض أفراد من التنظيم لعدة كمائن نفذها انتحاريون يرتدون زيا شرعيا نسائيا، فشكلت "داعش" كتيبة نسائية لتفتيش جميع النساء خوفا من تكرار هجوم من هذا النوع مرةً أخرى .
 
ونهاية يجدر الإشاره الى أنه بالنظر الى الوضع المتأجج بمناطق الصراع يظهر لنا تغيراً نوعياً في أدوار النساء داخل الجماعات المتطرفة والإرهابية وأن هناك تحول في الدور التقليدي للمرأة من الدور الأمومي إلى الدور التجنيدي، ومن كونها مجرد أداة جنسية إلى كونها فاعلا أساسياً ومحركاً للأحداث على أرض المعركة ، هذا التغير الذي طال التنظيمات الإرهابيه الأكبر على الساحة وهي تنظيم القاعدة و تنظيم داعش و ما يمثله من تحول قد يؤثر في مستقبل تلك التنظيمات يضعنا أمام تساؤل هام و هو " هل سيأتي اليوم الذي يتخلى فيه الرجال عن أدوارهم القيادية للمرأة.. و هل سيترتب على ذلك حدوث تغيراً جذرياً في أفكارتلك التنظيمات ؟ " وحدها الأيام المقبله تحمل إجابة تلك التساؤلات .
 
الأكثر قراءة