ساعةُ الحائط
ساعةُ الحائط
مشاهدات: 315
31 مارس 2019

في عيد الأم،

إلى ماما سهير 

التي طارت 

إلى حيث تطيرُ الأمهاتُ 

ولا يعدن

ألبِسُ 

قميصَكِ الورديَّ

وروبَكِ الأزرقَ

أشدُّ الإزارَ 

على خِصري

وألفُّ شالَكِ الصوفيَّ 

حول كتفيّ

فتنبسطُ ساعداكِ الطيبتان

تترفّقانِ

تضمّانني

فأنام.

***

أُغلِقُ أصواتَ الكون

وأُنصتُ

إلى وَقْع دقّاتِ ساعة الحائط

ذات البُندول

...

صوتُها يستحضركِ 

وأنتِ 

تُعدّين لنا الشطائرَ في الصباح

قبل موعد المدرسة

فيغسلُ عن بيتي الوحشةَ

والبياض

...

يخبرُني 

أنكِ تنظرين إلىَّ 

من هناك

من حيث أعلى العُلا.

***

هلْ أنتِ في السماءِ؟

هلِ السماءُ جميلةٌ؟

بها شجرٌ 

ووردٌ 

وحلوى 

وعصافيرُ؟

***

ساعةُ الحائط 

ذات البندول الفضيّ

ضحّيتُ من أجلها

بكل ما تملكين

من ذهبٍ وجواهرَ

مقابلَ هذا الرنين.

***

كانت الساعةُ في بيتكِ 

قبل عام

أو قبل عشرين عامًا

بيتنا القديم يا أمّي

...

هي الآن في بيتي

مُعلّقةٌ على الحائط 

الذي يُقابِل صورتك

في فستان الزفاف الأبهى.

***

هل قابلتِ أبي في السماء؟

هو هناك منذ عشرين عامًا

لا بد أنه 

ابتنى لنا بيتًا

وزرعَ حوله حديقةً 

ونخلاً 

وجداولَ 

من ماء.

***

ابحثي عنه

لا بد ستجدينه جالسًا هناك

تحت الشجرة

يسمع فهد بلان وفيروز

في انتظاركِ.

***

فستانُكِ الأبيضُ 

مطعَّمٌ باللؤلؤ 

والتُّلّ 

والدانتيل

وضعتُه إلى جواركِ

في الصندوق الخشبيّ

حتى تأنسي به

ويأنسُ بكِ.

***

تدقُّ الآن الثالثةَ

الليلُ موحشٌ

وأنا خائفةٌ

وأنت

وحشتِني.