فلة (1)
فلة (1)
مشاهدات: 433
9 نوفمبر 2017

سيدات كثيرات سيجدن في قصة فلة انعكاسا لقصتهن فهي حكاية تكررت كثيرا. ولدت وفاء التي كانوا ينادونها بفلة وهو اسم التدليل، فى حى شعبى وأسرة مفككة، أم وأب طوال الوقت فى صراعات وخناق وغيرة بسبب نزوات الأب وأطفال كل واحد فيهم «عايش مع نفسه»، فأخذت فلة قرارا منذ طفولتها أن تشق طريقها وألا تجعل ظروفها تتحكم فيها. رغم حبها الشديد لأهلها ولجيرانها كانت تحلم بالخروج من منطقتها الشعبية لمكان أرقى اجتماعيا. ما إن ظهرت عليها معالم أنوثتها خطبتها أمها لأول من تقدم لها وكان عمرها ١٦ سنة. وافقت لكنها صممت أن تكمل تعليمها خاصة أنها كانت متفوقة جدا ولديها قبول بين زميلاتها، مرحة وتترك بصمة دائما فى المكان الذي توجد فيه. رضيت بالخطبة إرضاء لأمها إلا أنها لم تستطع أن تحب خطيبها الذي كان يكبرها بعشر سنوات مع أنه أحبها أكثر من نفسه، وكان كريما في مشاعره نحوها لأقصى درجة، ولكن لأن القلب له أحكامه لم تستطع مبادلته مشاعره. رغم رومانسيتها الشديدة  كانت عصبية الطباع صوتها عال وعندما تغضب تصبح نبراتها حادة. عند أول غلطة ارتكبها خطيبها تركته وهى سعيدة، كانت ما زالت أشبه بطفلة إلا أنها كانت شديدة الثقة بنفسها وأن من ذهب هو الخسران وسيأتي الأحسن منه. ضحكت وهي تذكر زميل رابعة ابتدائي الذي أعطاها دبلة فتلة تلفها حول إصبعها وحتى بعد أن كبرا وتزوج الفتى الذي أصبح شابا ما زال يحكي للجميع ومنهم زوجته عن قصة حبه لفلة. بعد تركها لخطيبها بأيام تقدم لخطبتها ابن صديق لوالدها وهنا كانت بداية مرحلة طويلة فى حياتها ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. كان الشاب في العشرين من عمره وكانت هى قد أصبحت بنت ١٧ عاما.. شاب مبهر شكلا وموضوعا، جميل الشكل عيناه خضراوان وأبيض البشرة حاجة «خواجاتي كده»، وعلى المستوى الإنساني كان طموحا والأهم من كل هذا أن كل  بنات المنطقة كن يتمنينه. كان حسين شابا عمليا، وهنا بدأت معاناتها معه. لم تحبه ولكنها انبهرت به وباختياره لها وتفضيلها عن بقية الفتيات، واستمرت الخطبة ست سنوات  ركزت فيها فلة على  دراستها حتى دخلت الجامعة. طول فترة الخطبة لم يكن بسبب دراستها بل بسببه لأنه كان «بتاع بنات» ودائما يتحجج بانشغاله في عمله ولَم تستطع أن تمسك عليه دليلا واحدا أنه «يلعب بديله».