عبلة "2"
عبلة 2
مشاهدات: 267
27 مارس 2017

كان والد عبلة فى ذلك الوقت مريضا يعانى من آلام مبرحة وكانت لا تستطيع تحت أى ظرف من الظروف أن تتسبب له فى ألم إضافي. بعد محاولات عديدة لإقناعه باءت بالفشل طلبت عبلة من على الانفصال.. تزامن هذا مع ترشيح زوجة لعلى من جانب أهله من منطلق«خد واحدة من توبنا يا ابنى دى مش حتنفعك»، ولأنه كان شديد التعلق بعبلة ترك المنزل وقاطع أهله فترة عله يضغط عليهم كى يضغطوا بدورهم على أهل عبلة..وعندما مرت الأيام واكتشف أن قرار أهلها لا عودة فيه، أصيب باكتئاب حاد ونقله أهله إلى ألمانيا للعلاج..فى هذا الوقت مرت عبلة بحالات مختلفة أولها كان إحساسها الفظيع بالوحدة بسبب تعودها على وجود على فى حياتها على مدار٢٤ساعة فى اليوم ثم عندما علمت باكتئاب على بدأ داخلها ينمو إحساس بالذنب كان يكبر كل يوم حتى سيطر عليها..سنوات مرت، حاول أكثر من شخص التقرب إليها،ولكنها كانت تبعدهم عنها.فقدت قدرتها على الدخول فى أى علاقة،كانت تشعر بأنها ستتسبب فى جرح أى شخص يقترب منها،وأنها ستكون مصدر ألم لمن يحبها وأن الحب مهما كان قويا لا بد من فراق،عاشت سنوات طويلة تحمل فوق أكتافها شعورا بتأنيب الضمير..وكانت تتابع أخبار على وعرفت من أصدقاء مشتركين أنه تزوج من فتاة رشحتها له والدته،تشبهها شكلا وأفكارا وأنجب طفلة..رغم معرفتها بهذا إلا أنها لم تستطع الدخول فى علاقة جديدة..إلى أن كان يوم قررت فيه السفر إلى الهند فى رحلة تجمع فيها بين التأمل واليوجا من أجل الاسترخاء..وهناك التقت معالجة روحانية نصحتها كى تتخلص من حملها هذا بأن تعتذر لعلي..علها فى اعتذارها هذا تخفف عن نفسها قليلا..وما إن عادت حتى نفذت النصيحة..حادثت على واعتذرت له..حدثها عن حياته وكيف أنه يشعر بعدم انسجام بينه وبين زوجته فهى مختلفة عنه..يومها قال لها:

لا ذنب لى أنى  ولدت وسط عائلة تختلف عن عائلتك.. نحن لا نختار أهلنا»...

تحادثا قليلا ثم ابتعدت كى لا تحيى الماضي..بعد سنوات عندما التقيتها وسمعت حكايتها سألتها«هل دخلت فى علاقة بعدها؟» قالت: لا

فسألتها:

«هل أنت مقتنعة فعلا  بأن إحساسك بالذنب هو الذى تملكك طيلة السنوات الماضية؟ لا أعتقد..الحقيقة  أنك مازلت تحبينه».

نظرت إلى بعينين مفتوحتين كمن تم ضبطه متلبسا فى أمر ما..ولم تجب..