ساحرة
ساحرة
مشاهدات: 97
29 مايو 2016

أقبضُ عليكَ

 في كهفِ صدري

مُتلبِّسًا بتعذيبِ قلبي الذي 

تحتلَّه

دونَ صَكِّ مِلكيةٍ

ولا عقدِ اتفاقٍ موثّقْ

ممهورٍ بتوقيعي.

 

لو كنتُ ساحرةً

لنزعتُ ريشتي عن جناحِكَ

وزرعتُها

في جناحِ الرجلِ الطيبْ.

 

حين أغدو ساحرةً

سأُخرجُ قلبي من صدري

وأجهِّزُ مباضعَ الجراحْ

وأسلاكَ الخياطةِ الطبيّة

ولفائفَ ضماداتٍ

وأبدأُ عملي.

 

بالمِشرطِ

أفتحُ غرفَهُ الأربعْ

غرفةً 

غرفةْ

أُفتِّشُ زواياه

وبالملقطِ

ألتقطُ بقايا قصائدِك 

المعشّشة في أركانه

وبالِمنظارِ الدقيقْ

أتلصَّصُ داخلَ الشرايينْ

أنبِشُ في كلِّ دُرجٍ

وكلِّ صندوٍق

وبين دفتيْ كلِّ كتابْ

حتى أعرفَ

أين تختبئُ منى

كلّما قسوتَ

وهجرتَ 

وظلمتْ

وكلّما عانقتَ امرأةً سواي

ودفنتَ رأسَها الصغيرَ

في غابةِ صدرِكَ

صدرِكَ

الرحبِ على جميعِهنَّ

إلا عليّ.

 

أقبضُ عليكَ في كهفِ صدري

مُتلبِّسًا بتعذيبِ قلبي الذي تحتلَّه

دونَ صَكِّ مِلكيةٍ

ولا عقدِ اتفاقٍ موثّقْ

ممهورٍ بتوقيعي.

 

وبعدما أُجليكَ عن قلبي

أنضو عن حقولي غبارَ جِيادِكَ

وبقايا الرَّصاصِ والسهامِ والرماحِ التي 

خلَّفتْها جيوشَكَ

في صدري

بعد أنْ فتَّتتْ أوردتيْ

وحصونيَ

وهدمتْ قِلاعي التي كانتْ

أبيّةً

عصيّة

قبلَ غزوِكَ.

 

ساعتَها

أعيدُ ترتيبَ دقاتِ قلبي المنذورةِ لكْ

علَّها تهدأُ

وأزرعُ أشجارًا 

وزهورًا 

وعصافيرَ

في زواياه التي جَدَبَتْ

برحيلِكَ

وأصنعُ من أوراقِ قصائدي

صندوقًا جديدًا لأسراري

بدلَ ذاك الذي تهشَّمَ

في معركةِ جلائِكَ عن قلبي.

 

وحين تضعُ الحربُ أوزارَها

أنتظرُ الهودجَ الهادئَ

الذي يحملُ الفارسَ الجديدَ

إلى قلبي.

 

الرجلَ الطيبَ الذي 

حملَ لي إلهةَ الفراعينَ

وخاتمًا من الألماسْ

وقلبًا

لا يحملُ سواي

وصدرًا

لا يُخبئُ في رِحابِه

رأسًا سوى رأسي

وجيوشًا تزودُ عن خيمتي

مهرًا

لغزوِ قلبي.

 

لو كنتُ ساحرةً

لطويتُ كتابَكَ

وأحببتُه.

 

لكنني

…..

لستُ ساحرةً

بعدُ

يا حبيبي.