أيها السادة.. نحن نستطيع لو أردنا!
أيها السادة.. نحن نستطيع لو أردنا!
مشاهدات: 63
2 مايو 2019

كان السؤال المعلق فى الهواء أمامنا نحن صحبة النادى من الرجال والسيدات.. وكلنا وكلهن والحمد لله متزوجين ومخلفين كمان صبيان وبنات.. من يشترى لوازم البيت من خضار وفاكهة ولحوم وأسماك وسائر لوازم البيت من صابون وفوط مطبخ وشامبوهات للشعر وأدوات زينة ولمبات كهربائية لزوم الإضاءة ومئة ألف حاجة وحاجة لزوم النظافة وكنس ومسح الباركيه إذا كان لايزال فى بيوتنا والسجاجيد والمشايات وفوط المطبخ ولزوم تشغيل الغسالات الكهربائية بالطبع ولمبات الكهرباء الموفرة وغير الموفرة.. لا يهم من سيتولى مهمة تركيبها وتغييرها فى حالة إنهاء عمرها الافتراضى .. ناهيك عن المشايات والسجاجيد ومئات الحاجات الصغيرة التى لم تحسب لها حسابا وربما لا تعرف بصفتك الزوج الغضنفر من أين تشتريها وبكم؟

أما بند اللحوم والأسماك والأرز والمكرونات والبقول من لوبيا وفاصوليا إلى جانب السكر والشاى والقهوة والنسكافيه إذا كان في البيت من يهواه ويشربه.. كل هذه الحاجات والمحتاجات.. من يتولى من الزوجين أمر شرائها ودفع ثمنها؟ هى باختصار كده كما يقولون من يمسك مصروف البيت.. الزوجة أم الزوج.. أم الاثنين معا¿ يعنى يذهبان معًا إلى السوبر ماركت لشراء لوازم البيت فى يوم الإجازة.. وأهى خروجه والسلام كما قال لى أحد الأزواج الذى يذهب فى يوم الإجازة إلى المول الكبير فى íæã جمعة.. وهات يا شراء وادفع يا عم متولى.. هذا هو إشارة خفية إلى الزوج الغلبان.. الذى تتحرك الفاتورة فى آخر اليوم إلى داخل محفظته أو الفيزا كارت ــ زى حالتنا كده ــ التى تتولي أمر دفع كل المطلوب.. والسلام عليكم ورحمة الله!

✳ ✳ ✳

زمان لم يكن لدينا حاجة كده اسمها سوبر ماركت أو حاجة اسمها مول كبير كأنه مدينة مصغرة فيها كل ما يخطر على بال وما لا يخطر كمان.. والأزواج عادة سواء حضروا أو لم يحضروا هم الذين يدفعون فى النهاية فاتورة الشراء زادت أو قلت وهى عادة تزيد في كل مرة.. بحجة أن الحاجات والمحتاجات قد ارتفع ثمنها الطاق طاقين وساعات فلانة كما قال لى أحد الأزواج ساخطا بعد تعويم الجنيه المصرى.. وسجوده أمام السيد الدولار الذى لا يرحم ولا يترك رحمة ربنا تنزل ـ كما يقول العامة ــ وتضاعفت أسعار السلع حتى احتياجات البيت بدل ما كنا ندفع الشىء الفلانى فى أى سلعة حتى لو كانت مكرونة أو أرز وحتى صوب نحن نزرعها فى أراضينا مثل القمح والذرة والأرز والعدس والفاصوليا واللوبيا.. كلها غارت من صويحباتها من البقول التى نزرعها نحن فى أراضينا وضربها الدم وقالت بالصوت الحيانى: يا ترى مين يقدر على مهرى.. يعنى ثمنى؟

كل شىء مولع نار يا عزيزى!

قال صديق لى كان مرتبه يفوق وزيادة ما تطلبه الزوجة وما يطلبه الأولاد عن حياتهم اليومية وأصبح الآن يحسبها بالقرش والتعريفة… بعد أن اشتعلت النيران فى أسعار كل شىء.. حتى السلع التى كانت تملأ رفوف الجمعيات والسوبر ماركت وكانت برخص التراب.. قالت لمن حولها: اشمعنى أنا كمان ماارتفعش سعرى فى السوق هو أنا أقل من الدولار واللا إيه؟

وإذا سألت البائع أو صاحب المحل أو حتى أى مسئول فى أى سوبر ماركت أو أى جمعية تعاونية تشرف عليها وزارة التموين.. كان جوابه: اشمعنى هما فى السوبر ماركات بيغلوا فى السعر.. داحنا كمان نغلى عليه كمان وكمان هما أحسن مننا فى إيه؟

✳ ✳ ✳

أذكر مرة فى السبعينيات والثمانينيات.. كانت الأسعار فى متناول الجميع..غنيًا كان أو فقيرا.. أيام كان الدولار لا يتجاوز سعره العشرين قرشا واسألوا عمنا إسماعيل يس عندما قالها في فيلم المليونير عندما سأله أنور وجدى بطل الفيلم: بتاخد كام فى اليوم؟

قال: باخد ون دولار.. يعنى واحد دولار.. يعنى ريال!

يعنى أيامها كان الدولار لا يتجاوز سعره العشرين قرشا.. يعنى الجنيه المصرى كان أيامها يساوى خمسة دولارات تصوروا؟

والنهاردة الدولار وصل سعره كام يا ترى؟

سأترك لكم الجواب. ولازم نشد حيلنا شوية ونشتغل ونشقى وننتج ونصدر من عرقنا ومن أرضنا قطن + قمح + بترول + غاز + خضروات وفواكه + عافية ومخ المصريين الذين صنعوا أعظم حضارة عرفها التاريخ التى اسمها الحضارة المصرية.. نحن نستطيع أيها السادة وصدقونى..

✳ ✳ ✳

كلمات عاشت:

«محلاك يا مصري وانت عالدفة والنصره عامله فى القنال زفه»

أغنية مصرية من الزمن الجميل

الأكثر قراءة