كن لها "طارق" تكن لك زينة
كن لها طارق تكن لك زينة
مشاهدات: 252
20 فبراير 2019

ظاهرة إيجابية أن تعود مناقشات الناس في البيوت حول القضايا الاجتماعية التي تعرضها المسلسلات بدلا من أن تكون حول جرائم العنف والعشوائيات التي كانت تسيطر على موضوعات الدراما لعدة سنوات، ولكني توقفت أمام استغراب البعض لعلاقة طارق وزينة ( محمود حجازي وولاء الشريف ) الرومانسية والحنونة في مسلسل أبو العروسة واعتبار البعض أنها تحمل نوعا من المبالغة، في حين لم يستغرب أحد من شخصية كريم عبد العزيز في فيلم نادي الرجال السري ومن فكرة خيانة الرجال لزوجاتهم، وللحقيقة فإن الفيلم يتمتع بخفة الدم، لكن من الأشياء التي لفتت انتباهي تعليقات الجمهور فسمعت واحدا بين مجموعة من الشباب يقول: أنا لعبت دور حيرم بالضبط ويرد عليه صديقه ياعزيزي كلنا حيرم (حيرم هو بيومي فؤاد الذي يلعب دورالشخص الذي يساعد ويغطي على الأزواج أثناء خيانتهم لزوجاتهم) في حين أجد امرأة تمتزج لغتها بين المزح والشك وهي تقول لصديقاتها ضاحكة: وأتاري زوجي كل يوم والثاني يقول إنه بيحضر عزاء (حيث كان كريم يخرج لمغامراته النسائية مدعيا أنه في واجب عزاء) أما ما استوقفني فكان حوارا بين زوجين يجلسان بالقرب مني، كانا يتحدثان أثناء الاستراحة في وسط الفيلم حيث قال لزوجته عرفت أن الزوجة مسئولة عن أن الحب ينطفئ، وأعتقد أن هذا تعقيب على عبارة لكريم عبد العزيز وهو يبرر خيانته بأن زوجته تختلف عما بعد الزواج وأنها تغيرت وانطفأت وأطفأت حبه لها شيئا فشيئا ولمحت في عيون الزوجة ردودا لم تستطع أن تقولها نظرا لأن السينما أعادت إطفاء الأنوار إيذانا باستكمال الفيلم. وما أثار اهتمامي هو أن المجتمع يجد أن الخيانة ممكنة وقد يكون لها مبرر في حين يرى أن الإخلاص في الحب وحسن معاملة الزوج لزوجته هما أمر غير ممكن وغير منطقي، أيضا فكرة تحميل الزوجة كل أسباب الفشل في العلاقة الزوجية واعتبار أن الزوج هو رد فعل أمر يستحق التوقف عنده، فلو كان الزوج قد قدم ما عليه لزوجته من إخلاص وحسن معاملة ومودة فمن المؤكد أن الزوجة كانت ستصبح أكثر استقرارا وقدرة على العطاء وكما تقول إحدى العبارات الشهيرة « يمكن أن تتعرف على حسن أخلاق الرجل من ملامح زوجته الراضية والسعيدة ». والمشكلة تكمن في اعتقادي في أن الظروف الاقتصادية الصعبة وغياب الزوج عن كثير من الأسر لسفره للعمل كانا لهما تأثير كبير على شكل العلاقة بين الزوجين في الأسرة وكان لهما انعكاس ملموس على الجيل الذي نشأ في ظل مناخ تحكمه قواعد أخرى غير التي تربي عليها آباؤنا وأجدادنا، حيث تضاعفت مسئوليات الأم في حين ازداد شعور كثير من الأزواج بأنهم مجرد دفتر شيكات أو حساب في البنك لزوجاتهم، فساد الفتور في كثير من تلك العلاقات لدرجة أنه فى بعض الأسر حين يستمر وجود الأب في المنزل أكثر من المدة المعتادة لإجازته يتمنون سفره، وحتى من لم تضطره الظروف للسفر للعمل بالخارج فإن طبيعة العمل حاليا أصبحت تستغرق معظم الوقت فنجد الزوج يعود للمنزل في المساء وأحيانا الزوجة أيضا. وهي أمور لا تعطي مساحة لاستمرار العلاقة بين الأزواج على نفس القدر من الحميمية والمودة التي كانت في بداية زواجهم. ولا يبادر أي منهم برأب هذا الصدع الذي حدث في العلاقة.

 والحقيقة أننا ننتهز فرصة عيد الحب لنذكر الأزواج بأنه مناسبة ليس لتبادل الهدايا وإنما هو فرصة لتبادل الكلمات الحلوة واسترجاع بعض من الحميمية في العلاقة. وفي داخل المجلة تحقيق عما يمكن أن يفعله مجرد الحضن الدافئ بين الأزواج من تحسين العلاقة بينهم. باختصار المشاعر وعلاقة الحب يمكن أن يستمرا بين الأزواج على نهج طارق وزينة وهذا أمر ليس مستحيلا فقط كن لها «طارق» تكن لك زينة .

نور الكلمات: 

"الحب لا يتعلق بما تتوقع أن تحصل عليه من الطرف الآخر، بل ما تتوقع أن تمنحه له والذي يكون كل شيء". كاثرين هيبورن

"الحب يعني أن تميل بكلك إلى المحبوب ثم تؤثره على نفسك وروحك ومالك ثم توافقه سرا وجهرا ثم تعترف بتقصيرك في حبه". جلال الدين الرومي

 

الأكثر قراءة