منتدى الشباب نظرة للمستقبل
منتدى الشباب نظرة للمستقبل
مشاهدات: 84
22 نوفمبر 2018

منتدى الشباب يعقد دورته الثانية هذا الأسبوع بمدينة شرم الشيخ وإذا كان الموضوع التالي المنشور بالمجلة سيمكنك من التعرف على بعض تفاصيل المؤتمر. لكني لست هنا بصدد الحديث عن الفعاليات التي ستتم أو الشخصيات التي ستكرم وإنما سأتحدث عن ما قيل حول جدوى المنتدى والتكاليف التي تنفق عليه وذلك من منطلق حضوري لعشرات المؤتمرات الدولية سواء في مصر أو حول العالم . عندما حضرت المنتدى السابق كنت فخورة بعدة أشياء أولها المشاركة الدولية الواسعة من شباب العالم. فبحسب ما رأيت فإن أكثر من نصف الحاضرين كانوا من شباب عربي وأجنبي الأمر الثاني المهم هو أن المنتدى بكافة تفاصيله كان من تنظيم شباب البرنامج الرئاسي. ورغم أنهم شباب صغير السن فإنهم اكتسبوا خبرة وثقة في النفس كبيرة. وللحق هم كانوا أهلا للثقة فبرنامج العام الماضي كانت جلساته مهمة تجبر المشاركين على الحضور وذلك بعكس مؤتمرات كثيرة أخرى يشارك فيها معظم الحاضرين في الجلسة الافتتاحية ثم تجد القاعات فارغة باقي اليوم أما منتدى العام الماضي فإن من شدة حرص المشاركين على حضور الندوات أن بعضها كان يغلق أبوابه قبل بدء الجلسة وذلك لعدم وجود مقعد واحد فارغ بها. من الأمور المميزة في منتدى الشباب مشاركة عدد من الوزراء المصريين وبعض من الوزراء والمسئولين العرب والأجانب في حضور الجلسات وطبعا يتوج هذا بحضور السيد الرئيس واستماعه للشباب بصدر رحب. أيضا وجود شباب من كل دول العالم هو أمر مهم على كافة الأصعدة فهو فرصة حتى يتعرف شبابنا على تجارب غيرهم من الشباب وأيضا فرصة لطرح ما لدينا من رؤى وأفكار على شباب واعد من كل دول العالم ومن يدري لعل بعضا منهم يتولى يوما منصبا قياديا في بلاده فيكون لديه معرفة ببعض قضايانا وقد يرتبط بعلاقات طيبة ممتدة مع بعض الشباب المصري مما يفيد مصر على كل الأصعدة. ورغم أن التفاصيل التي نعرفها حتى الآن عن المنتدى المقبل لا تزال قليلة لكني متأكدة أنها ستحمل الكثير من الرؤى لا سيما وأن فكرة المنتدى الأساسية قائمة على كتاب الكاتب الراحل ميلاد حنا الأعمدة السبعة للشخصية المصرية. وأعتقد أن القائمين على المؤتمر عندما استندوا على هذا الكتاب في المنتدى لم يكونوا يقصدون أن يكون المنتدى عن المصريين إنما أرادوا أن يجعلوا من الإنسان المصري الذي اندمج مع العديد من الحضارات وتقارب وتعايش معها دون أن يفقد هويته هو النموذج الذي يمكن أن تبنى عليه العلاقات بين الشعوب الآن. فالمصري مرت عليه جميع الديانات السماوية وتعايش مع العديد من الثقافات. ورغم ذلك لم يذب في أي من تلك الثقافات، فحتى وإن تأثر بها فإنه احتفظ بسماته الخاصة وشخصيته عبر العصور. إنني أرى أن هذا المنتدى فرصة جيدة للتعارف بين الشعوب وأتمنى استغلال وسائل التكنولوجيا الحديثة لتوسيع المشاركة فيه، كأن تكون هناك جلسات بالفيديو كونفرنس في بعض الجلسات وبعض المراكز البحثية الدولية أو أن يكون هناك جزء من اليوم الدراسي لبعض طلاب المدارس لمشاهدة بعض الجلسات بطريقة المشاركة التفاعلية فيسمح لهم بطرح أسئلة والإجابة عليها من الحضور وأعتقد أن هذا سيحقق فوائد على نطاق أوسع . منتدى الشباب آثاره ستتحقق في المستقبل فهو يعطي الفرصة لخلق جيل واع قادر على اتخاذ القرار وعلى صنع الحدث. وإنني أتمنى أن أرى فى كثير من المؤتمرات الأخرى والتي تقيمها الوزارات أن يعطي شباب المنتدى مهمة تنظيم مؤتمراتهم فبالتأكيد أنها ستكون أكثر جذبا وحيوية .

نور الكلمات:

"إن لم يشترك الشباب في صنع الحياة فهنالك آخرون سوف يجبرونهم على الحياة التي يصنعونها". ‎مصطفى محمود

"يتوقف مصير كل أمة على شبابها". ‎جوته

الأكثر قراءة