دوره لم ينته بعد
دوره لم ينته بعد
مشاهدات: 252
1 مايو 2018

فى عام 1998صعدت على ظهر حاملة الطائرات جون كيندى أثناء مناورة النجم الساطع التى كانت تجرى مع مصر وتلك الحاملة هى إحدى الحاملات التى قامت بضرب العراق عام1991 أثناء تحرير الكويت، وخلال وجودى فى غرفة قائد الحاملة وبينما أتابع الخرائط المعلقة وجدت علامة x على أحد المربعات ومكتوب عليها بيت صدام، وكان السؤال التلقائى آنذاك: إذا كنتم تعرفون بيته فلماذا تركتموه حتى الآن والشعب كله يعانى من الحصار بسببه ولديه أسلحة نووية وكيماوية كما كانوا يقولون؟ نظر القبطان لمرافقه وابتسم ولم يرد، وهمس فى أذنى أحد الزملاء المخضرمين الذين كانوا معى وقال:تركوه لأن دوره لم ينته بعد.

تذكرت تلك الواقعة وأنا أتابع تفاصيل ضربة العدوان الثلاثى الإنجليزى والفرنسى والأمريكى على سوريا فحال بشار كما كان حال صدام حسين، ويخطئ من يظن أن روسيا هى من حمت بشار من هذا العدوان، أو أنها من منعت عنه قبل ذلك الأمريكيين.بشار لايزال وجوده مرغوبا فدوره لم ينته بعد، ولا نعلم إذا كان دوره خلال الفترة المقبلة أم أنه سيستمر حتى الوصول الى الفصل الأخير من سيناريو تلك الفوضى التى لم تكن يوما من الأيام «خلاقة» إنما هى «فراقة» للدول والشعوب؟

والأيام الماضية أثناء القمة العربية كنت فى دبى حيث التقيت بالعديد من السوريين..وكان من أهم الأشياء التى سمعتها أن الكثير من الأسر بمجرد تحرير بعض المدن من قبضة داعش عادوا إلى مدنهم، وقالت لى نسرين، وهى إحدى السوريات المقيمات بدبى، أنا ضد بشار وكنت أتمنى أن يرحل ويترك البلاد في2011 ولم أكن أتصور آنذاك أن يبقى هو ويرحل الشعب السورى..وأعلم أنه لو أراد أن يرحل الآن فلن يستطيع، فهم لن يتركوه إلا بعد أن يؤدى مهمته ثم يتم التخلص منه،فبشار كالمحكوم عليه بالإعدام ولكنه لا يعلم وقت التنفيذ..وما يحزننى أنه حتى الدول التى لطالما تشدقت بالحريات شاركت فى القصف الأخير، حتى أنه عندما يأتى وقت توزيع الغنائم فى سوريا تأخذ كل دولة نصيبها،فسوريا بها مناطق غاز ضخمة تنتظر من ينقب عنها وآبار بترول متوقعة فى عدة أماكن، وبالطبع فإن ما قد يدره هذا من مال لابد وأن ينفق بعد رحيل بشار على إعادة الإعمار،وبكل تأكيد أن تلك الدول الثلاث هى من ستستفيد ومعهم روسيا. وليست نسرين فقط وإنما جميع السوريين الذين التقيت بهم ذكروا لى أن الضربة الثلاثية كان المقصود بها إنذار القوى الموجودة على الأرض فى سوريا، وهى روسيا وإيران وأنهم يقدرون أن مصر والإمارات هما البلدان الوحيدان اللذان لم يؤيدا تلك الضربة فى حين أيدتها أغلب الدول العربية وتركيا وحتى الطائرات التى ضربتها كانت من قاعدة دويلة عربية، عندما سألت بعضهم عن إذا ما كان يمكن فى رأيهم أن تقسم سوريا إلى عدد من الدويلات، جاءتنى إجابة من أكثر من واحد منهم تقول إن لديهم مخاوف، ولكن ما يجعل تلك المخاوف تقل هو وجود مصر فى أمان فأحلام تقسيم المنطقة التى تحلم بها إسرائيل وتساعدها فيها أمريكا يستحيل أن تتحقق ومصر بخير، فهم يريدون الاستمرار فى تفكيك الدول وإهانة شعوبها حينما يأتى الدور على مصر تكون الدول كلها مهيأة للانفصال. وأجمل عبارة سمعتها من السوريين كانت من شاب يدعى سيف قال لى: حافظوا على بلدكم من أجلنا قبل أن يكون من أجلكم. 

نور الكلمات:

«يتبنى الكثير من الساسة مبدأ فرق تسد وتبنى زايد وراشد مبدأ وحد تقد فأصبح زايد حكيم العرب وبنى راشد مدينة هى اليوم فخر كل العرب». الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

الأكثر قراءة