من قاموس عمار البيوت (2)
من قاموس عمار البيوت (2)
مشاهدات: 378
11 ديسمبر 2017

مع تزايد معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة يتردد الشباب في الإقدام على الزواج خشية الفشل. وفي الأسبوع الماضي عرضنا لبعض النصائح التي يقدمها خبراء العلاقات الزوجية لعمار البيوت ولضمان استقرار العلاقة الزوجية واليوم نستكمل الحديث. يشير اريك هانت خبير العلاقات الأسرية إلى أن الخرس الزوجي أو الحوار المبتور الذي لا يشي بما يدور في النفس أول مظاهر انهيار أي علاقة. ويستطرد قائلا: لا يمكن أن تقوم أي علاقة دون التواصل والإحساس بمتعة الوجود مع الطرف الآخر، لكن المشكلة أن البعض منا لا يستطيع التعبير عن مشاعره ورغباته وأمنياته إما بسبب عوامل التنشئة التي تقرن التعبير عن المشاعر بالضعف أو نتيجة الخجل. وينصح هانت أطراف أي علاقة عاطفية بتفهم طبيعة شخصية الطرف الآخر والتغلب علي الحواجز النفسية لكي يعبر كل منهما للآخر عما يدور في نفسه لاستمرار علاقة زوجية ناجحة.

ويشير الطبيب النفسي كيمبرلي هيرشينسون إلى أهمية الاحترام المتبادل في العلاقة الزوجية موضحا أن إدراك طرفي العلاقة أن لكل منهما شخصية مستقلة لها سماتها وأن نجاح أي علاقة لا يعني تلاشي شخصية أحد أطرافها وذوبانه في شخصية الآخر أو التخلي عن طموحاته أو أهدافه، ضرورة لسلامة أي علاقة ولتحقق رضا طرفيها ذلك أن الإحساس بالمظلومية أو التضحية المستمرة من طرف لحساب طرف آخر يولد مشاعر السخط والمرارة التي تنعكس على السلوك وأسلوب التعامل بين الطرفين وعلى أفراد الأسرة كلها. ويضيف الطبيب النفسي كيمبرلي هيرشينسون قائلا إن احترام رغبات شريك الحياة وطموحاته واستقلالية شخصيته لا يعني غياب الأهداف المشتركة طويلة الأجل التي يسعى الطرفان معا لتحقيقها سواء على مستوى تأهيل الأبناء لمواجهة الحياة أو التخطيط لتحقيق منافع مادية من قبيل تحسين مستوى الأسرة ماديا أو اقتناء منزل جديد مثلا. فهذه النوعية من الأهداف المشتركة تمثل ضمانة لتذويب أو تقليل الاختلاف الذي ينشأ بسبب اختلاف الرؤى أو تعارض الإرادات ويضمن السعي المشترك والوئام لتحقيق الأهداف المتفق عليها بين الزوجين.

وتضيف خبيرة العلاقات الزوجية جانيت زين بابا جديدا في قاموس عمار البيوت عنوانه العمل والسعي من قبل الزوجين للحفاظ علي سلامة علاقتهما، فتقول: إن استمرار أي علاقة مرهون بكم الجهد والوقت الذي يستثمره طرفا العلاقة فلا يمكن أن تقوم علاقة علي جهد طرف واحد أو عطاء غير متوازن من الطرفين. فعندما تمر أي علاقة بمنحنى خطر لا بد على الطرفين من أن يبذلا قصارى جهدهما لتعود الأمور لمسارها الطبيعي. وتضيف قائلة: عندما يساند الزوجان بعضهما فى الضراء ويواجهان ما تباغتهما به الحياة من صعوبات من قبيل المرض أو الأزمات المالية أو الحياتية تتكون ذكريات مشتركة تدعم استمرار العلاقة وتربط طرفيها بأواصر المحبة والثقة المتبادلة.

ويجمع خبراء العلاقات الزوجية على أن نجاح أي زيجة رهن بإصرار طرفيها على استمرارها وإحساسهما أن انهيارها والانفصال عن رفيق عمره خسارة عاطفية ومعنوية يصعب تعويضها. وللتحقق من ذلك يقدم خبراء العلاقات الزوجية عددا من المؤشرات الدالة على حسن اختيار شريك العمر التي يمكن الرجوع إليها قبل الارتباط أو عند تقييم العلاقة الزوجية ومدى الرضا عنها وضرورة الحفاظ عليها أو التخلص منها لتفادي خسائر أكبر. وتتلخص هذه المؤشرات فيما يأتي:

أيا ما كان شكل يومك تشعر بالارتياح عندما تراه فهو واحة للأمان والسلام النفسي وتشعر بالرضا في وجوده وتستمتع بمشاركته في أي كل شيء ولو كان مجرد تناول شاي العصاري.

تشعر بالقلق عليه وبالضيق إذا أصابه عارض أو مكروه، وتشعر بالرضا والسعادة عندما تستقر أحواله ويهدأ نفسيا.  

   تشعر بالرغبة في حمايته من الأذى. 

 لا تجفل إذا ما اقترب منك.

 لا تشعر بالخجل من نقاط ضعفك أمامه ولست مضطرا للتجمل أو أرتداء اقنعة أو التظاهر، فهو مرآة النفس. 

هو جزء من المستقبل وبالتالي عندما تتطلع لقادم الأيام تراه بوضوح بجانبك.

تشعر يقينا بأنه يرعاك ولا يحاول أن يستغل نقاط ضعفك أو يقلل من شأنك أمام نفسك أو أمام الناس.

رغم أنك لا تخجل من نقاط ضعفك وعيوبك أمامه فإن مجرد وجوده في حياتك يجعلك تسعى لأن تكون أفضل.

 تشعر بأنك تعتمد عليه وأنه لن يخذلك مهما حدث.

أن تكون على يقين بأنه لا يخدعك أو يكذب عليك.

ويقول خبراء العلاقات الزوجية إن توافر هذه المؤشرات يؤكد سلامة العلاقة وضرورة الحفاظ عليها وبذل الجهد للتغلب على المصاعب التي تواجهها 

ولكن ماذا عن مؤشرات فشل العلاقة وضرورة إبلاغ فرار منها قبل أن تمرر حياتك! هذا ما سأخبركم به الأسبوع المقبل بإذن الله. 

الأكثر قراءة