علامة مائية
علامة مائية
مشاهدات: 231
12 أكتوبر 2017

سيقرعون الأجراسَ

في أول حُزيران.

….

ثمة أسبابٌ وجيهةٌ

لاختيارِ هذا اليوم

أهمُها:

أنه 

أولُ حُزيْران.

***

مِن الجميلِِ يا فتاتي

أنْ تُصبحي 

«علامةً مائية»

على صفحةِ غيمةٍ

لا ترى الشمسْ،

….

ثم 

تشاهدين العالمَ 

من بعيد

مثل فيلمٍ سينمائيٍّ

لا يعنيكِ في شيء:

البطلُ 

المرزوءُ بالخطوبْ

يثيرُ مكامنَ البهجةِ

في نفسِك

لماذا؟

لأنكِ لستِ هو.

….

حتى لو ذرفتِ دمعةً

أو دمعتين

كما تقتضي اللياقةُ،

بعدها

ستحوِّلين المؤشرَ على قناة:

تَسَوَّقْ عبْر التليفزيونْ.

….

حين يقرعون الكؤوسَ 

أولَ حزيران

لا تحزني أيتها البنتُ الطيبة

فقد عشتِ 

لياليَ طويلةً بلا صداعْ

ولا تنسي 

أن فرجينيا وولف 

كانت أكثرَ منك عذابًا

وأعمقَ موتًا.

….

أنْ تُصبحي علامةً مائية

فذاك يعني

أن ضجيجَ العالمِ 

لن يُفزعَكِ

ولا الفواتيرْ

ولا حتى الرجلَ الكاذبَ 

الذي أحببتِه،

ستثأرين منه

حين يغدو وحيدًا

قبل أن يعتقلَه البوليسُ 

بتهمة الصلعْ.

….

حين أغدو علامةً مائية

سأفوّتُ عليكَ يا حبيبي

عدَّ البثورِ 

التي زرعتْها أمي في جبهتي

كي ينفرَ مني الرجال.

….

- «أنتِ

يا حبيبتي

لا تُشبهين نساءَ رينوار!”

هكذا أخبرني.

….

- «حسنًا

هذا حسنٌ جدًا

وأنتَ كذلك

يا حبيبي

لا تشبه المسيحْ»

هكذا أخبرتُه.

….

حين أموتُ 

في أولِ حزيران 

سوف توقنُ

أن الجرائدَ التي لوّثتها الصُّفرةُ

حملَتْ سِفاحًا

وأسقطتْ أجنَّتَها 

تحت عجلاتِ الطائرةِ الحربية

في مطار ألماظة

حيث الكلُّ مهيأٌ للمغفرة

وبتْرِ الآذان

قبل أن تتلقفَ 

تنهيدةَ عاملِ الشحن:

- يا للمرأة التعسة!

لن تحظى بطفلةٍ أبدًا.

….

- لماذا تغمضين عينيكِ يا حبيبتي؟

- كي أميّزَ بين أزيزِ الطائرة

وبين شَعرِكَ المنفوش

الذي يزدادُ بوصةً

كلما كذبتَ عليّ.

الأكثر قراءة