الله يرحمك يا عم سيبويه!
الله يرحمك يا عم سيبويه!
مشاهدات: 333
28 سبتمبر 2017

هذه رسالة من الرسالات التى تصلني مكتوبة بخط اليد..  ومن يكتب بخط اليد فهو قريب جدا من الأوراق يضع فوق سطورها كل همومه بعلمه وعقله وقلبه..

ولقد وصلتني هذه الرسالة من سيدة فاضلة قالت فيها: فى أول أيام عيد الأضحى المبارك جلست أشاهد شاشة التليفزيون.. أخذت أقلب بين محطات الفضائيات الكثيرة والمتعددة.. برامج متعددة متنوعة استقررت أخيرا على عملين فنيين قديمين نوعًا ما هما مسرحية وفيلم أبيض وأسود، فأما المسرحية فهى “العيال كبرت” للعبقرى الراحل سعيد صالح ومعه المجموعة المتميزة جدا حسن مصطفى ويونس شلبى وأحمد زكى وأم السينما المصرية كريمة مختار.. أضحكونى كثيرا على مدى 3 ساعات تقريبا..

كنت أضحك من قلبى على شقاوة سعيد صالح هذا الفنان العبقرى الذى ضاع منا فى الزحام.. 

ولا أعرف هل تم تكريمه أم لا قبل وفاته أم أننا كعادتنا لم نلحق به وبعبقريته الكوميدية التى تفجر الضحك والسعادة فى قلوبنا.. وظرف وسذاجة الفتى يونس شلبى الذى يضحكنا من قبل أن يفتح فمه والأب المراهق حسن مصطفى المرووش المرعوش مجموعة جميلة جدا وظريفة جدا من زمن فات نتمنى أن يعود..

أما الفيلم الأبيض وأسود فهو فيلم “كرامة زوجتى” للحبوبة والجميلة شادية والراحل الفنان الجامد أوى صلاح ذو الفقار مع خفة الدم المتحركة عادل إمام والمبدع جورج سيدهم في أحلى حالاتهما قبل الشهرة والبطولات المطلقة.. قدموا لنا فيلما ممتعا من كل ناحية، قصة ظريفة وإخراج سريع ممتع بدون مط وتطويل واستظراف أو ملافظ خارجة بذيئة وردح وزعيق وصراخ.. أعتقد أن الإخراج لبركات المخرج العبقرى..

لم تلفت نظرى تمثيليات درامية حديثة وأكشن ودم وقتل لم تلفت نظرى برامج سخيفة ومسابقات وحوارات سمجة وآراء مدفوعة الأجر.. ولكنى استمتعت بالفن الراقي والكوميديا الحقة بدون إسفاف وتهريج وتقل دم.. أتمنى أن يعود الفن الحقيقى لقواعده سالماً ويمتعنا ويهذب النفوس الحائرة الضائعة في بحار البذاءات والإسفاف والانحطاط وتدمير العقول!

انتهت رسالة السيدة الفاضلة نبيلة صادق..

■■ وأقول لها: لقد انتهى زمان العقل والصدق والرؤية الصحيحة للحياة.. والفن الهادف وليس الفن الهابط المقزز الذى نراه الآن سواء على شاشات السينما أو على شاشات التليفزيون!

* * *

وكتبت إلى سيدة فاضلة تقول في حديثها عن لغة الحوار.. والكلمات التى نتناولها فى حديثنا كل يوم.. وقد نسينا اللغة العربية قواعد وكلاما والله يرحمك يا عم سيبويه..

تقول السيدة الفاضلة: هناك كلمات كثيرة مستفزة ومتدنية دخلت حياتنا بدون استئذان وأجدها متداولة بين المتعلمين والجهلاء والبسطاء على حد سواء.. حتى بين بعض الإعلاميين في وسائل الإعلام المختلفة تثير حفيظتى كثيرا وأندهش.. كيف يتفوهون بها ببساطة شديدة.. منها مثلا:

«بطايق» أى بطاقات، «عماير» أى عمارات، «بلالين» أى بالونات، «بناطيل» أى بنطلونات، «لازمن» أى لازم ـ يجب، «كمرة» أى كاميرا، «ألوانات» أى ألوان، «جواكيت» أى جاكيتات.

هذا طبعا غير لغة الشباب المستحدثة الغريبة التى يتداولونها بين بعضهم البعض مثل «شهيص، مستكنيص، مكبر، أنتخة، حتحور، حوارات، هربانة منها، فكك منى، قافش، مسيح له، حاصيتك، وهم ماليش فيه»، حاجات كثيرة من هذا النوع!

لماذا لا نتكلم اللغة العربية البسيطة السهلة لماذا تدهورت اللغة العربية بهذا الشكل المقيت، إننى أستمع إلى إذاعات عربية حولنا أجدهم يتكلمون لغة راقية بسيطة مفهومة واضحة على عكس ما نسمع ونشاهد فى تليفزيوناتنا وشاشاتنا.

* * *

حتى إذاعة البرنامج العام المفروض أنها تمثل إذاعة جمهورية مصر العربية أجد المذيعين والمذيعات يخطئون في كلمات كثيرة ويغيّرون المعنى تماما لماذا لا يقرأ المذيع النشرة جيدا قبل أن يقرأها على الهواء، عيب جدا أن تتلعثم مذيعة البرنامج العام فى قراءة بعض الكلمات وكأنها مذيعة خوجاية أو أجنبية لماذا؟ لأنها لم تتعود على القراءة والثقافة منذ صغرها..

انتهت رسالة السيدة الفاضلة ولا تعليق!..

* * *

كلمات عاشت:

«الحب الحقيقى فرد جناحيه وطار إلى بلاد أخرى غير بلادنا!»..

واحد موجوع من الحب

الأكثر قراءة