وماذا بعد؟
وماذا بعد؟
مشاهدات: 216
19 يوليو 2017

أعتقد أن مؤتمر "مصر تستطيع" من أنجح المؤتمرات التي تم عقدها في الآونة الأخيرة، فعلى عكس معظم المؤتمرات التي لا يبالي بها المواطن العادي وربما لا يعرف أنها عقدت في مصر من الأساس، استطاع  هذا المؤتمر جذب اهتمام  الكثيرين الذين فوجئوا بوجود نماذج مصرية نسائية مشرفة في أغلب دول العالم، قائدة قاعدة صورايخ، عضوات البرلمان ومهندسة طائرات وعميدة  كلية هندسة صناعية ومستشارات  لوزراء الدفاع والعدل في دول العالم المتقدم، وخبراء في الجيولوجيا والتكنولوجيا والفضاء والإدارة والطب والرياضة. ولكن السؤال المهم هو ماذا بعد المؤتمر كيف تستفيد مصر من خبراتهن مثلما تفعل الصين والهند وحتى إسرائيل  الذين يستفيدون من وجود بعض من مواطنيهم بالخارج في تطوير مجتمعاتهم، على عكسنا نحن فعندما نريد أن نطور أحد المجالات  نستعين بالخبير الأجنبي الذي يمثل  الشعر الأصفر والعيون الزرقاء  جواز المرور وختم الجودة بالنسبة له  رغم أن ذوات العيون السوداء والعسلية والبشرة الخمرية  هن من أبهرن العالم. 

أقدر كثيرا السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة  وأعتقد أن روحها الحلوة الهادئة الواثقة في النفس كان لها  دور كبير في الجو الدافئ الحميمي الذي ساد في المؤتمر،  أيضا لعبت الدكتورة  مايا مرسي  وعضوات المجلس القومي للمرأة  دورا كبيرا فى  خروج  المؤتمر  بالشكل الناجح الذي خرج به ولكن يبقي السؤال الذي يتساءله الجميع وماذا بعد كيف سيتم استغلال خبرات هؤلاء وغيرهن من أبنائنا في الخارج؟ ويتبقى لديَّ عدد من الملاحظات على هامش المؤتمر:

الملاحظة الأولى لي هي أن نسبة كبيرة من المشاركات الثلاثين ينتمين في الأصل لمدينة الإسكندرية _مدينتي _ وهو ما لفت انتباه كثيرين حتى إن حلمي النمنم وزير الثقافة قال لي في افتتاح معرض المجلة للفن التشكيلي "هي في دائرة العنف" والذي تزامن مع المؤتمر أنه لاحظ تلك الملاحظة التي تشير إلى أن هناك علاقة مهمة بين الإبداع والتميز والبحر .

الملاحظة الثانية أنه برغم أن عددا كبيرا من السيدات هاجرن للخارج في سن صغيرة ولكنهن جميعا يفهمن العربية جيدا تحدثا وكتابة. 

ثالثا أن غالبية السيدات لديهن حياتهن الأسرية المستقرة وأبناؤهن من المتميزين والمتفوقين وهو ما ينفي العبارة التي يرددها البعض عن أن نجاح المرأة في العمل قد يؤثر سلبا على حياتها  الأسرية وعلى أبنائها. 

رابعا كان هناك اهتمام حقيقي من الحكومة والمجتمع المدني بالمؤتمر حيث حضر رئيس الوزراء وكذلك أغلب الوزراء الذين شاركوا  في الجلسات .

أغلب الأزواج يشغلون مناصب رفيعة وحرص عدد كبير منهم على الحضور مع زوجاتهم لتشجيعهن. 

الملاحظة الأخيرة  أنه على عكس ما يتم الترويج له فإن الجحاب لم يقف عائقا أمام وصول تلك السيدات لمناصب رفيعة وهو ما يعنى أن فكرة صراع الحضارات والتمييز غير حقيقية وأن الكفاءة هي من تفرض نفسها بغض النظر عن الشكل أو الانتماءات العقائدية والفكرية.

وفي النهاية فإن الثلاثين امرأة المشاركات في المؤتمر رغم  تميزهن فما هن إلا جزء من  كنز اسمه المصريون في الخارج  والذين آن الأوان للتنقيب عما يحتويه من خبرات نفيسة يمكن أن تسهم في تغيير وجه مصر.

نور الكلمات:

"في السياسة عندما تحتاج إلى الكلام اسأل الرجال وعندما تحتاج إلى أفعال فعليك بالنساء". مارجريت تاتشر

"كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في هذا العالم". غاندي

الأكثر قراءة